تصريحات بعض المتنورين من الاخوان بعد تحول الربيع العربي الى خريف بقلم : محمد سعدي حلس
تاريخ النشر : 2016-06-02
تصريحات بعض المتنورين من الاخوان بعد تحول الربيع العربي الى خريف بقلم : محمد سعدي حلس


تصريحات بعض المتنورين من الاخوان بعد تحول الربيع العربي الى خريف
اجتاح ما يسمى بالربيع العربي العديد من الاقطار العربية خلال الاعوام الستة السابقة بدايتا ب محمد البو عزيزي التي اشتعلت تونس تفاعلا مع الحدث واحتجاجا على الجرائم الذي ارتكبها النظام المخلوع برمزه الرئيس السابق زين العابدين بن علي وانتخبت حركة النهضة الاسلامية والرئيس محمد منصف المرزوقي وفي الانتخابات الثانية عاقب الشعب التونسي حركة النهضة والرئيس واسقطتهم في الانتخابات الاخيرة وجائت صناديق الاقتراع بالرئيس الباجي القائد السبسي وبعد ثورة تونس اندلعت الثورة في جمهورية مصر العربية واطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك وتم اعتقاله بتهم متعددة وما زال يقبع في مستشفى داخل السجن وانتخاب الرئيس محمد مرسي ولم يستمر طويلا حتى عاد الثوار الى الميادين والشوارع والطرقات واطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي وحكم الاخوان المسلمين ايضا وما زال الرئيس محمد مرسي ورموز الاخوان المسلمين في مصر يقبعون في السجون ينتظرون المحاكمات وجائت الجماهير بالرئيس القائد العسكري عبد الفتاح السيسي والذي انتخب رئيسا لمصر في الانتخابات الاخيرة وفي خضم الثورة المصرية وعنفوانها اندلعت الثورة الليبية وسرعان ما تحولت الى صرع وصدام مسلح بين الطرفين وعلى اثر ذلك تم قتل الرئيس السابق معمر القذافي بطريقة بشعة وقتل واعتقال اولاده ولم تغيب اليمن عن ساحة هذه الاحتجاجات والثورات والصدامات العسكرية واستمرت حتى انسحب الرئيس علي عبدالله صالح من السلطة والرئاسة ليعد نفسه وجيشه باتفاق مع الحوثيين ضد الحكم الجديد في اليمن وما زال هذا الصراع مفتوح وغير محسوم رغم تدخل دول اقليمية ودولية عسكريا وسياسيا وتشكيل تحالف ضد علي عبدالله صالح والحوثيين وكذلك ما زالت المعارك مستمرة في سوريا ولم تحسم بعد واصبحت ارضها مرتع لكل المتقاتلين والمتناقضين والمتاجرين بالدماء والدين والاعراض ولم تترك هذا الملعب الدول العظمى والتنظيمات والدول المارقة ايضا وهناك ثورات وهبات جماهيرية تم الالتفاف عليها في بعض الدول العربية وهناك من تعامل معها بالقوة والقتل والقمع والاعتقال ومنهم من استعان بدول اخرى مجاورة او حليفة لقمع المتظاهرين وانا لست في صدد تقييم ذلك في هذا الموضوع ومن الممكن تقييم هذه الاحداث وهذه الثورات والانتفاضات في مقالات اخرى وبالعود لموضوعنا حيث ان بعد هذه التجارب هناك من استخلص العبر من حركة الاخوان المسلمين وهناك من بقي على نفس الشعارات والمواقف متمترسا خلفها حتى لو وصلت الامور الى الاطاحة به وبحزبه الحاكم واعتقاله ومن معه وهناك من يحكم ما استطاع الاستحواز عليه بقوت السلاح واخضاع الشعب بالحديد والنار كما تقول المقولة وهنا استوقفني بعض المتنورين من الاخوان امثال الغنوشي الذي ذكرت ما قاله في مقال سابق وبعد الغنوشي استوقفني تقييم النائب الاول لرئيس مجلس نواب الشعب الذي انتخب في 4 ديسمبر 2014م وهو احد مؤسسيي حركة النهضة الاسلامية ونائب رئيسها في تونس الشيخ عبد الفتاح مورور وهو يقيم تجربة حركة النهضة في الحكم وما قبل الحكم ويستخلص العبر من فترة الحكم يقول الشيخ عبد الفتاح مورو : "نعم أخطأنا.. نحن قصرنا في جوانب عديدة.. ليس عيباً أن نخرج من الحكومة، وأن نعيد تقييم أمورنا.. التونسيون حاسبوا الحركة على أخطائها.. قيادة النهضة لم تدرس متطلبات الحكم، لذا كان لدينا خطأ وسوء تقدير بسبب قلة الخبرة.. الإسلاميون تأثروا بخروجهم من الحكم، ولم يستوعبوا أن النظام الديمقراطي يعني المغادرة بعد الدخول، وأنه ليس في كل مرة يجب أن تكون أنت في صدارة الحكم".
