الاغتراب النفسي لدى الشباب (مشكلة وتشخيص وعلاج) Psychological Alienation بقلم: حاتم مسمح
تاريخ النشر : 2016-03-12
  الاغتراب النفسي

لدى الشباب  (مشكلة وتشخيص وعلاج)

Psychological Alienation

الباحث / حاتم مسمح
ماجستير صحة نفسية مجتمعية

ماهو الاغتراب النفسي :

ظاهرة الإحساس بالاغتراب ظاهرة إنسانية عامة , تحمل في طياتها الجانب الايجابي والجانب السلبي , شائعة في كثير من المجتمعات بغض النظر عن النظم والأيديولوجيات والمستوي الاقتصادي والتقدم المادي والتكنولوجي , قديمة قدم الوجود الإنساني

يشير معجم علم النفس المعاصر إلي أن الاغتراب عملية اجتماعية تتحول فيها نشاطات الإنسان وصفاته وقدراته إلي شئ مستقل عنه ومسيطر عليه.

أما الاغتراب في علم النفس الاجتماعي فيستخدم لتمييز العلاقات الشخصية المتبادلة التي يوضع فيها الفرد في وضع متناقض مع الأفراد الآخرين والجماعات الاخري , مما يؤدي إلي المعاناة والعزلة .

وقد نظر الإسلام إلي الاغتراب بانفصال الإنسان عن الله عز وجل , وقد وردت هذه الفكرة في القران الكريم في قصة خلق سيدنا ادم عليه السلام , فقد اغترب  الإنسان لحظة هبوط سيدنا ادم علي الأرض وسيطرة النفس اللوامة عليه , ويتمثل الاغتراب هنا في أن الإنسان بعد أن كان واحدا مع الله عزوجل أصبح منفصلا عنه.

صفات الشخص المغترب :

1-      الشعور بالانفصال النسبي عن الذات أو عن المجتمع أو عن كليهما .

2-      الشعور بالعجز .

3-      الشعور بحالة من الرفض وعدم الرضا التي قد يعيشها الفرد في علاقته بمجتمعه .

4-      ضعف شديد في الثقة بالنفس .

5-      الشعور بعدم جدوى الحياة ومعناها .

6-      الشعور بالعزلة وعدم الانتماء والسخط والقلق والعدوانية .

7-      الشعور باغتراب الذات عن هويتها وعن الواقع .

8-      الشعور برفض القيم والمعايير الاجتماعية .

أنواع الاغتراب :

تعددت أنواع وأشكال الاغتراب وذالك لتعدد الجهات التي  تناولات هذا المفهوم في عدد من العلوم كالطب والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع وعلم النفس ,  حيث وجدت للاغتراب أنواع عديدة منها : "الاغتراب القانوني , الاغتراب الديني , الاغتراب الاقتصادي , الاغتراب الثقافي , الاغتراب السياسي , الاغتراب التكنولوجي , الاغتراب الإبداعي , والاغتراب النفسي .

فالاغتراب النفسي مفهوم عام وشامل يشير إلي الحالات التي تتعرض فيها وحدة الشخصية للانشطار أو للضعف والانهيار , بتأثير العمليات الثقافية والاجتماعية التي تتم داخل المجتمع , مما يعني أن الاغتراب يشير إلي النمو المشوه للشخصية الإنسانية , حيث تفقد فيه الشخصية مقومات الإحساس المتكامل بالوجود والديمومة ,

كما يعد الاغتراب النفسي الحصيلة النهائية للاغتراب في أي شكل من أشكاله , إنه انتقال الصراع بين الذات والموضوع من المسرح الخارجي إلي المسرح الداخلي في النفس الانسانية , فالاغتراب النفسي لا ينفصل عن الاغتراب الديني أو السياسي أو الاغتراب الاقتصادي في الإنتاج والتوزيع والاستهلاك , ذالك لأن شخصية الإنسان وحدة متكاملة في جوانبها البيولوجية والنفسية والاجتماعية , كما هي وحدة مع العالم الذي يعيش فيه الإنسان بكل أبعاده المختلفة ,

وبالرغم من شيوع مفهوم الاغتراب النفسي إلا أنه من الصعب فصل هذا المفهوم عن جوانب الاغتراب الاخرى , وذالك نظراً لتداخل الاغتراب النفسي وارتباطه بعدد من جوانب الاغتراب الأخرى .

أبعاد الاغتراب :

تنوعت الكتابات والدراسات السيكولوجية والاجتماعية في تناول مفهوم الاغتراب وفي تحديد أبعاده ومظاهره , فمن أشهر الأبعاد انتشاراً وأوسعها استخداماً ,

 ( العجز , افتقاد المعني , افتقاد المعايير , العزلة , اغتراب الذات ).

