فضائح بين جدران حزب الغد
من المثير جدا أن يفقد الإنسان ثقته في اتجاه كان يعتقد أنه هو الملاذ والخلاص .. بل وحين يترك كل شيء ويصب اهتمامه في الجديد الذي يأمل أن يكون عوضه عن ما فات .. ليصدم من جديد في ماهية أحلامه المنبثقة من ثقته في التيار الزائف..
منذ أيام جاءتني سيدة أعرفها منذ فترة طويلة من الزمن .. كانت عضوه معنا بحزب مصر الفتاة وكان لها من النشاط والطموح ما يجعلها جديرة بأن يعتمد عليها في بعض المهام الصعبة التي قد لا يتحملها شاب .. أو رجل .. لديها إصرار وحماس ورغبة في المغامرات السياسية ..
جاءتني لتعلن لي عن صيغة استقالة .. ظننت أول الأمر أنها ستستقيل من حزب مصر الفتاة إلا أن المفاجأة كانت قوية ومدوية .. فالاستقالة كانت من حزب الغد ..
فسألتها عن سبب الاستقالة .. وسألتها أيضا عل قدمت استقالة من حزب مصر الفتاة كي تنضم لحزب الغد ؟ .. فقالت لمن أقدم استقالتي ؟ وأنت تعرف أنهم جميعا غير معترف بهم لدى لجنة شئون الأحزاب ّّّ!!! نعم هي على حق .. وتلك هي أيضا مشكلة أخرى ..
ولكن كان من الواجب المهني والسياسي أن اعرف لماذا تقدم استقالتها من حزب الغد ؟
فسردت لي واقعة استندت عليها لسبب الاستقالة ..
تقول السيدة .. جاءني أصدقاء لحسي على الانضمام لحزب الغد منذ فترة ما قبل انتخابات رئاسة الجمهورية .
بهرتني الشعارات البراقة للديمقراطية الزائفة التي تتناولها ألسنتهم ولا يفقهونها .. انجذبت نحو الفكر الجديد علني أجد ما هو صالح ويفيد بلادنا العظيمة ..
وما فات الوقت إلا وبدء العمل والتعارف على الشخصيات والكوادر وحضور الاجتماعات والجمعيات العمومية .. وبدأت انشط نشاطي القديم .. كلفوني بالبحث عن مقر للحزب وبالفعل لم أنم حتى جئت لهم به .. وبدأنا العمل بعد المفاوضات على إيجار الشقة ومن سيدفع الإيجار ومن سيتولى المسئولية وهكذا ..
ومنذ ما يقرب من شهر وبعد أن تركوا المقر الأول انتقلوا إلى مقر آخر .. فوجئت بأحد قيادات الحزب بمدينتي يتصل بي في الساعة العاشرة مساءا ويطلب مني الحضور .. الوقت بدا في مدينتي متأخر .. فقلت له الوقت متأخر . فزاد إلحاحه متحججا أن المجلس القيادي للحزب بالمدينة مجتمع ويريدون حضوري لأنهم اختاروني لأمانة المرأة ويريدون التعرف علي .. تمهيدا لعقد جمعية عمومية .. ولا اعرف ما الداعي ..
ذهبت إلى المقر الذي لا يبعد أكثر من 500 متر من منزلي .. فوجدت باب المقر مفتوح . استأذنت ودخلت فلم أجد سوى الشخص الذي اتصل بي واثنان آخران لم أعرفهم . وحين عرفني لهم قال هذه مدام .. صاحبة الشقة ..! تعجبت صاحبة الشقة .. لماذا ؟ ,وبعد فترة قصيرة ولأن الآخران كانا من بلد أخرى استأذنوا للرحيل كي يجدوا مواصلات .. وبعد أن رحلوا أسرع بغلق الباب وراءهم .. و جاء نحوي كالمراهق المتيم يطلب مني إقامة علاقة .. نهرته وأسرعت للباب لكنه هجم علي سايسته حتى خرجت سالمة .. وأرسلت فورا للأمانة العامة بالقاهرة وسردت لهم الحادثة طالبة منهم إجراء تحقيق بالواقعة وبالفعل حدث ما طلبت .. وشهد عليه السيدان الآخران . لكنه أنكر الواقعة .. وقد أكدا كلا منهم احتياله لأنهم شاهدوني قبل ذلك في بعض المؤتمرات التي حضرتها بقاعة خوفو ( قاعة المؤتمرات ) والتي رأسها أيمن نور رئيس الحزب .. بالقاهرة وتعجبوا من تقديم الأستاذ لها بأنها صاحبة الشقة ..
وفيما أثار حفيظتي أن الشخص لم يتخذ معه أي إجراء وكأن الحزب لا يهمه سمعة أعضاءه ولا يهم القادة في هذا الحزب بأن ينقلب مقر الحزب إلى بيت دعارة ..
ولكي يرد الصفعة جاء بورقة مختومة من حزب مصر الفتاة بقرار فصلها .. لأسباب تتعلق بالشرف والأمانة . وسألتني عن ماهية هذا الخطاب .. قلت لها أننا حين نفصل أحد من الحزب لا نسرب قراراتنا الممهورة بالتوقيع والختم .. هي قرارات داخلية ولكن نعلنها كقرار في جريدتنا .. وسألتها عن الشخص الذي أتى بهذه الورقة فأتضح أنه ليس عضوا هو الآخر في حزب مصر الفتاة .. فكيف حصل عليها .. ولماذا قدمها لهذا الشخص؟ وفي صالح من يحدث كل هذا ..
فقد أخذوا هذا الخطاب ووزعوه على كافة أعضاء الحزب بالمدينة كي يشوهوا سمعتي .. مما اضطرني أن أستفسر من حزبي القديم على ماهية الإقالة .. وماذا يحدث ..
ولهذا طلبت صيغة الاستقالة .. وبالفعل كتبت استقالتها وأرسلتها للأمانة العامة استقالة مسببة بما سبق .. والسؤال هنا ..
هل هذا هو حال المرأة في هذا الحزب .. وهل ينظر الأعضاء والقياديين في هذا الحزب للمرأة بنفس النظرة .. ولماذا لم يتخذ إجراء رادع له حتى لا تتكرر مثل هذه الفعلة الشنعاء التي لا يقبلها عرف أو شرع أو قيم إنسانية .. هل هي مجانية استباحة الأعراض .. وهل لنا أن نعرف الفرق بين السياسة والنجاسة ؟
تلك الأسئلة تدور في ذهن المتعطشون للانخراط في العمل السياسي .. فهل هذه هي مبادئ الليبرالية .. أم هي الديمقراطية ؟ أم ماذا ..
وهل سيظل حزب الغد بلا ردع لمثل هؤلاء .. فيهوى أكثر من هاويته .. اللهم احفظنا ..
من الجدير بالذكر أن أعضاء هذا الحزب تركوا المقر . وبدءوا يجتمعوا في إحدى الحدائق العامة بالمدينة .وفي هذه الحديقة يتناقشوا ويسردوا فضائحهم ويقرورا قراراتهم الخبيثة كما حدث .. ولا رادع لهم .. ووجهت هه السيدة هذا النداء لكل من يهمه الأمر كي يعلم العامة المغيبة كيف يتم التعامل وكيف تكون معاني الليبرالية ..
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
www.husseinrashed.tk
فضائح بين جدران حزب الغد بقلم:حسين راشد
تاريخ النشر : 2006-03-22
