لا مرئياً ،
أختفي تحت قبعة الظلام ،
ساحباً أذيال ظلالي ، كشيطان رجيم ،
خرج لتوه من الكتب القديمةِ ،
أو من حكايات الجدات ، في ليالي الشتاءْ،
فيما الصفصاف يغلق ذرفات نوافذه ،
منكمشا على نفسه ، كراهب في كنيسةٍ مهجوره .
لا مرئيا ،
سأزعج سكون الليل .
حتى أوقظ أبي من اللحود ،
إني اسمع خطواته على الدجى كالرعود .
وأراه يتفقد مصطبته ، تحت إفريز الباب .
يجلس هناك !
يقرأ أوراده ،
ويفرد بين سيقان أصابعه ، حبات المسبحة ،
نجمة ...نجمة .
وحلمة ...حلمة .
حتى تأخد القمر على السطوح ، رعشة البكاء .
ثم يشرب قهوته تحت الأضواء .
حتما سيعود !
وبين عينيه خيط من دم قديم .
قد يكون سال من جبهته على الحصيرِ ، ذات مساء بعيد .
ذات مساء بعيد .
--------------------------------
احماد بوتالوحت
ذات مساء بعيد بقلم:احماد بوتالوحت
تاريخ النشر : 2016-04-09
