دارنا اللى كانت فى الوسية ... شعر: رفعت المرصفى
تاريخ النشر : 2016-03-30
دارنا اللى كانت فى الوسية ... شعر: رفعت المرصفى


9- دارنا اللى كانت فى الوسية ... صورة شعرية لـ : رفعت المرصفى
شخصيات خالدة من ديوان " زمان الطيبيين"
-----------------------------------------------------
أنا لسّه فــ الوسيّهْ ... وكلامى لِسّه مُتّصِلْ

كان عندنا فى الدار كمان ......

تُوتَهْ .... وعِنَبهْ .... وخلايا من نحل العسل ْ

والسُّطح كان فيه " الحضير" مليان بصلْ (1)

وجبنه حدقة مرصّصةْ جُوّا الزلع ْ

وصوامع الغَلّة مسوَّرة حوالين سطُوحنا كلها(2)

زىّ صف من العساكر والخفَــرْ

وصوامع الغلّة منوّرة كل السطوح

أصل سيدى كان تجارته فى الحبوب أو فــ الغِلال

أصلُهْ سيدى أصلُه كان فلاّح فصيحْ

ولو انه كان قاسى وشَـحيح ْ

المُهم ...

وما كانشى فيه فــ الحارة نور ْ

والإضاءة باللمبةْ الصفيح ْ

كات عبارة عن شريطْ

من فِتيل القُطن متغرّق بجازْ

والولعة طايرة فى الهوا ....

ولا كان ساترها أى حاجة من قُماش أو من إزِازْ

للأمانةْ .... من غير مبالغة فى الحديت ْ

دارنا الوحيدة فى الوسية فى الوقت دا

اللىّ كان قايد على بابها فانوسْ

مربوط بحامل من السلكْ الطويلْ

مشدود على بَكَرَةَ صُغَيَّرة متثبتة فوق الجدارْ

أبويا الله يرحمه

كان بينزِّلَّه فى المغربيةْ كل يوم

ويسيّب السلك اللى حامْلُهْ

لا اجلْ ينزلْ بين إديه فـ الأمانْ

ويعمرّه بالجاز كمان ْ

وينضفُّه وينوُّره

ويشِّـــدْ سِلكــــهْ ويرفَعُـــــهْ فــ نفس المكان

وتبات حارتنا مصهْلِلَةْ فـ نور الفانوس

اللّى نورهْ كان نضيف

زىّ النوايــا ... والنفوس

والله عليك يا زمان الطيّبين يا للّى انتهيت !!

وما عادشى منّكْ إلا كنز الذكريات

وما عادشى منّكْ إلا حرف بنرسمه زى السُّكاتْ

يمكن يعيش ... يمكن يموت

يمكن ف يوم ينطلقْ برّا التابوت

ويقووووول ... حاجات
----------------------------------------------------
(1) الحضير : مكان لتخزين الحبوب والبصل فى سطح المنزل الريفى القديم .
(2) الصوامع : جمع صومعة وهى مكان كبير برميلىّ الشكل وله قمة مخروطية يصنع من الطين لحفظ الحبوب والغلال .