خلوها ثلاث وخلصونا! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-10-14
خلوها ثلاث وخلصونا! - ميسون كحيل


خلوها ثلاث وخلصونا!

رغم الجهود المستمرة لدولة الإحتلال التي تستهدف تقويض أي آمال لقيام " الدولة الفلسطينية " على أساس ما يتردد دائما ضمن مفهوم " حل الدولتين " إلا أن كثير من دول المجتمع الدولي النزيه في الباطل بما فيهم الدول العربية والفلسطينيون أيضا لا يزالوا يرددون هذه العبارة ويدعون إليها وهم يشاهدون ويسمعون كيف تتآكل الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات الإسرائيلية وكيف تتهرب دولة الإحتلال من أي التزامات لا بل تعمل بشكل متسارع على تغيير الخريطة الجغرافية السياسية دون رادع ! فكيف بالله عليكم نستمر في أحلامنا في المطالبة بالقدس عاصمة لدولتنا إذا كانت دولتنا بالأصل لم يعد لها وجود كتواصل جغرافي او سكاني  وكدولة قابلة للحياة؟

أريد من عاقل أن يقول لي أين ستقام هذه الدولة التي نحلم بها ؟ وكيف يمكننا مواجهة هذا المد الصهيوني إذا كانت دولة الإحتلال أصلا لا تُعطي إهتماما لما يسمى الضغوطات الدولية وتستمر في التوسع وإستقطاع الأراضي وبناء المستوطنات ؟ ثم كيف يمكن أن نواجه كل هذا إذا كنا نحن مشغولون في مواجهة بعضنا البعض ؟ حيث ابدعنا في تحقيق أمل دولة الإحتلال بإنقسام أصبح مبررا لإنصياعنا وقبولنا بالأمر الواقع وحجة للوقوف في طابور الإنتظار إلى ما شاء الله ! انه أمر مضحك أن نستمر على هذا النحو بعد ان تكاثرت الحلول ما بين الدولة الواحدة وحل الدولتين وكأن المقصود بالدولتين بالمفهوم الصهيوني هما دولة " الضفة " وبما سيتبقى منها و دولة " غزة " البحرية ! وسواء كانت دول الإحتلال تقصد ذلك أم لا تقصد أجد أننا نساهم بشكل كبير جدا على تحقيق النظرة الإسرائيلية القديمة الجديدة ! وللحقيقة فالدولتين المعنيتين " دولة الضفة ودولة غزة " تمتلكان كل على حدة سلطة و حكومة ومؤسسات وأجهزة أمنية وقيادات وكوادر وعاملين وشعب وأرض سُمح لهم بإستخدامها حسب القانون الصهيوني ومن الواضح ان الفلسطينيين يساهمون في ذلك إذن "خلوها ثلاث وخلصونا!"

 الحقيقة أقول ذلك لأن ما يحدث في الوطن الفلسطيني المشتت أرضا وشعبا وحدودا وحكومات ومؤسسات بات أمرا لا يطاق والأطراف المتحكمة كأنها تعيش في كوكب أخر لا يعنيها ما يحدث على أرض الواقع ففي الضفة تنشغل السلطة بأمور ثانوية وتلهث وراءها حركة فتح في صراعها الداخلي المرير وفي غزة تنشغل حركة حماس بالسلطة و السيطرة ورغبة الإستمرار في الحكم والعودة إليه و هذه الاطراف ليس همها مواجهة الإحتلال ومناهضة له بل في مواجهة الفلسطيني الأخر وإلغاءه وإنهائه إذا أمكن . فصراع الأخوة بدأ يأخذ أشكال أخرى قد تعيد الوضع الفلسطيني إلى نقطة الصفر ما سيوفر الحجج والمبررات لتعطيل عقد مؤتمر فتح السابع وجلسة المجلس الوطني الفلسطيني المقررة لان التعطيل هذا يصب في مصلحة العديد من الأطراف التي لا تريد ترتيب البيت الفلسطيني "فلسطينيا" في الوقت العصيب الحاضر وعلى رأس هذه الأطراف " دولة الإحتلال " ! فهل نصمت؟

كاتم الصوت:الوضع الفلسطيني المشتت يحوم في الربع الأخير من الساعة وكل الأطراف تطمح أن تمسك بزمام الأمور في النهاية!

كلام في سرك:أنا وأخوي على ابن عمي و أنا وابن عمي على الغريب لم تعد موجودة في القاموس الفلسطيني!!

ملاحظة:ما اكثر الوفود فاضية الأشغال شاطرين بالحكي والقبض !!