وفي مداخلة اخرى للشيخ عبد الفتاح مورو أثناء مشاركته في الملتقى الوطني العاشر لشبيبة العدالة والتنمية، حيث قدَّم مجموعة من النقاط والتي هي بمثابة لفتة بالغة الأهمية وكلمة نصوح لكل الإسلاميين، وخاصة الإخوان المسلمين، وهذا ملخصها: نحن في المغرب أدركنا قبل أساتذتنا في المشرق أن الخلل ليس في العلاقة مع الدين؛ بل في القدرة على نفع الناس، وأضاف: إن هذا الفهم لم يكن متوفراً بداية؛ بل حصل نتيجة تراكم معرفي وتجارب كانت نتيجتها الاعتقالات والمنافي، مقراً بأن تجربة الإسلاميين اعترتها أخطاء على مستوى قراءة النص الإسلامي والواقع أيضاً.
وشدد الشيخ مورو على أن من بين أخطاء الإسلاميين التصورية هو الموقف من الدولة، حيث إننا لم نفهم حقيقة الدولة الوطنية، التي نشأت في أوطاننا بُعيد خضوع العالم الإسلامي للاستعمار، وبقينا خاضعين لمنطق آخر في التعاطي مع مسألة الدولة .
وتابع مورو: في مقابل نقاش الدولة، كنا نحن الإسلاميون مشغولين بنقاش "العالمية الإسلامية"، وتجاهلنا قضايا مهمة من قبيل المواطنة، والعلاقة مع غير المسلمين في أوطاننا، والموقف من "اليسار والشيوعيين"، ومكانة المرأة، وقضايا "حقوق العمال" و"الحريات العامة". وأضاف: "لقد حرص الإسلاميون على الغرق في مفهوم الحاكمية، وهي قضية جزئية ظهرت إلى العلن في سياق سقوط الخلافة الإسلامية، بل تمَّ تضخيمها، وأصبحت قضية القضايا لدى إخواننا".
وأفاد الشيخ مورو: "لقد نسينا أن قضيتنا إنسانية مرتبطة بالنضال مع المستضعفين، من أجل التحرر الاقتصادي والسياسي من قيود الاستعمار والقوى الإمبريالية، نضال يجب أن يكون مع غيرنا من غير الإسلاميين ومن غير المسلمين".
وأوضح بأن الأمة ليس لها كيان وطني، فإيجاد الكيان الوطني مقدم على تطبيق الشريعة، القضية ليست تطبيق القانون، الأهم هو بناء دولة العدالة، فليست القضية "قطع يد أو قطع رأس أو إقامة حد، بل بناء دولة المواطنين".
وزاد مورو: "كنا مخطئين في قراءتنا للنص الإسلامي في شبابنا، ولما صرنا شيوخاً بقي لنا الشباب الذين عليهم الأمل في تجاوز أخطائنا، وأيضا تجاوز تخلف المجتمعات الإسلامية".
اعتبر مورو أن تخلف العالم الإسلامي، أكبر من ترك الصلاة، وعدم لبس المرأة للحجاب الشرعي، وعدم إطالة اللحية، أو تقصير الثياب، أو عدم تطبيق الحدود، "فالعالم الإسلامي تخلف؛ لأنه لم يستطع الحفاظ على القيم الأخلاقية التي تحمي حقوق الناس وكرامتهم.
وأفاد الرجل الثاني في حركة النهضة: "لقد ظهرنا لنقول للناس نحن الخلاص الأخلاقي، لكننا فشلنا في هذا .
