على أرضِ الشامْ بقلم: محمد أبو لبده
تاريخ النشر : 2016-03-28
على أرضِ الشامْ بقلم: محمد أبو لبده


على أرضِ الشامْ
كانا إثنينْ
وردةٌ وقاطفها
نبعٌ و نهرُ جمال
على أرضها يجلسُ الحب مرتاحاً
على الطرقات
يوزعُ الابتسامات على المارةِ
ويُهدي كل أنثى وردةً تليقُ بالملامحِ القمحية
في الشامِ يُصاب الحزنُ بالدوارِ من أرجوحة طفلٍ يأكل الحلوى و يغني "القدود الحلبية" مع الملائكة.
***
فجأةً يسودُ الصمت
تعتلي القناصةُ الأبراجْ
و تُقام حواجزُ الموتِ على الجسور
إنها الحرب..
صوتُ الرصاصِ يُسكت
"فيروز" في صباحاتها الأثيرة
و يختلطُ طعم "المتة" بالدمْ
***
في "دمشقَ"
الجامعُ الأموي فقد مأذنته في معركةٍ مع المدفع
و كنيسة هناكَ استبدلت الجرسَ
بترانيمَ تُبكي و تَبكي
على حالٍ مضى
هناكَ حيث الوردُ يقتله الرصاص
ورائحة الدمِ تفوح ُ
فوق جثث الياسمين الشاميَّ
***
على جسرِ " اللوزية"
أُقيم حاجزٌ
لا يهمني صاحبه
بقدرِ ما يهمني موتُ حمامة السلامِ
بين يديه..
يوقفُ سيارةً
يُنزلُ سائقها ليسأله :
من أنت؟
- أنا المستقبلُ و الماضي
أما الحاضرُ بكلِ قذاراته
هو ملكك ..
سادَ الصمتُ بعد صوت انفجارٍ في رأسِ أحدهم .
***
صوت خُطى الجنود يُتعب الموتى
في الأسفل
يُغضبهم ..
لتكونَ أرواحهم ضباباً يأكل النور
من أعين الجلادين
يتركهم بلا بصرٍ أو بصيرة
كفيفون هم ..
حقاً كفيفون
كل هذا الجمالِ ها هناك
ولم يبصروا سوى شيئا واحدا
الموت !.