هل من ضمائر تستحى .. شعر رفعت المرصفى
تاريخ النشر : 2016-04-11
هل من ضمائر تستحى .. شعر رفعت المرصفى


هل من ضمائر تستحى ... قصيدة لـ رفعت المرصفى
-----------------------------------------------
رسالة من طفل عراقى فقد ذراعيه بفعل القنابل الذكية الأمريكية
أثناء الغزو الآمريكى للعراق
-------------------------

ماذا أقول إلى رفاقى ؟

ماذا أقول إذا سُئلتُ عن الذراع ؟

من ياترى خطف الذراع ؟

من ياترى أكل الذراع ؟

قُلتُ اسألوهمْ وحدهمْ ...

من ذا الذى بعث الجحافل كى تروّعَ أمننا ؟

من ذا الذى صنع القنابل كى تدكّ بلادنـــا ؟

أوَ يقبلون لطفلهم تقطيعَ أذرعهِ

كما فعلوا بنا؟

قُلتُ اسألوهمْ وحدهمْ ...

من ذا الذى قتل البراءةَ والطفولةَ والصباحْ ؟

من ذا الذى هتكّ الصبايا والملاح ؟

وبأىّ شرعٍ نُستهانُ ونُستباح؟

ماذا أقول إذا سُئلتُ عن الذراع ؟

من ياترى خطف الذراع ؟

أ أ قول طارت فى العراءْ ؟

وسقطتُّ كالطير الذبيحِ مرفرفا

فوق الدماء؟

ونظرتُ أبحثُ عن ذراعى ...

قاصدا وجه السماء ؟

قُلتُ اسألوهمْ وحدهمْ ...

هل هذه أذكى القنابل عندهم ... ياللغباء

ماذا أقول إلى رفاقى ؟

أ أقول ألقوا حقدهم متمثلا

بقنابل الغدر الوضيع ؟

هجموا علينا ... راغبين بأن نخاف

وأن نبيـــــع

ماذنبُ طفلٍ أعزلٍ إلا من الأملِ الوديع ؟

ماذا تريدُ قنابلٌ من وجه طفلٍ يشتهى

لغةَ الربيــع ؟

هل هذه أذكى القنابل عندهم ْ ....؟

فليفرحوا بذكائها ...

فليفرحوا بذكائها ... أكلتْ ذراعى ....


ماذا أقول إذا سُئلتُ عن الذراع ؟

أ أقول ألقوا بالقنابل

كى تقطّع أذرعَ الأطفالِ فى كل الديارْ ؟

أوَ ليس يكفى ما اقترفتم

من سفاهات الحصار ؟

مليون طفلٍ قد قتلتم ف

ى المدائن والقفار

هل من ضمائر تستحــى

هل من قلوبٍ تُستثار ؟
----------------------------
1- إسم الطفل ـــ على اسماعيل عباس ـــ من محافظة بغداد
2- نشرت فى ديوان " مدد يافرات" وهو عمل مشترك صادر عن جمعية الأدباء بالقاهرة