أسباب ومصادر الاغتراب :

1-     أسباب نفسية :

الصراع : يحدث الصراع بين الدوافع والرغبات المتعارضة , وبين الحاجات التي لا يمكن إشباعها في وقت واحد مما يؤدي إلي التوتر الانفعالي والقلق وإضراب الشخصيةالإحباط : حيث تعاق الرغبات الأساسية أو الحوافز أو المصالح الخاصة بالفرد , ويرتبط الإحباط بالشعور بالفشل والعجز التام , بالشعور بالقهر وتحقير الذات .الحرمان : حيث تقل الفرصة لتحقيق دوافع أو إشباع الحاجات كما في حالة الحرمان من الرعاية الوالديه والاجتماعية .الخبرات الصادمة : هذه الخبرات تحرك العوامل الأخرى المسببة للاغتراب مثل الأزمات الاقتصادية والحروب .2-     أسباب اجتماعية :

ضغوط البيئة الاجتماعية والفشل في موجهة هذه الضغوط .الثقافة المريضة التي فيها عوامل الهدم والتعقيد .التطور الحضاري السريع وعدم توافر القدرة النفسية على التوافق معه .اضطراب التنشئة الاجتماعية حيث تسود الاضطرابات في الأسرة والمدرسة والمجتمع .مشكلة الأقليات والتفاعل الاجتماعي .تدهور نظام القيم وتصارعها بين الأجيال .البعد عن الدين .3-     أسباب اقتصادية :

يعد ظهور عدد كبير من الأفراد ذوي الدخل المرتفع وذوي الدخل المنخفض سبباً كبيراً يترتب عليه اختلاف في مستوي المعيشة والحياة والمظهر ويترتب على ذالك فقدان المعايير والقوة والوسائل التي يمكن بها زيادة السيطرة على الطبيعة مما يؤدي إلي غياب أصحاب الدخل المحدود في نفس المجتمع   مظاهر الاغتراب النفسي :

1-    فقدان القوة :

يتمثل في شعور الفرد بأنه لا يستطيع التأثير في المواقف الاجتماعية التي يتفاعل معها , وفقدان الشعور بأهميتها , وأن الفرد لا يستطيع توقع ما سيحدث له مستقلاً , ولا يجد تفسيراً مقنعاً لما يحدث من تغيرات في حاضره ,

2-    اللامعني :

الاغتراب هو اللامعني , وهكذا فإن الاغتراب يظهر عند الفرد الذي لا يكون لديه وضوح فيما يعتقد , وكذالك عدم توفر المستويات الدنيا من الوضوح في اتخاذ القرار , فالشخص المغترب يتسم بالتوقع المنخفض لإمكانية القيام بأي نشاطات وسلوكيات .

3-    اللامعيارية :

هي تلك المرحلة التي يصبح فيها الفرد مفتقراً إلي المعايير الاجتماعية المطلوبة لضبط سلوك الأفراد , وان معايير المجتمع التي كانت تحظي بالاحترام لم تعد تستأثر بذالك الاحترام الأمر الذي يفقدها سيطرتها على السلوك ,

العزلة الاجتماعية :

هي عبارة عن حالة ينفصل بها الفرد عن المجتمع والثقافة , مع الشعور بالغربة وما يصاحبها من خوف وقلق , وعدم ثقة بالآخرين , وتفرد الذات والإحساس بالدونية تارة وبالتعالي تارة أخري , ويكون ذالك لانعدام التكيف الاجتماعي , أو لضالة الدفء العاطفي ,

4-    الغربة عن الذات :

يعبر هذا المفهوم عن شعور الفرد بانفصاله عن ذاته لعدم القدرة على إيجاد الأنشطة المكافئة ذاتياً , وشعور بأن ذاته الخاصة وقدراته عبارة عن وسيلة أو أداة , ويعبر الفرد عن ذالك بعدم الانتماء واللامبالاة إلي عدم الاهتمام بمجريات الأحداث الاجتماعية , والعزوف عن المشاركة في النشاطات التي عادة ما تثير اهتمام الآخرين وتفاعلهم

علاج الاغتراب :"

4 – العلاج:

1-    التوعية المستمرة

2-    دمج الفئات من خلال اشراكهم بكل ما هو نافع

3-    التوعية الدينية

4-    توفير الفرص المناسبة  للحد من تلك الظاهرة

5-    تفعيل دور المؤسسات العاملة في المجال .

 
دمتم بحفظ الله ورعايته  .......


الباحث / حاتم مسمح
ماجستير صحة نفسية مجتمعية