نصوص شعرية بقلم:عبد الجبار الجبوري
تاريخ النشر : 2016-03-10
نصوص شعرية بقلم:عبد الجبار الجبوري


 قريبا من الشفاه بعيدا عن البحر
     عبد الجبار الجبوري

---------------------------
  1- (ما رواه البحر لها)


عم صباحا ايها البحر،فقد عادت اليك تترى امواج الليل، وهي ترقص طربا بطلة قمرك البهي ،وبحة صوتها يدخل اعماق الروح ،وصوت فيروز يجرحني(كيفك انت ملي انت)،وتعرف هي انني اجن في طلتها ،اجن في شفتيها الطاغيتين انوثة وبهاء،أجن في شهقة صبحها وهو يطوق وجهي بقبلة من شفتيها المرسومتين من الف عام على فمي، أحدثها الان بشوق غيمة ضلت طريقها ،ونجمة تدلني الى شفتيها، ها أنا اتلبك ويتلعثم حرفي كلما مر فوق اسمها،أو كلما إنحنى طربا لموسيقى خمرتها،تسكرني خمرة شفتها،وتسحرني لفتتة عينيها ويطربني صمتها،دعوني أقبل ضحكتها الذهبية من خلف زجاج البحر... واترك فوق شفتها طعنات لساني... ذكرى لا تمحوها ايامي....

                                   2-(أقول لها خذيني اليك)
عنوة تقودني خطاي اليها،لا مكرها ولكن،يخذلني قلبي،ولأني أرى في شفتيها، تنفتح ابواب السماء،ويخضر نخيل دمي،وتشرق شموسي، وهي غائبة من الف عام ،خلف جبال صدرها،ينهض البحر من بين نهديها اميرا على ضفافي،تحفه النجوم ويخفق بين يديه القمر،أخجل ان احضن عشبة روحها ،يفززني صهيل ليلها البعيد،امسك جمرة الليل ادفنها بجناح غيمة مهاجرة الى جزر النهار،ونهارها بعيد ارقبه واراه،كيف نلتقي وبيننا الخابور كله،وبيننا جبال من الطعنات،بيننا الليل كله،بيننا تاريخ من الخصام،بيننا مسلة الكلام،ابصرها شواكيء اللاذقية تفيض بروحي ولا اصل بعد اليها،تقول تعال،اقول لها يجرحني السؤال،تقول تعال ولا تأت اعرف انك هنا في اعماق المحال،اعرفك جبانا في الحب ويخذلك بوح المنال،تعال على صهوة نسمة،تعال على صهوة غيمة،تعال على ظهر نجمة،يكفيك دلال،ولا تكابر،يقتلني فيك عشق المحال،تعال ولا تأت،أعرف غربتك جرح يغوص في وجع القتال،تعال تنتظرك الشفاه،ويسأل عنك حلم الجبال،تعال بالله عليك تعال وارو عطش الروح وظمأ السهول للسؤال،تعال هذا مائي لا يرويه الا عطشك،وتلك سهول لا تخضر بدون مائك(بس تعال)،تجيء الدنيا معك،ويرقص فوق شفاهي وجع السؤال بس تعال بس تعال....

                             
 3- ( ضحكتها التي)

 
تغار منها طفولتي،طلتها التي تغار منها غيمتي،قامتها التي تغار منها قصيدتي،يااااااااه ايتها الانثى كم تربكني ضحكتك حين تفتح فمها القصائد وتحضن السماء،أعرف حرفي وجل وخجول،ودمعتي قرب خدي،وليلي طويل،تعالي امسحي بمنديل حزنك ايامي الغافية فوق نهديك،واكتبي فوق شفتي هذا قتيل الشفاه،وقتيل الغربة،وقتيل الحب،قمره مصلوب فوق اعمدة شفاهك وقصائده تترنم وتلهج باسمك ليل نهار،ايامه غرقى في بحر حروفك،ولياليه ملأى بأشجان نهارك البعيد،تعالي تعالي لا وقت لي سواك،كل وقت بلا عينيك هباء،كل دمعة تنزل من عيني قصيدتي هي تنطق حبا لحرفك،وكل قبلة اطبعها على شفاهك هي عنوان موتي،وموتي مؤجل ،من الف عام حتى يفيق البحر، على صدر غربتي ويعلن الرحيل،انت سيدة الوجع،وسيدة القبل،وسيدة العناقىالاخير قبل لحظة الموت....




قبلة على شفة الزمان))4-

 
:_
تجفل يمامات نهدها ، حين تلامس أصابع حرفي حلمة المطر ، تطير الى عينيها همسات الغياب ، وتغفو على نافذاتها أغاني الثلج ، ها أنا امسك غيمة صمتها ، وافلي صباحها البعيد،أمسد شعرليله، وأطفيء قناديل وجعه ، أسمي نجمتك المهاجرة روحي، واسمي شفتيك قداس قلبي ،واسمي البلاد انت ، تجيء قناديل الفراغ محملة بالشجن، فتضيء اروقة الظلام ، ويزهر من ايامها ، وجع الكلام ، ألم في ظهر القصيدة ، يؤرق افق البحر ، ها هي الان تلف يد الثلج بشاش الغياب ، وتطلق أهة القبل لشفة اللقاء البعيد، وأنا اعدو خلف غيمة لاترى ، في زمان لايجيء ، وسماء لاتخون، واغنية لم تعد تطرب البحر ، شاخت اناشيد الكلام، واخضر صمتها حزنا لمساء حزين ، كم اتلفني البوح في حضرة الغياب ، ها أنا امسك اهلته واطوف بها صحراء روحي ، فلا أرى غير مفازة تركض نحوي ، ونخلة كانت هناك ، وكمشة من مزامير الليل ، تصدح بلا صدى ، غير صدى العناق الاخير على نافذة الحلم ، هات يديك/ ايتها القبلة/ ايتها الغيمة / ايتها الانثى المستحيل ،لاقبل كف الزمان ، واهذي على صدر اليمامات الطريدة ، اغني لها اغنية لايفهمها الا أنت ، ولا يسمعها الا انت ، ولا يرقص للحنها الا انت ،وقصيدة كنت كتبتها لك وحدك ...انها قصيدة الوجع الاخير ، والمطر الاخير والقبلة الاخيرة على شفة الزمان ...