لم أشاهدكم في جنازة السير همفري بقلم:محمد علي بن رمضان
تاريخ النشر : 2006-04-10
لم أشاهدكم في جنازة السير همفري بقلم:محمد علي بن رمضان


بلاغ مقتضب صدر عن 10داونغ إستريت مقر إقامة الوزير الأول لجلالة ملكة بريطانيا رعاها الله و حفظها لشارل وكاميلا , نعى فيه وفاة السير همفري.( نسبة إلى الموظف الميكيافيلي الذي كان مع المرأة الحديدية مارغريت تاتشر له صولات و جولات في 10 داوننغ ) نحن الذين سمع نحيبهم على إستشهاد Lady Di حتى أستراليا, لا أحد أرسل لنا بتعازيه في فقداننا شهيدة الحب الأخير, و لكن عندما ينتقل إلى الرفيق الأعلى السيرهمفري عن عمر ناهز 81 عاما عفوا 18 سنة, تتوالى برقيات التعزية من رؤساء قبائل العالم أجمع إلى شيري و طوني !! السير همفري تبناه موظف بالوزارة الأولى في بيته بالريف البريطاني, تصوروا تواضع السير همفري ! يقبل بتبنيه من موظف بسيط ,بعد أن تضايقت من وجوده بالبيت شيري بليرو ديكها, لأنه من بقايا حكومة أخرى. مات و الغصة في قلبه *ذهب ضحية الديمقراطية !!قاطعة الأرزا ق !! و لكن نهاية السير همفري كانت أيضا نهاية نحس على بلير, الذي مول حزبه الإنتخابات الأخيرة بأموال مطلية بالأبيض في ظهر أمين الصندوق, الذي هدد بفضح المزيد, و نحن نهدد أن شراء الذمم" ماركة عربية و الحقوق محفوظة" و مداخيلها لصندوق الراحل السيرهمفري ,و بما أن للتاريخ نكهة خاصة ,هاكم المقال التي تفضلت بنشره لصحيفة" القدس العربي", بعدما أمعنوا المعاويل في دكاننا, و ألبوا دكاكين اليد السفلى علينا , منذ قرابة العشر سنوات بتاريخ 2 كانون الثاني 1997 تحت عنوان" نصر على رؤية همفري" . أترككم تستخلصون العبرة و ما اشبه الليلة بالبارحة .

(...أنا معجب بالإعلام البريطاني في تجاربه مع الشعب الأنقليزي, لا لشئ إلا أنه كما يقول المثل"فأرهم يلعب على السكر", فبينما على الساحة تفور قضايا ساخنة, و يرتفع معدل زئبق الحرارة السياسية في قضايا ظاهرة و أخرى تحت الجلد, فجأة يدخلون قضية ساخرة لترجع الحرارة لوقت ما إلى معدلها , فيطلع علينا « إختفاء همفري » و ما أدراك من همفري. ترفع القضية أمام البرلمان البريطاني !! في أول جدول أعماله , محترفو السياسة و ليس الدخلاء و المشوشون, يعرفون أنه لا بد للحياة السياسية من طعم الحلاوة , فتعطيها مذاقا آخر, لما تقاسيه من ظلم العم بيل, و آل الغور,و المتأسلمين الجالسين على رصيف حركة الصراع المصيري لقهر التعصب في ربوع البلاد العربية , و ما يكيله لنا حكامنا من لكمات على حلبة صراع بعث القومية و الوحدة من سباتها , و هم ينكرون هذا ثلاثة مرات في اليوم, قبل و بعد الأكل . بريطانيا إذن قررت لحين الإنغماس في قضية « إختفاء همفري » لم تعثر عليه إسكتلنديارد منذ تاريخ إختفائه في 13 تشرين الثاني, يحمل اللون الأبيض و الأسود, يكره الرمادي لأنه يريد الوضوح . عمل ب 10 داوننغ استريت مقر إقامة الوزير الأول البريطاني , و ظيفته الرسمية « الإصطياد » عمل منذ 8 سنوات في ظل 3 رؤساء حكومات, لا يرفض التعايش , هي سياسة يحبذها , إلا أن إشاعات شريرة و خبيثة , تفيد أن شيري بلير زوجة طوني , رفضت التعايش مع همفري !! " موش من عبارها" ليسوا من نفس المستوى و فعلا هي على حق.

وصلت القضية إلى" وا ست منستر" و قام نائب محافظا, عمل وزيرا للخزانة ; المستر آلان كلارك و ضرب بقبضة اليد على الطاولة وقال واقفا في حق المعارضة : نصر على رؤية همفري و الكشف عنه . المعلومات الأخيرة تفيد أن هذا الأخير ترك الضجيج اللندني و قررالإنسحاب ليعيش في الريف البريطاني, "صاحبنا قام بفصعة" يريد التمتع بالتقاعد في سن مبكرة لإعجابه بالنظام التقاعدي الذي أتى به الإشتراكيون في فرنسا وليترك المكان لغيره من الصغار, يريد الإبتعاد عن المتطفلين, و عدسات الكاميرات ,و الباباراتزي , هو "الفصعة" لها مغزى, مفادها أنه يريد التشبيب, ليس من المستكرشين. كانت له ممرضة خاصة "تينا روزين"مكلفة بالإعتناء, و طبيب لا يغمض له جفنا هذه الأيام خائف على صحته ,لأنه متعود على نظام تغذية صارم , خاصة و أن أمعائه حساسة همفري, كاد أن يسبب حرجا للتشريفات في زيارة أخيرة لأحد الزعماء العرب هنا في لندن !! و كنا على شفا أزمة ديبلوماسية.

فجأة أراد أن يتبختر أمام الركب و هو داخل إلى مقر رئاسة الوزراء, وقفت دقات القلب لوهلة من خوفنا أن تصبح لغة الكلاشنيكوفات سيدة الموقف, بل قام رجل مراسم بقفازات بيضاءبالطلب من جنابه التنحي جانبا إذا سمح "إنه قط 10داوننغ إستريت ". !!!

نطالب الأخوة العرب أن يبلغوا سفاراتهم إنهم رأوا همفري يتبختر, ناحية "كوينز واي" و قد جذبته رائحة الشوارما و الكوري , حتى لا يقعوا تحت طائلة عدم التبليغ و التستر و يجنبوننا أزمة نحن لسنا في حاجة إليها و بريطانيا تحتفل باليوبيل الذهبي للملكة.

إلى البريطانيين نقول يا جماعة نؤكد لكم أننا لا نشكوا عجزا في إنتاج القطط السمينة , التي فاقت الفئران عندنا , و بقيت تترصد لسمكة هزيلة أو قطعة شحم نسد بها الرمق الثقافي. تعالوا نصدر لكم مع حسومات آخر السنة, و أدفعوا بالتقسيط و بدون فوائض, لكي نخفض العجز التجاري و نرضي منظمة التجارة الدولية في النظام العالمي الجديد .

يبدو أن هناك في 10داوننغ إستريت من عمل بالمثل "غيب يا قط ألعب يا فأر."

محمد علي بن رمضان