عيونُ الحقِّ تستَسقي الشَّبابا شعر: صالح أحمد (كناعنه)
تاريخ النشر : 2016-03-29
عيونُ الحقِّ تستَسقي الشَّبابا شعر: صالح أحمد (كناعنه)


عيونُ الحقِّ تستَسقي الشَّبابا

شعر: صالح أحمد (كناعنه)

///

مُحالٌ أن يَصُدَّ الحُبُّ بابا = أيُشقيني الجَوابُ .. ولا جَوابا

ركبتُ الصَّعبَ بحثًا عن كَيانٍ = فَصارَتني الجِهاتُ هُنا صِعابا

وكم أدنَيتُ لونَ العُذرِ منّي = فضَيَّعتُ الرّؤى والعذرُ غابا

فما أشقاكَ يا قلبًا تَوانى = وها نوديتَ: قم ودّع صَحابا

فهل لي بعدَ دَمعِ العينِ صبرٌ؟ = وماذا بعدَ جرحِ العهدِ طابا

فَذا عَهدي: وهذي الأرضُ أمّي = وحاضِنَتي إذا أغدو تُرابا

مهَرتُكِ مُهجَتي أرضي فكوني = طلابَ الرّوحِ إن عَزَّت طِلابا

أنا الأقوى مِنَ الأحداثِ صَبرًا = أنا الأرجى لمنبَتِها سَحابا

عذيرَكَ موطِني إذ صارَ نزفي = حصانَكَ مُذ حصانُ القومِ خابا

وعُذرًا إذ جَعَلتُ الرّوحَ منّي = لقُدسِ مَدائِني قَبَسًا شِهابا

سَقيتُ سنابِلَ الأشواقِ وَجدي = وإذْ مرَّ العجافُ ذَوَت يَبابا

ألا فاشهَد زمانَ القَهر أنّا = أبينا أن نَهونَ وأن نَهابا

تلاقَحَ صمتُنا فغدا رِياحًا = ونزفُ الجُرحِ يا قومي رِحابا

تَنامى صارَ أوسَعَ من شُعوري = وأبلَغَ من تَساؤُلِكُم جَوابا

ليبلُغَ مَشرِقَ الشَّمسِ انتِشاءً = ويزحَمَ مغرِبَ العُذرِ انتِصابا

فلا يَغرُركَ خَصمي أنَّ شامي = تَجَرَّعَ من مكائِدِكُم عَذابا

ولا يغرُركَ أنَّ سهامَ غَدرٍ = لها في مِصرَ مَفتونٌ أجابا

أنا الأعلى مِنَ الأحداثِ جرحًا = أنا الأدنى إلى الجُلّى حِرابا

ألستَ ترى جراحي كيفَ طارَت = لِتَغدو في مَعارِجِنا عُقابا

لينتَفِضَ الجليلُ لها ويافا = تعانِقُ لُحمَةً نَقَبًا مُصابا

وما نامَ المُثَلَّثُ إذ تَرامى = نداءُ مُشارِكٍ رَحْمًا تُرابا

ولا تعجَب فذي أسوارُ عكّا = تُعِدُّ لكُلِّ طاغيَةٍ حِسابا

سكونُ الرّوحِ هل يُغريكِ منّي = عُجابا يا دنى البلوى عُجابا

لنا روحُ المَثاني فيضُ خيرٍ = تَقينا من حَوادِثِكُم صَوابا

لنا الأرواحُ لا نَحتاجُ رملًا = لِتَأتينا بَوائِدُكُم جِدابا

لنا الكُثبانُ لا نَحتاجُ مِلحًا = لتَمنَحَنا الأساطيرُ انتِسابا

لنا الأركانُ لا نحتاجُ حُلمًا = ليورِثَنا كَراجيكُم سَرابا

لنا المجدُ التّليدُ لنا شُموخٌ = تَأَبّى أيّها العادي استِلابا

من الأسلافِ يسكُنُنا امتِدادٌ = ونقبِسُ من محامِدِهِم كِتابا

إذا نادى إلى الجُلّى صعيدٌ = نكونُ لجرحِهِ كُلًا إهابا

وإن نامَت نواطيرٌ ففينا = عُيونُ الحقِّ تَستَسقي الشَّبابا

وإن هانَت رُؤوسٌ أو تَخَلّت = تَأَبّى النّشءُ أن يُحني الرّقابا

وشَعبي المستَضامُ لنَصرِ حَقٍ = يَهُبُّ شَبابُهُ صيدًا غِضابا

بمرج العز تحضُنُهُم جِنيني = جبال النّار تمنَحُم صِلابا

بغزةَ تشمَخُ الهاماتُ بَذلًا = لقدسِ النّور تشتاق اقتِرابا

فلا كانَ البقاءُ وعيشُ ذلِّ = وأن نَنسى الأسيرَ ولا المُصابا

دعاةُ العدلِ لا يألونَ جهدًا = كِفاحًا إنّ للحَقِّ المآبا

سَلوا التّاريخ إن كنتُم جَهِلتُم = عُروشُ الظّالمينَ غَدَت يَبابا

مصيرُ الظّلمِ ليسَ سوى زوالٍ = وعيشٌ في ظِلالِ العَدلِ طابا

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::