حقيبة في مطار العاصمة دمشق بقلم:د . هيثم الربابعة
تاريخ النشر : 2006-04-09
حقيبة في مطار العاصمة دمشق



عندما نسمع في نشرات الاخبار عن حقائب تفجيرية . فأنه يتبادر الاى الاذهان انها حقيبة تفجيرية ولكن في هذه الحالة , تختلف الصورة . لأن هذه الحقيبة هي في الاصل حقيبة مغتصبة من قبل أمن المطار . وهذه القصة قد تكون قصيرة , ولكنها مهمة أمنيا وحق من الحقوق الشخصية للمسافرين . ففي تاريخ 20 / 6 / 2006 م . جاء شاب اردني الى الأردن عن طريق العاصمة دمشق . وذلك بسبب تعسر الحجز معه في امريكا على متن الخطوط المتوجهه الى عمان مباشرة . فالكل يعلم ان فصل الصيف تكثر فيه الزيارات والعودة والحنين للوطن . فقرر هذا الشاب ان يتوجه الى سوريا مباسرة . لانها الافرب الى بلده . وعندما وصل مطار دمشق الساعة الثانية والنصف صباحا . استوقفه أمن المطار للتحقيق معه , فكان منهم الا ان وجهوا له السؤال بكل غباء . انت اردني ما الذي دعاك للمجيىء الى سوريا وانت اردني ومسافر الى الاردن ؟ فما كان من هذا الشاب الذي يعمل في امريكا من الجل الحصول على فرصة في هذه الحياة . الا ان اجابهم بسبب الضغط على الخطوط الجوية في المطارات الامريكية , وسوريا اقرب الى بلدي من أي بلد أخر . ومضى هذا الشاب بعد هذه الاسئلة وهو لا يعلم ماذا يخبىء له رجال الأمن في مطار دمشق . فوجد أن حقيبته التي تحتوي على أغراض ثمينة وهدايا احضرها لأهله بعد غياب طويل , قد سرقت أو دعونا نفترض حسن النية أولا ولنقول أنها اختفت بفعل فاعل , وهم رجال الأمن في مطار دمشق . فتوجه هذا الشاب الذي كان ينوي السفر لبلده في نفس الليلة التي وصل فيها الى قسم المفقودات . لكي يقدم بلاغا او شكوى باختفاء الحقيبة , وفعلا تقدم بالشكوى وفي اليوم التالي اتصل بقسم المفقودات بالمطار , فطلبوا منه المجيىء للتأكد من حقيبته فلما حضر وجد مخزنا مليئا بالحقائب التي لم يتم تسليمها الى اصحابها لكي ييأسوا منها وتصبح ملكا لأمن المطار ويتقاسمون الغنائم التي هي من اموال الحرام . ولكن هذا الشاب تعرف على حقيبته مؤكدا لهم أن هذه هي الحقيبه التي حضرت معه وهي على نفس الاغلاق حيث اغلقها في امريكا . ولكنهم اجابوه عد الينا بعد يومين هذه ليست حقيبتك , فقال لهم افتحوها واذا وجدتم انها ليست حقيبتي سأتنازل ان عن الشكوى التي قدمتها ولكنهم هددوه قائلين الا تعلم أن نستطيع اخفاءك حتى حكومة بلدك لا تعرف اين مكانك . ولكنه اصرّ على ذلك فقالوا له عد بعد يومين . فذهب لأهله للسلام عليهم ثم العودة , وبعد عودة توجه للمطار وأخذ اذنا بالتعرف على خقيبته وعندما تعرف عليها وأكد لهم انها حقيبه . اجابوه انها ليست لك ولن تأخذها . فسألهم كيف عرفتهم ذلك ؟ فسكتوا ومنعوه من المجادلة لانهم يخفون في داخلهم نية السرقة . فما كان من هذا الشاب الا التوجه لمكتب مدير المحطة الايطالية في المطار . هذه الشركة التي جاء على متن طيرانها . فما كان من مدير المحطة الا الاستغراب من هذا الأمر , وقال لهذا الشاب رافقني الى مكتب مدير أمن المطار لتأخذ حقيبتك فهذا حق لك . وعندما وصل مدير المحطة برفقة هذا الشاب الى مكتب أمن المطار , قالوا ادخل انت فقط اما الشاب صاحب العلاقة ليبقى في الخارج . وعندما خرج مدير مكتب المحطة بعد ثلاثة دقائق فقط . أخبر الشاب بأن يقدم شكوى بحق الشركة الايطالية , لأن مدير المحطة لايستطيع أن يفعل شيئا امام رجال أمن ومخابرات . سوى التعويض عن السرقة التي قام بها رجال الأمن في المطار . وعندما تقدم بشكوى ضد الشركة الايطالية اخبروه ان القانون لايسمح الابعد مضي ستون يوما.وهذا الشاب سيسافر بعد اقل من شهر لكي يتابع عمله , وبقيت الأمور على ما هي عليه الى الان . لأن الشركة الايطالية رفضت التعويض بالمراضاة وذلك بعد تأكد الشركة من أن هذه الحقيبة بيد رجال الأمن في المطار , وعندما وجهت الشركة خطابا الى مكتب أمن المطار , اجابوا أن هذه الحقيبة عليها دواعي أمنية وسيتم اعادتها الى مكان صدورها , أي امريكا ولكن هذا لم يحدث حيث اجابهم الشاب لماذا لا تفتحوها وتتأكدوا من أن كلامي هو الصحيح . وأن هنالك مقصد غير شريف من وراء اختفاء هذه الحقيبة وهو أنني اردني ولن اطالب بحقي في بلد ليس بلدي . او انني سوف ايأس من المطالبة بحقي ويتقاسم رجال الأمن هذه الحقيبة . ولوان هنالك أي شيء يستدعي الأمن لتم اعتقالي في المطار في تلك اللحظة . وبعد فترة بعث هذا الشاب بكتاب الى السفير السوري بعمان يخبره بتفاصيل القصة وأن الشركة الايطالية اكدت له أن الحقيبة في حوزة رجال أمن المطار ولا يريدون الافراج عنها الى الان . ومازلت القضية عالقة لا حل لها . ولكنني اتسائل . اين الرقابة على رجال الأمن والى اين ستبقى حقوق المواطنيين والمسافرين منتهكة من قبل رجال الامن السوري ؟ وماهي اعمال السفير السوري اذا كان لا يتدخل بهذه المشاكل المعضلة بين بلاده والبلاد الأخرى ؟ وكيف سيصبح موقف سوريا مع مرور الزمن بعد نشر تلك الحقائق عن افعال رجال أمنها وحرس حدودها , وهل الرئيس الأسد يعلم بما يفعله رجال الأمن في سوريا ؟ والى متى سيبقى هذا الاستهتار . وانا اناشد الرئيس السوري بشار الأسد بوضع حلولا لهذه التجاوزات واللامبالاة في مثل هذه الأمور . ومعاقبة كل المفسدين في سوريا الحبيبة . سائلا المولى عز وجل أن يحفظ الرئيس الأسد ويديم على سوريا الرفاه والازدهار بعونه تعالى .



ملاخظة : الى الاّن مازال هذا الشاب يطالب بحقه ولن يتنازل عنه ختى تعود اليه الحقيبة التي اخذت منه عنوة وغصبا . وهذا المقال عبارة عن واسطة نداء للرئيس الأسد , واشعار للحكومة السورية بما يدور في قلب الحبيبة دمشق . وانا واثق من أن الحكومة السورية قادرة على معالجة هذا الخلل المتفاقم .





د . هيثم الربابعة

الاردن / السلط

[email protected]