وهناك الكثير من ما قاله الشيخ عبد الفتاح مورو في هذا اللقاء ولقائات اخرى حيث هذا التقييم النقدي الذي يستخلص منه العبر حتى على الصعيد التربوي السابق والذي انعكس بشكل سلبي على المواطن العربي سواء كان في تونس مرورا بليبيا واليمن وسوريا ومصر حتى دولة حماس في غزة وما قامت به حماس من حسم عسكري مما ادى الى انقلاب سياسي وانقسام جغرافي وما قامت به في ذلك الفترة وما تقوم به منذ تسع سنوات حتى هذه الحظة من حكم بالقبضة الحديدية وفرض الضرائب والاتاوات والخاوات والازمات المفتعلة من كهرباء وغاز ومياة ومحروقات ومواد غزائية ومواد بناء وأزمات سياسية ثارة مع السلطة الوطنية وثارة ثانية مع فتح واخرى مع جمهورية مصر العربية الشقيقة ودول عربية اخرى وثلاث حروب على غزة خلال هذه الفترة حيث استشهد اكثر من عشرة الاف مواطن فلسطيني وبترت اطراف عشرات الالاف من الفلسطينيين واصابة مئات الالاف في هذه الحروب الثلاثة وما تبعها ومسحت مباني واشجار ومزارع مناطق كاملة وخاصة على الشريط الحدودي وكذلك لم يبقى لا بشر ولا حجر ولا شجر الا تضرر في هذه الحروب وما زالت الازمات قائمة وتفتعل بين الفينة والاخرى الم يحين الوقت لدى حماس لاعادة تقييم تجربتها التي اثبتت فشلها وذلك حسب تقييم الدكتور احمد يوسف مستشار رئيس الوزراء السابق اسماعيل هنية والذي قال فيها الكثير من الانتقادات الموجهة لحماس ولكني اقتبس ما قاله في احدى مقالاته , لا شكَّ بأن ما آلت إليه أحوالنا في الحركة الإسلامية ليس بالمشهد الذي كنا نطمح إليه. لقد كان سقف طموحاتنا في أعاليها، وكانت أحلامنا وردية، فيما كنا نتطلع لخدمة شعبنا في أجواء أفضل للتعبئة وحلم الانتصار وتحقيق أمنياته في الحرية والأمن والاستقرار والازدهار. وقال ايضا لا شكَّ أن الحركة قدَّمت الكثير من الوعود في برنامجها الانتخابي في يناير 2006، والذي ثبت بعد سنوات من المدافعة السياسية،والاجتهادات المتعثرة في بناء شبكة علاقاتها الإقليمية والدولية،عدم قدرتها على الوفاء بتلك الالتزامات، وعجزها عن تحقيق الكثير مما قطعته على نفسها من وعود. وفيما نحن اليوم نواجه حصاراً إسرائيلياً قاتلاً،وأشكالاً من التواطؤ الإقليمي والتآمر الدولي، الذي يستهدف بمجموعه استنزاف رصيدنا الشعبي، نتيجة لتفشي البطالة وتقليص مستوى الخدمات، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وتهالك البنية التحتية، وتراجع القطاع الصناعي نتيجة لحظر إسرائيل الكثير من المواد الخام بذرائع أمنية واهية، وإغلاق المعابر،الخ , ويطالب باعادة تقييم المرحلة التي خاضتها حماس خلال فترة حكمها وفي مقالات اخرة طالب تسليم كل شيء للسلطة والعودة لصفوف الشعب بعد استخلاص العبر من التجربة المريرة والفشل الذريع لهذه التجربة وكذلك في مقال اخر تحدث عن الازمات التي يتم افتعالها وعن الضرائب والمناكفات وغيره .
الا يكفي كل ما سردناه لان تقوم حماس بمراجعة اخلاقية وسياسيى لتجربتها السابقة ما قبل الحكم وما بعد الحكم واستنتاج الدروس والعبر وان تقوم بانهاء واغلاق هذه الصفحة السوداء في تاريخنا الفلسطيني الا وهو الانقسام الفلسطيني السياسي والجغرافي وتوحيد الخطاب السياسي وتسلم كل ما تم الاستيلاء عليه بقوة السلاح من مواقع ووزارات ومعابر ومؤسسات ( الخ ) وتوافق على الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني والموافقة على نتائجها دون عرقلة ووضع العصي في الدواليب ووضع الشروط وان تعمل على استيعاب الاخر من القوى والفصائل الفلسطينية الاخرى ووضع برنامج نضالي موحد تشارك به كل الوان الطيف الفلسطين وتلتزم به كل الاطر السياسية الفلسطينية دون اقصاء أي طرف من الاطراف لاستكمال مرحلة التحرر الوطني الفلسطيني والتاكيد على المواطنة والانتماء الوطني وعدم تغليب أي اجندة على الاجندة الوطنية وان كان أي تنظيم او حزب سياسي في سدة الحكم على الاخرين ان يكونوا مكملين له في صرعنا ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم وفي صفوف المعارضة الايجابية داخليا لصالح الوطن والمواطن .
بقلم : محمد سعدي حلس