بقلم الدكتور/ أحمد هشام حلس,,, مدير التوعية البيئية, سلطة جودة البيئة
من المجحف والمخزي, و من الؤلم والمحزن وهو تنكر لخلق الله وقضائه وقدره, ومن الظلم والعار على كل المؤسسات التي تعتبر نفسها مؤسسات محترمة و تحملت امانة ادارة شؤون الناس في هذا البلد, وتحارب لتصل الى مركز السلطة و موقع تقديم الخدمة ورعاية مصالح الشعب ان تنسى حقوق واحتياجات ومطالب ذوي الاعاقة في قطاع غزة.
انهم كثر, و موجودون بكل تفاصيلهم, بعواطفهم واحاسيسهم ومشاعرهم, بافكارهم واحلامهم, بطهرهم وانتمائهم, بنضالهم وتضحياتهم, موجودوووون باهلهم وذويهم, ومن يبكون عليهم كل لحظة, هم منا ولنا وعلينا, هم جزء من نسيج هذا الشعب المنكوب, لماذا لا تراعى احتياجاتهم ولا تؤخذ في الحسبان؟
لماذا لا يبنى لهم ما يساعدهم على البقاء بكرامة؟
لماذا لا يتم مساعدتهم في الاندماج والتاقلم مع ما فيهم من مشكلات؟
كلنا معرضون للاعاقة في اي لحظة, قد تقطع ارجلنا في اي حادث طرق في اي يوم, قد نرزق بطفل اصم او ابكم او ضرير يوما ما, الكل معرض, حينها سندرك ونعي جيدا ما اقول, كنت في غاية الصدمة عندما عشت في اوروبا ورايت ولاحظت حجم الاهتمام والاحاطة والمواءمة لكل شيء في حياتهم بما ينسجم واحتياجات ذوي الاعاقة, الطرق والممرات والمداخل والادراج والمصاعد واشارات المرور وغيرها وغيرها الكثير من الاضافات والترتيبات والتجهيزات التي تحترم ادميتنا وانسانيتنا, كلها توائم زوي الاعاقة, وتلبي احتياجاتهم, وتسهل حياتهم الصعبة اصلا. في مرة من المرات كنت في حافلة النقل العام في مدينة انتويرب البلجيكية, وفجأة مالت بنا الحافلة بكاملها الى جانب الطريق, وهي متوقفة في احدى المواقف, ارتفع جانبها البعيد عن الرصيف, وهبط الجانب الملاصق للرصيف, ادرت راسي لارى ما يجري, واذ بشخص يجلس على كرسيه المتحرك وبعد ان اصبحت ارضية الباص بنفس مستوى رصيف الشارع يصعد وبكل ثقة وحب داخل الباص والذي تم تصميمه لخدمته واقرانه من زوي الاعاقة الحركية, غيروا وبدلوا وطوروا هندسة الباص لخدمة هذا المقعد, ودخل في منتصف الباص حيث المكان المخصص له, ثم ثبت كرسيه ذو العجلات ببعض الاربطة المخصصة لذات الغرض وبكل سهولة ويسر, وهناك العديد من الامور التي تثبت لنا اننا كعرب ومسلمين بعيدون كل البعد عن الدين والاخلاق والانسانية,, انا لا اطالب البلدية الغراء في غزة الباكية ان تطور باصاتها ان وجدت بهذا الشكل, ولكن, عندما تشرف البلدية على بناء شارع الرشيد اوميناء غزة او غيرها العديد من المرافق او المؤسسات العامة, كان عيبا عليها وظلما منها ان لا تجد صديقتي الغالية "ع" ممرا يسهل عليها التحرك على ممرات المشاه في الميناء والتنقل كما الاخرين بكرسيها المتحرك. اين القانون والتشريع الفلسطيني الوطني و الذي يرعى شؤونهم وحقوقهم؟, لقد حماهم القانون بنصوصه واراقه فقط, ولم يحميهم البشر من حولهم, لماذا لم يرد في القانون عقاب صارم لمن يخالف القانون تجاههم؟, ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم,, هذا نداء الى كل الشرفاء والغيورين في هذا البلد المنهك والمثخن بالجراح, يا هداكم الله ,, ضعوا ذوي الاعاقة في حساباتكم, عل الله ان يرحمنا بهم , وارفقوا بهم من خلال ما يساعدهم على العيش, كلكم وابناؤكم وذويكم معرضين في اي لحظة, وبعد اي حرب او حادث طرق, ان تصبحوا ذوي اعاقة "لا قدر الله", اللهم قد بلغت, اللهم فاشهد.