مع إقتراب الذكري للقائد :محمود عرفات الخواجة 22-6-1995
في الحياة رجال , لا يمكن المرور عنهم مرور الكرام , ولا يمكن الحديث عنهم دون إغتسال كامل وفينا من النجس , ما لايؤهلنا للثرثرة حول تصديق خبر رحيلهم أو نكرانها , خصوصاٌ أولئك الدين سطروا أحد أهم معالم الصراع مع الكيان الصهيوني , أولئك الدين رفعوا رايات الوطن خفاقة دون أن ينتظروا شكراُ أو عرفان , الدين سطروا أروع معالم التضحية والفداء :
إنه القائد المؤسس محمود عرفات الخواجة " أبو عرفات "
قائد ومؤسس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين , الفصيل الأول عسكرياُ في مواجهة الكيان الصهيوني .
ركزوا رفاتك في الرمال لواءٌ ومنارٌ ,, يبكيك البحر الذي لم يحظي بكَ ,, يبكيك الوطن الذي زاد فيك عشقاٌ ,, يبكيك المخيم الذي كنت ورقته القوية أمام تلك الترسانة الصهيونية ,, أيها الرجل الذي صنع المعجزة وداقت إسرائيل من مرارة عسكريته ,, الذي لم يتقلص دور البطولة أمام مرأى الناس ,, كنت للتواضع عنوان ,, وفي البطولة مقدام ,, رجلاٌ لم يعرف الإستسلام ولم يتخلي عن شبراٌ من أرضه من بحرها إلي نهرها , تلك الكلمات التي قالها أبو إبراهيم " الدكتور فتحي الشقاقي " رحمه الله " إن خسارة رجل كأباعرفات هي خسارة الأمة والوطن بأكلمه " صدق أبا إبراهيم فها نحن بعد عشرين عاماٌ أدركنا تلك الكلمات وعرفنا أنه برحيلك سيدي تقسم الوطن والشام إلي جزئيات , لم نكن نعلم يا أبا عرفات كم حجم هده الخسارة في رحيلك ولم نعي لتلك الكلمات , وأدركنا اليوم أنك أنك لم تكن سهلاٌ في تاريخ الصراع , إذ في أعماق كل منا وأصبح شيء يريد إحجام تلك الرجال رجال قسم الأوفياء , لما كانوا يمثلونه في تاريخ الحركي الإسلامي وحجم الصراع مع الكيان ,, حينما تسمع بإسم أبا عرفات تشعر بتلك القوة وعظمته ,, حينما قال الدكتور فتحي " حينما أمشي مع أبو عرفات لأأخشي شيئاُ , أشعر بأني أمشي بجنب بلدوزر " لم تكن تلك الكلمات محض كلمات عابرة تخرج من مفكر وقائد تلك الكلمات يشعر بها ويعرفها من عرف أبو عرفات ,, دلك حجم القائد محمود الذي يجب أن تعرفوه ,, تلك القوة التي أمتلكها بشجاعته وسريته وحنكته القيادية في دلك الرجل الإستتنائي , في دلك الزمن الذي عرف بزمن المعجزات والتي تمني فيها الملعون رابين " بأن تغرق غزة في البحر " تمني هلاك غزة لأنه يعلم أن تلك المعجزات والعمليات تقف خلالها مؤسسة عسكرية بأكلملها ,, القائد محمود كان دلك الخطر الأكبر على مستقبل إسرائيل وحلفائها ,, بتلك العمليات التي أصبحت أكثر رعباُ وخوفا من قبل الإسرائلين وأدت إلي رحيل بعضهم ,, قبل عشرين عاماٌ كانت نقطة الصفر والتي نفدها الشهيد علي العيماوي , أبا عرفات غيرت خطت الصراع في زمن قلت فيه الإمكانيات ليصبح المهاجم بعملياته وعقليته الفدة في بيت ليد المعجزة , وكفارداروم , وديزنكوف , وأسدود , وكل أراضينا المحتلة ,, تلك العمليات في زمن أبا عرفات وبإمكانيات محدودة جداً أصبح القائد محمود أكبر خطر لإسرائيل.
فما بالكم لو أبا عرفات موجود اليوم بعد عشرين عاماُ ؟
بقلم : عزالدين الفارس
3_5_2016
مع إقتراب الذكري للقائد :محمود عرفات الخواجة بقلم:عزالدين الفارس
تاريخ النشر : 2016-06-12