تسونامي غزة غضب الأرض أم تجارب نووية جديدة بقلم : مصطفى لقان
تاريخ النشر : 2016-04-12
تسونامي غزة غضب الأرض أم تجارب نووية جديدة بقلم : مصطفى لقان


تسونامي غزة غضب الأرض أم تجارب نووية جديدة بقلم : مصطفى لقان

وصل العالم مع دخول القرن الواحد والعشرين لدرجة عالية من التقدم العلمي والتقني والتكنولوجيا الحديثة، ووصل العلم لحد الغرور خاصة القدرة الفائقة على تطويع الطبيعة والسيطرة على الكثير من مواردها, وعلى الرغم من ذلك فإن غرور العلم جعل
الكثيرين من العلماء, ينسى هذه القدرة أمام القوة الطاغية التي تستطيع الطبيعة إطلاقها في أية لحظة، ملحقة الموت والدمار والهلاك, بينما يقف البشر عاجزين أمام غضب الطبيعة, يعملون حينها على لملمة الحطام وجثث الضحايا خاصة من ما يسمى "تسونامي".

فسر الخبراء والعلماء تسونامي على أنه عادة ما يحدث نتيجة لسبب وقوع زلزال في قاع البحر او المحيط وان يكون الكسر الارضي الذي احدث الزلزال كسر عامودي في طبقات
الارض, علما بأن هناك زلازل تحدث في قاع البحار والمحيطات ولا تؤدي إلى حدوث تسونامي, ويمكن أن ينشأ تسونامي أيضاً عن النشاط البركاني, أو الإنزلاق الأرضي أو انفجار ما أو حتى من النيازك والشهب, ينتج عنها مجموعة من الأمواج العاتية تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه، لتكون آثار التسونامي المدمرة و كلمة تسونامي تعني باليابانية "موجة الميناء".

"تسونامي" بات الحديث المتكرر للشارع الفلسطيني بعد قيام الإسرائيليين بنشر لافتات علي شواطئ أسدود وعسقلان تحذر من هذا القادم, إضافة إلى التحذيرات التي نشرتها وسائل الإعلام
الإسرائيلية, والتي تنبأ خبرائها بأنه سيضرب شواطيء عسقلان وأسدود وسيؤثر علي شواطئ قطاع غزة بشكل كبير, هذا وقد أرجحت قوته ما بين 6-7 درجات, ورغم التأكيدات عبر الإعلام الإسرائيلي, إلا أن الخبراء والجيولوجيين الفلسطينيين نفوا هذه
الأخبار.

على مر التاريخ تعرضت منطقة البحر الابيض المتوسط الى اكثر من حادثة تسونامي في بعض المناطق، إلى أنه هذه المرة ومن الناحية العلمية تم تحديد يوم معين لحدوث التسونامي وهو يوم 15 من إبريل لعام 2016م, أي هذا الشهر, علما بأن التسونامي مرتبطا بالزلازل, ولحظة حدوث الزلازل لا يعلمها إلا
الله.

إسرائيل باتت تعلم بعلم لا يعلمه إلا من خلق الكون, فهل اسرائيل تمهد لتجربة نووية جديدة, خاصة في ظل وجود تدريبات عسكرية مع جنود أمريكيين متواجدين حاليا بإسرائيل, هل
إسرائيل ستصطنع تسونامي في محاولة للتاثير على غزة وتربتها, وما يجول في باطنها؟.

تنبؤ إسرائيل بوقوع هزة أرضية في جزيرة قبرص, والتي سينتج عنها تسونامي في يوم معين وبقوة محددة، هذا شئ غير وارد على الإطلاق، علما أنه من الوارد أن يتم التوقع بحدوث
هزة في مكان ما على سطح الأرض، لأنّ أماكن حدوث الزلازل معروفة على الخريطة التكتونية والتي تسمى بحزام الزلازل، وهي مناطق الحدود التكتونية للصفائح المكونة للقشرة الأرضية, ولكن لا يمكن التكهن بقوتها ووقت حدوثها، لأن هذا الشأن يخضع لعوامل الطبيعة, فالعلم في مجال الزلازل لم يتوصل حتى هذه اللحظة الى معرفة مكان و موعد وقوة أي هزة ارضية ممكن أن تحدث على سطح القشرة الأرضية, فهل وصلت إسرائيل
إلى هذا الحد من العلم؟.

جزيرة قبرص يحدها صدع وهذا الصدع يسبب حدوث الزلزال في هذه المنطقة، وعبر التاريخ حدث زلزال في ذات المنطقة، سببه تسونامي ضرب سواحل فلسطين، ولكن بشكل لا يسبب مخاطر شديدة على السواحل الشمالية، وكلما نتجه إلى الجنوب، فإن الساحل الجنوبي يكون أقل حده منه في الشمال، لذا لا يسبب أي مخاطر على المنطقة.

من وجه نظري ومن خلال تحليلي المتواضع, يبدو أن إسرائيل عملت على اصطناع قنبلة نووية تنوي لتفجيرها داخل البحر المتوسط كـ"تجربة" ما قد يؤدي لتسونامي مُصطنع, وهذا الأمر حدث سابقا حسب وسائل الإعلام من خلال التجارب الفرنسية حيث غمرت حينها المياه الشواطيء الجزائرية بعد تجربة نووية فرنسية اعتبرت في حينها ظاهرة طبيعية دون الاعلان الرسمي عن التجربة الفرنسية.

من جهة أخرى ومن خلال تحليلي الثاني, حيث أرادت إسرائيل من نشر خبر تسونامي, لوجود معلومات لديها عن تواجد الجنود المختطفين في منطقة قريبة من الساحل وأرادت من هذا
الخبر من قيام كتائب القسام بتغيير أماكن تواجد المختطفين, ونقلهم لمكان آخر آمن, حيث بات في الأيام الأخيرة تحليق كثيف لطائرات الإستطلاع الإسرائيلية على المناطق الساحلية.

إذا ما كان هناك بالفعل تسونامي طبيعي, حسبما أذاعت وكالات الأخبار العبرية فهذه من طبيعة الأرض, فالأرض هي الأم الحنون، تحتضننا بدفئها وتعاقبنا بغضبها، نخضع لرغباتها حباً ومهابةً، نتعلم منها و نتأقلم مع متغيراتها, ونعمل على أن نحافظ على رضاها، فلا بد أن نبدأ بفهم رضاها لنتعامل معها بعقل وحكمة, ويبقى الرحمة من ذلك الغضب متعلق بيد الخالق عز وجل, فاللهم أرحمنا برحمتك.