همم الجفرة بقلم: د. رضا محمد جبران
تاريخ النشر : 2016-10-25
ودان
همم الجفرة
رِحابُ فَضلِكِ أُمَّ السَّعدِ أَحضَانُ
وَوَاحةُ السَّعدِ فِي الآفَاقِ وَدَّانُ

طَابتْ رِحَابُكِ أُمَّ السَّعدِ عَاطِرةً
وَعِطرُ ذِكركِ فِي الأَفواهِ قُرآنُ

نِعمَ المنارةُ وَالقُرآنُ زَيَّنهَا
وَصَانَ قَدركِ أُمَّ السَّعدِ إِحسَانُ

نِعمٌ تَوالتْ وَرَبُّ الخَلقِ وَقَّفَهَا
عَليكِ فَضلاً وَرَبُّ الخَلقِ مَنَّانُ

أُمُّ المَدائنِ (وَدَّانٌ) يُؤلِّفُها
دِينٌ عَظيمٌ وَزَانَ الأَرضَ سُكَّانُ

مِن (المَواجِرِ) و(الأَشرَافِ) يَصحَبُهم
كُلُّ (الأَهالي) كِرامٌ حَيثُما كَانوا

مَهدُ الأَصَالةِ، وِدَّ الضَّيفِ شِيمَتُهُم
وَوُدُّهُم رَاسخٌ تَحكيهِ رُكبانُ

وَنَخلةُ الخَيرِ أَصلٌ مِن مَكارِمهم
فِي كُلِّ وَصفٍ لَها أَصلٌ وَعُنوانُ

رُضَابُها الشَّهدُ حُلوٌ فِي مَشَارِبهِ
قَد لَاقَ بِي لَاقِبيٌّ فِيهِ إِتقانُ

يُخامرُ العَقلَ صَفوًا مِن مَنَابِعهِ
وَالنَّاسُ فِي حُبِّهِ بِالشُّربِ نَشوانُ

وَثَمرُهَا (الدَّقلُ) (وَالتَّغياتُ) تَتْبعُهُم
(حَليمةٌ) زَانَها فِي التَّمرِ فُقدانُ

وَثَابتُ الأَصلِ مِثلُ النَّخلِ يَرفعُهُ
ذَوقُ الأَصالةِ وَالتَّاريخُ بُنيانُ

(رَأسُ الأَمينِ) كَذا (المقرُونُ) مَعْلَمةٌ
وَ(طُوزةٌ) قَلعةٌ يَحذُوهَا (صَوَّانُ)

شَواهدٌ كُلُّهَا جَاءتْ مُخَبِّرةً
عَن ذِي المَدينةِ خَيرًا عَزَّهَا شَانُ

وَزَائرُ (الجُفرةِ الغَنَّاءِ) يُسعِدُهُ
مَا يَبتغيهِ مِن التَّكريمِ إِنسَانُ

يا درة الخير فيك الخير أجمعه
فالطيبون لهم في القلب تحنان

جُودٌ وَعِلمٌ وَأَخلاقٌ تُزَيِّنُها
رَحابةُ الصَّدرِ وَالتَّرحيبُ وِجدَانُ

بَشاشةُ الوَجهِ صَفوٌ مِن خَوالِجِهم
وَرِقَّةُ الطَّبعِ عِندَ النَّاسِ بُرهانُ

(هُونُ البَهيَّةُ) شَوقٌ لَا يُؤلِّفُهُ
شِعرٌ رَصينٌ وَلا يَكفِيهَا دِيوانُ

فِيهَا (ابنُ مَازنَ) وَ(الهُونِيُّ) تَذكرهُ
مَنَابرُ العِلمِ وَالتَّوقيرُ عِرفانُ

وَ(زَلَّةٌ) جَارةٌ بِالجُودِ قَد عَمُرتْ
و(السُّوكِنيُّ) بِحُسنِ الطَّبعِ رَيَّانُ

عِقدٌ تَآنسَ حُبَّاً مِن تَآلُفِهم
و(الجُفرةُ) الآنَ بِالقُرآنِ تَزدانُ

يَا (أُمَّ سَعدٍ) كِرامُ النَّاسِ قَد بَذَلُوا
جُهدًا وَمَالًا وَفِي الإِحسانِ مَا هَانُوا

قَد أَخلصوا الجُهدَ فِي مَشروعِهم (هِمَمٌ)
وَهِمَّةُ الخَيرِ لا يَكفِيهَا شُكرَانُ

نِتاجُ خَيرٍ مِن الأَخيارِ مَنشاؤه
(هِممُ القَرافي) وَقَصبُ السَّبقِ مَيدانُ

هِممٌ سَترفعُ بِالقُرآنِ هَامَتَنا
وَللتَّنافُسِ بين الناس فُرسَانُ

اقرأ وَرَتِّل فَفَي القُرآنِ مَنزلةٌ
تُعلي المَقامَ وَنُورُ الحَقِّ فُرقانُ

أُزْجي التَّحيةَ للأَشياخِ زَاكيةً
بِالشُّكرِ تَلهجُ لا يُثنِيهَا كِتمَانُ

مَن أَنفقوا الوَقتَ تَثميرًا لِهمَّتِهم
فِي (البَاقياتِ) وَزادَ الخَيرَ إِيمانُ

قَد حَبَّبوا النَّشءَ فِي القُرآنِ تَكرِمَةً
حِفظاً مَتِيناً وَلِلقُرآنِ قَد صَانُوا

(مِائةُ التَّمامِ) مِن الأَيَّامِ قَد شَهِدتْ
(فَتحَاً مُبِيناً) وَهَابَ العَزمَ شَيطانُ

يا حافظ الذكر والقرآن في (مائة)
أبشر فسعدك لا تبليه أحزان

فصفوة الخلق عند الله ميزهم
دون العباد وبين الناس قد زانو

وفق بني كما وفقت من سعدوا
(طه الأمين) (خليل) ثم (وجدان)
د. رضا محمد جبران