مبادرة من المريخ - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-10-22
مبادرة من المريخ  - ميسون كحيل


مبادرة من المريخ 

رغم اتفاقي مع بعض بنود المبادرة التي أعلن عنها أمين عام الجهاد الإسلامي ورغم السخط الذي قد أتعرض له من قبل بعض الأعزاء من القراء إلا أن الواقع والمنطق هو الذي يفرض نفسه دائما لأننا نعيش ضمن منظومة دولية لا يمكن أن نواجهها بطريقة الهروب رغم استمرار تقاعس المجتمع الدولي كما أننا نندمج ضمن مجتمع عربي كبير جزء منه يقيم العلاقات مع إسرائيل في العلن وجزء بخجل وجزء أخر من تحت الطاولة . لذا علينا أن نعي جيدا قراراتنا ومواقفنا وهنا لا اقصد الدفاع المستميت عن أوسلو بقدر الرغبة في التمسك به للعبور إلى المنطقة الأخرى من الدولة حيث أجد ان الدعوة بأن يقوم الفلسطينيون بإلغاء أوسلو ووقف العمل به ما هي بالدرجة الأولى سوى آمال وأماني اسرائيلية ومطلب هام لدولة الإحتلال تسعى إليه منذ فترة بعد أن حقق اتفاق اوسلو مجموعة من النتائج الطيبة كالإعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية الأمر الذي مكن الفلسطينيون من إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية كمحطة للإنطلاق نحو الدولة الفلسطينية المستقلة . ولا يستطيع أحد أن ينفي أو ينكر الآن تواجد فلسطين على الخارطة السياسية وإعتراف دولي مكنها من إنشاء وتأسيس مؤسساتها الشرعية والقانونية وأجهزتها السياسية والأمنية وفتح الطريق للإنضمام إلى الشرعية الدولية والمؤسسات والمنظمات الدولية وكعضو فعال له مكانة . لا أدافع كما سيرى البعض عن أوسلو ولكن كما أقول دائما يجب أن نعرف خطواتنا جيدا فمن يعتقد أن إسرائيل تريد الإستمرار في اوسلو مخطيء وعلى العكس تماما فهي تتمنى أن يتم إنهاء أوسلو وعدم العمل به اليوم قبل الغد ولهذا تقوم اسرائيل بمحاولات عديدة من الإنتهاكات وبناء المستوطنات وتوسعها وبمحاولات عدم الإلتزام بما جاء بأوسلو وهذا جعل منها دولة شبه مرفوضة دوليا بسبب سياساتها فالمجتمع الدولي يدرك تماما المعطل وغير الملتزم بالقرارات والشرعية الدولية والرغبة في الهروب من اتفاقات دولية وخاصة أوسلو وفي نفس الوقت فإن الإحتلال يأمل في يوم وليلة أن تنتهي اوسلو بقرار من الفلسطينيين أنفسهم لأن ذلك سيمنح الإحتلال للإنطلاق أكثر نحو الغاء كل قرار يمكن أن يكون من مصلحة الفلسطينيين وفي خلق حالة ونوعية جديدة من الإحتلال على الأراضي الفلسطينية . وما لا يدركه البعض أن سحب الإعتراف في إسرائيل إن حصل سيكون من طرف واحد وهو فلسطين فقط بينما ستتشكل مجموعة كبيرة من الدول لسحب الإعتراف بالفلسطينيين ! فهل سنقيم حينها في المريخ ؟

ما يجب العمل به هو أن نبحث من خلال المجتمع الدولي كيف نجبر إسرائيل على التعامل مع الإتفاقات والمعاهدات الدولية وكيف نحث دول العالم على الضغط عليها كي تنفذ قرارات الشرعية الدولية كما يجب علينا أن نفكر بالعمل على تنفيذ بعض ما ذكره الأمين العام للجهاد الإسلامي في مبادرته والبنود الخاصة بإنهاء الإنقسام وإعلان الوحدة والعودة لمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع للكل الفلسطيني واللجوء إلى المحافل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وملاحقة إسرائيل من خلال عضوية فلسطين في المنظمات الدولية وهذا لا يمكن أن يحدث في حال أعلن الفلسطينيون عن الغاء أوسلو ! القضية ليست أن نكون مع أو ضد أوسلو بل في البحث عن أقل الضرر وسبل توفر المواقع والأماكن التي يمكن من خلالها الوقوف في مواجهة الإحتلال وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال المجتمع الدولي فنحن لا نريد في النهاية أن تتحول فلسطين إلى سوريا أخرى أو عراق أخر فلدينا من القوة الكثير يمكن أن نستخدمها لو فكرنا جيدا كيف نتعامل مع المجتمع الدولي بحرفية وإذا فهمنا مدلولات قوله تعالى" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". صدق الله العظيم.

كاتم الصوت:سحب الإعتراف بدولة الإحتلال إذا بدأ عربيا سأغير رأيي ! ولن يحدث يا سادة !

كلام في سرك:دعوات ومبادرات وتأييد فقط من أجل المكان ومن اجل الكرسي .. القصة ما هي أوسلو!

ملاحظة:عندما نطرح إلغاء أوسلو علينا أن نطرح البدائل وما حد يقول مقاومة مسلحة ! لأنها ستكون مشلحة بدون عمق عربي مؤيد للمقاومة بالمفهوم الفلسطيني ورغبة واستراتيجية شعبية لا حزبية!!!
سؤال: ما الذي يمنع انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني و موافقة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي للمشاركة في الإجتماع ؟ اليس هذا قاعدة تؤسس لإطار يجمع الكل الفلسطيني ؟ مَن المعطل ؟