حرب المائة ساعة ! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-10-13
حرب المائة ساعة ! - ميسون كحيل


حرب المائة ساعة ! 

الصحافة النزيهة هي عين المواطن ولسان حاله كما لا يقتصر أمر القلم على السياسة فقط لذلك فإن مَن يمتلكون الأقلام عليهم مسؤولية إبداء الرأي دون ضغوط لأننا في وقت أحوج ما نكون فيه لأصول العمل والتصرف بمنطق وبما هو للصالح العام. فبعد وفاة المواطنة فادية الأطرش في احدى مستشفيات بيت لحم كانت هناك ردود أفعال متعددة ومتنوعة من أطراف عدة مثل عائلة الفقيدة والمستشفى الذي كانت تتعالج فيه أثناء وفاتها ونقابة الأطباء وعائلة الطبيب الذي تم إعتقاله ورجال الأمن تجاه كل مَن اعترض على إعتقال الطبيب ( يعني بالمفهوم العامي لخة ) سبق وأن تكررت في الوطن وحيث أخذت مثل هذه الأحداث أبعاد كبيرة وتصرفات أيضا خرجت عن المألوف من تعاظم للمشكلة بدلا من حلها واتحدث ذلك بشكل عام ولا أقصد المشكلة الأخيرة تحديدا . ومن أجل أن نقول كلمة الحق أبدأ بطلب الرحمة للمواطنة فادية الأطرش ولأهلها ولعائلتها الصبر والسلوان فالمؤمن يؤمن بالقضاء والقدر وإن تعددت الأسباب فالقدر ما قدره الله تعالى والقضاء بما حكم به .

وفاة المواطنة وما حدث بعدها يدل على أننا لا نزال نعشق الفوضى والذم والشتم والإنتقاد لأجل الإنتقاد كما ان التصعيد الذي جرى ومن جميع الأطراف قد لا يبرر معظمه ولكنه جاء ردة فعل وتصعيد مقابل ردة فعل وتصعيد حتى اللجنة التي أوكل إليها التحقيق في الحادثة تم إلغاء قرارها و تشكيل لجنة أخرى بدلا منها ؟! والحقيقة تذكرت مع هذه الفوضى والتصعيد الحاصل والإضرابات والإحتجاجات ما قرأته ذات يوم عن الحرب التي نشبت بين هندوراس والسلفادور التي عرفت بإسم حرب المائة ساعة بسبب مباراة كرة قدم كانت قد جمعت بينهما بعد العديد من ردات الفعل المختلفة التي تمت بين الطرفين!

اتفهم جيدا حزن عائلة المواطنة فادية الأطرش ولكننا لا نريد أن نتصرف أو أن نقول أي تصرفات أو أقوال خارجة عن المألوف ومن حق العائلة أن تعرف الأسباب الحقيقية لوفاة ابنتهم وأعتقد أن لذلك أحكام وقوانين لا تستدعي المبالغة أكثر مما يلزم وتوجيه الإتهامات لأحد دون بما هو مؤكد فالشك هو عدم التعميم ! واستوعبت كذلك ردة فعل نقابة الأطباء على إعتقال أحد الأطباء لكني لا أعتقد أن الطريقة في التجمهر أمام المحكمة واعلان الإضراب معالجة صحيحة لأصل المشكلة وما خرج عن المنطق هو تصرف وزارة الصحة التي كانت أسرع من (فيلكس !) هدفها إرضاء طرف على حساب طرف أخر دون دراسة وتروي أدى إلى تشكيل لجنة ثانية بعد الأولى للبحث من جديد. كل ذلك وهذه القضية وغيرها من القضايا التي تستدعي التأمل والتفكير المنطقي ومعالجة الخلل قبل حدوثه لأن الجميع يعلم موطن الخلل ولا يبحث عن الحلول إلا بعد فوات الأوان. هنا المشكلة الحقيقية وهي السكوت عن أي أعمال تسيب وإستهتار والتنصل من المسؤولية في أصول التعامل مع المرضى وفي ذات الوقت التجاهل الحاصل لحقوق الأطباء المهنية والتأكيد على رفض تعرضهم لأي إهانات خارجة عن الأداب العامة والأخلاق.

كاتم الصوت:المستشفيات الحكومية يجب أن تصل إلى مرحلة تتفوق فيها عن المستشفيات الخاصة ! ما المانع؟

كلام في سرك:أغلب (.........) لديهم وصية معروفة مفادها عندما أحتاج إلى علاج في مستشفي لا تأخذوني إلى مستشفى حكومي...وسلامتكم.!

ملاحظة للجميع..
كل شيء لو زاد عن حده نقص.