ليس عيباً، فهذه قناعتهم وهذا نهجهم
الأخ العزيز سميح خلف حفظه الله
الإخوة الأكارم،
لما كان توجه حزب الإخوان المسلمين هو عدم الاصطدام مع الأنظمة بل وفي حالات كثيرة تطور هذا النهج إلى دعمها، كان من المتوقع على قيادة حماس والتي تعتبر الابنة الشرعية للإخوان المسلمين في فلسطين، كان من المتوقع أن ينهجوا نفس النهج بمجرد وصولهم للبرلمان، ولو عدنا وبنظرة سريعة لتطور حزب الاخوان المسلمين انطلاقاً من القاعدة الشعبية وصولاً إلى البرلمانات العربية لوجدنا أن نفس هذا الموقف سبق وتوضح من خلال قيادات الاخوان المسلمين في الأردن وفي مصر وفي الكويت وفي قطر.
إذا لو أخذنا تصريحات الأخ خالد مشعل من تلك الزاوية نجد أنه التزم بالتوجه السياسي للحزب الذي يتبنى أفكاره لذا فهو ليس موقفاً شخصياً كما وأن الإخوان المسلمون كتنظيم لا يخفون هذا التوجه وقد حصل في أكثر من حادثة أن اصطدم الإخوان المسلمون مع القاعدة الشعبية دفاعاً عن الأنظمة الحاكمة.
إذا المشكلة ليست في تصريح الأخ خالد مشعل، المشكلة في أن يعطي الأخ خالد مشعل لنفسه ولفصيله حق الحديث عن الفلسطينيين كممثل لهم وهنا كان الخروج.
قيادة حماس تعي تماماً أن فوزها بثلث مقاعد المجلس التشريعي وكما أعطاها حق تمثيل المواطنين الفلسطينيين في الداخل، إلا أنه لم يعطيهم حق تمثيل الشعب الفلسطيني حيث أن فلسطينيي الداخل يمثلون فقط ثلث الشعب، إذا فهم ممثلون لثلث ثلث الشعب هذا لو قبلنا أن من انتخبهم أعطاهم حق التمثيل.
وهنا نجد أن حماس لازالت تتحدث بلغة فضفاضة تغطي فيها على فئويتها بثوب العموم ولكن المشكلة ولو عدنا إلى التصريحات التي من خلالها تحاول حماس "تنفيس" توقعات أبناءها وعناصرها، نجد أن هذا التصريح ليس الأول فقد سبقه تصريح وأيضاً من الأخ مشعل بأن (مسألة "التمرد" الشيشاني مسألة روسية داخلية!!).
ختاماً،،،
وحتى لا يقال بأن تصريح خالد مشعل جاء تحت ضغوط رهيبة من قبل الكويت أو غيرها، نقول أن الشهيد فيصل الحسيني قتل تحت قبة البرلمان الكويتي دون أن يقبل أن يظهر أبناء الشعب على أنهم أخطؤوا بتأييدهم العراق.
ثم أن منظمة التحرير الفلسطينية وتحت الضغوط أيضاً وبعد أن تغير مجرى النهر السياسي في المنطقة بطريقة يستحيل علينا التجديف عكس تياره خرجت من الأزمة عندما قدّم الأخ أبو مازن وبصفته أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وليس كرئيس للسلطة الفلسطينية، قدم اعتذاره عن سياسة المنظمة إبان الحالة العراقية الكويتيه، ومع أنه حاصل على التمثيل الشرعي إلا أنه رفض السقوط في تعرية شعبه والإسائة لأبناء هذا الشعب والمتاجرة بمن سقطوا شهداءً تحت التعذيب قي السجون الكويتية أو من ضاع كفاح حياتهم لينهبوا قبل أن يطردوا من الكويت أو حتى بمصير المفقودين حتى الساعة والذين ترفض الكويت الإعلان عن مصيرهم أأحياء في السجون أم مقبورين في ثرى وطن ثان خدموه وتنكر لهم.
من خلال مثل هذه السقطات، وقد باتت كثيرةً منذ وصول حماس للتشريعي الفلسطيني حتى بات جلياً بأنها لا يمكن أن تكون سقطات وإنما تماشياً مع المنهجية، بات واضحاً سبب إصرار الفصائل الفلسطينية كلها على ضرورة اعتراف حماس والجهاد بشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية وإلا فإن رياح الثورة ستتجاوز مرحلتهم ليبقى لنا آثار مثل هذه التصريحات لنضمد جراح القضية منها والله المستعان.
ابو الريم
مواطن فلسطيني
ليس عيباً، فهذه قناعتهم وهذا نهجهم ..وقفة مع مقالة سميح خلف حول تصريح خالد مشعل
تاريخ النشر : 2006-03-30