شَاعِرُ الْعَالَمِ فِي..أَفِيقِي أُمَّةَ الْأَحْرَارْ
شَاعِرِ الْعَالَمِ الَّذِي بِنُورِهِ اكْتَنَفَ الْأَلْبَابْ..اَلشَّاعِرُ وَالرِّوَائِي/ محسن
أَيَا زَمَنَ الْعَبِيدِ مَعَ الْجَوَارِي=سَئِمْتُ نَدَاكَ مِنْ قَبْلِ الْجِوَارِ
وَعُدْتُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ أَتْلُو=رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَرْداً بِاخْتِيَارِي
أُنَاجِي فِيهِ إِحْسَاسِي بِحُزْنٍ=شَدِيدِ الْبَطْشِ فِي قَلْبِ الدِّيَارِ
أَيَا زَمَناً حَزِيناً مَا تَوَلَّى=يُرِيكَ جَفَاءَهُ قَبْلَ انْشِطَارِ
***
وَيَنْقَصِمُ الْفُؤَادُ أَسَىً عَلَيْهِ=وَأُعْلِنُ نَعْيَهُ دُونَ انْتِظَارِ
تَرَى فِيهِ الْمَصَائِبَ قَدْ أَهَلَّتْ=تَذُوقُ بِرَكْبِهَا طَعْمَ الْمَرَارِ
وَتَلْمَحُ قِصَّةً فِي لَحْنِ دَرْبٍ=لِأَفْكَارِ الْخِيَانَةِ وَالدَّمَارِ
تُشَاهِدُ فِيهِ رَأْيَ الْعَيْنِ قَوْماً=رَأَوْا كَبْحَ الظُّلُومَةِ بِانْفِجَارِ
***
أَيَا زَمَنَ الْحَقُودِ عَلَيْكَ خِلًّا=يُرِيكَ الْوُدَّ فِي قَلْبِ الْمَسَارِ
وَبَعْدَ فُيُوضِكَ انْزَلَقَتْ إِلَيْهِ=يَهِيجُ عَلَيْكَ فِي وَقْتِ الْعَصَارِي
وَيَقْذِفُ بِالْقَنَابِل لَحْنَ قَلْبٍ=جَمِيلٍ قَدْ تَجَلَّى فِي وَقَارِ
وَيَقْلِبُ فَرْحَهُ هَمًّا وَغَمًّا=وَيَشْطُبُ سَطْرَهُ فَوْقَ السَّوَارِي
***
أَجُولُ بِذَلِكَ الزَّمَنِ الْمُوَلِّي=أَشُمُّ هُدُوءَهُ بَعْدَ السٌّعَارِ
فَلَا مَاءٌ لِإِنْسَانٍ كَرِيمٍ=وَلَمْ أَلْمَحْ سَلِيلَاتُ الْجِرَارِ
وَلَا ضَوْءٌ عَلَى مُرِّ اللَّيَالِي=وَأَصْوَاتٌ تَصِيحُ عَلَى الْخِمَارِ
فَلَمْ نَسْعَدْ كَأُورُبَّا بِخَيْرٍ=وَلَمْ نَنْعَمْ بِأَصْحَاحِ الْبُخَارِي
***
فَهَلْ كُنَّا نُسَيَّرُ فِي خَفَاءٍ=وَلَمْ نَأْبَهْ بِتَحْقِيقِ الْمَسَارِ
وَلَمْ نَشْعُرْ بِتَقْصِيرٍ ذَمِيمٍ=يُجَنْدِلُ خَطْوَنَا بَعْدَ اغْتِرَارِ
وَلَا بِالذُّلِّ كَبَّلَنَا بِقَيْدٍ=طَوِيلٍ لِاجْتِلَابِ خَناً وَعَارِ
أَفِيقِي أُمَّةَ الْأَحْرَارِ إِنَّا=عَلَى وَشَكِ انْقِرَاضٍ وَانْدِثَارِ
***
أَفِيقِي أُمَّةَ الْأَحْرَارْ اَلشَّاعِرُ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
تاريخ النشر : 2016-04-06
