القناعة والغنى: بقلم عبد الجابر عبد الفتاح
الرضا والقناعة والغنى مفاهيم تتردد بكثرة وما بين المصطلحات الثلاثة تاه الفرد واصبحت حياته ما بين القناعة والرضى وطلب الغني، أيرضى بما قسم له من الله او ما اتاه من نصيب في هذه الدنيا يقنع به؟ أو يتخبط باحثا عن هدوء نفسه وراحة باله في الجمع ما بين الرضى والغنى وقناعته الذاتية بانه فرد متميز ومحظوظ و" شاطر" ؟ يقول الرسول محمد صل الله عليه وسلم "اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" ايعقل بان يكون المقصود بالغني، الغنى المادي " مقدار ما يجمع من اموال " او الغنى المعنوي " هدوء وراحة بال واستقرار واتزان " فسيرته عليه الصلاة والسلام تثبت دون شك بانه كان من الفقراء ماديا" لا يملك مالا، وايام عديدة لم يشعل في بيته نار، وكان ينام على الحصير الذي يؤثر في جنبه.
بالرجوع الى عرف بالقناعة والرضى والغنى نجد انها قد تتقارب حينا ومن الطبيعي ان تتعارض احيانا اخرى، فقد تجد غنيا لم يقتنع بعد، ولم يرضى، وتجده راضيا باللسان ساخطا بالجوارح والافعال، وقد تجد مقتنعا على غير رغبته ويسعى الى كسب كل شيء.
فالقناعة هي الرضا بالنصيب، وعدم النظر إلى ما عند غيرنا حتى لا نفقد ما نملك، فالقناعة كنز لا يفنى. وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "القناعة مال لا نفاد له، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "الرزق رزقان فرزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك. وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما لابنه: "يا بني: إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فإنها مال لا ينفد، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر، وعليك باليأس، فإنك لم تيأس من شيء قطُّ إلا أغناك الله عنه"
القناعة تكون بالقلب، فمن غني قلبه غنيت يداه، ومن إفتقر قلبه لم ينفعه غناه، ومن قنع لم يتسخط وعاش آمنا مطمئنا، ومن لم يقنع لم يكن له في الفوائت نهاية لرغبته، والجد والحرمان كأنهما يصطرعان بين العباد، وقالوا إن رضا النفس اطمئنانها وان الرضا حالة من التوافق بين الكائن والبيئة، اذا فان القَناعة هي الرضا والقبول بما كتب لك، وعدم النظر الى ما في يد غيرك، لانك لن تتحصله وقد تتمنى زواله من يد غيرك ليس ليكون لك ولن يكون لك، فقط حسدا من عند نفسك، وعدم قناعة بما لديك وقليل رضى بما انت عليه .
قد يصبح الفرد غنيا يمتلك الكثير من الماديات" اراض، عقارات، اموال منقولة وغير منقولة" الا انه لم يتحصل على رضا نفسي وهدوء بال واطمئنان، لان قلبه متعلق بالدنيا كارها لغيره الخير ، يحبه لنفسه فقط، ويخالف بذلك فطرة النفس البشرية التي تعيش في جماعة تتقاسم معها مر الايام قبل حلوها، ما يؤدي الى تعكير صفوه مهما حاول جاهدا الحصول على الرضا.
قالوا قديما لله در الحسد ما أعدله بدء بصاحبه قتله.
القناعة والرضا بقلم عبد الجابر عبد الفتاح
تاريخ النشر : 2016-09-05
