يا مصر ، قومي ! شعر : حماد صبح
يا مصرُ ، كيف حُدِرتِ في السفَل الذي * صرتِ إليه ، وكنت في العلياءِ ؟!
كنتِ الأميرة ، والجميع لطاعةٍ * والآن أمرك في يد الأعداء
كنت العُقاب محلقاً ، لا ينتهي * أبداً يروم منابع الأضواء
الكل يرجو من ودادك نسمةً * ويرى رضاك له نفيس رجاء
فإذا رضيت أقام عرساً حافلاً * وإذا سخطت أقام بيت عزاء
كنت العروبةَ ، إن رنتْ نحو السما * طلعت نجوم العز في خيلاء
لمت شتيت العُرب خلف لوائها * فقلوبهم موصولة بإخاء
كنتِ الثقافة ، نهرها متدفق * يسقي الظماء بسائر الأنحاء
وُيشيع نورَ الفكر وهاج السنا * تنجاب عنه سحائب الجهْلاء
يا مصر ، ماذا عراك ؟! حالٌ مُنكَرٌ * ألا تُري في القمة الشماء
قومي على عجلٍ ! مكانك مقفر * لا تهجريه لمدعٍ ومراءِ !
لك من قواك الخافيات ذخيرةٌ * لو حُررت لغدوت في الجوزاء
أنت الكنانة ، هل نسيتِ ؟! حقيقةٌ * فلتحْمِها بإرادة الشرفاء !
لك من بنيك المخلصين كتائب * تعلي مقامك في رفيع بناء
أما الأراذل فاحذريهم ، إنهم * شر البنين ، وأفتك الأدواء
يا مصر ، أنت عظيمة ، فلتنهضي ! * إن النهوض خليقة العظماء
تكبو الخيول على الدروب وإن تكن * تلك الدروب سويةً لعِداء
لكنها تمضي إلى غاياتها * مهما استبدت قسوة الوعثاء
مصر العروبة دائماً مرقوبة * محسودة من أعين الأعداء
فلتمضِ صوب مرامها في وثبة * تسفي العوائق سفي بعض هباء !
يا مصر ، قومي ! شعر : حماد صبح
تاريخ النشر : 2016-04-18