أيذِلُّ حبيبٌ حَبِيبَهُ؟!!بقلم:د.محمد طرزان العيق
تاريخ النشر : 2016-04-16
أيذِلُّ حبيبٌ حَبِيبَهُ؟!!بقلم:د.محمد طرزان العيق


أيذِلُّ حبيبٌ حَبِيبَهُ؟!!٠٠
**************************
زَارَنِي بالليْلِ ما كُنتُ أحْسَبُهُ الخَلِيلا
وكنتُ أظنُّ وِصالَه أمْسَى مستحيلا
فَرِحَ النسيمُ لقدومِهِ وإستحال عليلا
وقُلتُ أيَا ليلُ تمَهَّلْ باللهِ عَليْكَ قليلا
يا بدرُ إنْ رُمتَ أُفولاً فأجٍّل الرحيلا
ويا صبحُ إذا تنفَّستَ فَمَهِّله تمْهيلا
ما زال كتابُ غرامِنا ينتظر الترتيلا
قُلتُ يكفينا في الزَّمانِ بكاءً وعَويلا
ردَّ عليَّ الفؤاد كفاكِ يا نَفْسُ تَأويلا

قدْ كانْ نَصِيبِي بالوِصَالِ جَدُّ ضَئيلا
نَقَلَ الوُشَاةُ عَنِّي ما زَعَمُوا أنَّه قِيلا
وما أظنٍّ سُوى أنَّ صَبْرهُمْ قدْ عِيلا
قد ساد بينَنا صَدٌ وجفاءٌ دامَ طويلا
لا أُطيقُ الكَاذبِينَ ولا أعْشَقُ التضليلا
وأنا كَما خَبِرتَ كُنتُ للعشَّاقِ المُعِيلا
ما بدَّلَنِي الهِجرانُ ولا الزَّمانُ تَبْدِيلا
هواكَ لي كتابٌ فكأنَّه قرآناً وإنجيلا
كانَ حبُّنا نبْعَ الحَنانِ تَدفَّق سنسبيلا
وما زادَني صُدودُكَ إلَّا هُيَاماً وتَفْعِيلا
كيفَ أسْلُو غُصْنَ البَانِ وخدَّاً أَسِيلا
وقدْ أروَيْتَني من فِيكَ شهداً أصيلا
جَوادٌ كريمٌ و للأجْوادِ كُنْتَ السَّلِيلا

أذَلَّنِي هَواكَ وقدْ كُنْتُ في قَوْمِي جَلِيلا
لا تبخلْ عليَّ بِوصَالِك فلَستَ البَخيلا
أما يشقِيكَ أنْ أكونُ في هواكَ الذليلا
فلتكُنْ مَعِي في فِعالِكَ كَما قدِّكَ جَميلا
ودُلَّني يا حِبُّ إلى حُبِّكَ كَيفَ السَّبيلا
فإنْ لمّ تَفعَلْ فقلبي سَيكونُ لي الدَّلِيلا
أما كانتِ نُجومُ الليْلِ فِيمَا بينَنا رَسُولا
هَواكَ عليَّ مقدَّرٌ وما عِندي لَهُ تَعْلِيلا
دِماكَ بِعُروقِي تَجْري وأثبتَتْها التحاليلا
قد أغْرَاكَ يَاآسِري أنَّ حُسنَكَ مَالَهُ مَثِيلا
لْيُنِيرَ درْبَكَ اللهُ يا خلُّ ويَهديكَ السَبيلا
أدعوكَ رَبِّيَ تحْشُره معَ الطيِّبينَ زَمِيلا

محمد طرزان العيق
صوفيا/24.04.2014