الحمدلله - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-02-27
الحمدلله - ميسون كحيل


الـحمـــدلله ..

فاز المحامي جاني انفانتينو برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) فالحمد لله. وخسر الشيخ سلمان بن ابراهيم من مملكة البحرين فالحمد لله. كما خسر الأمير علي بن الحسين من المملكة الأردنية الهاشمية فالحمد لله أيضا. فبعد جولات من التصويت استطاع انفانتينو الحصول على 115 صوتا أهلته للفوز برئاسة فيفا لسنوات قادمة بعد ان تغلب على البحريني العربي سلمان والأردني العربي علي بن الحسين! فالحمد لله .

الحمد لله هنا لأنها تؤكد موقف العرب من بعضهم البعض في الرياضة كما هو في السياسة وتكشف حقيقة مشاعرهم تجاه بعضهم البعض وتحالفهم مع الآخرين وقد يصل إلى أعدائهم من أجل إفشال تحقيق أقل المكتسبات في مشهد تكرر أكثر من مرة لإبعاد العرب جميعا بأيديهم وبمساعدة غيرهم . والموضوع ليس بمن هو أحق في تولي هذا المنصب وهذه المسؤولية بقدر بما هو مطلوب منا كعرب في دعم مرشح عربي واحد ولكن بالنسبة لي على الأقل كنت مدركة أن حظوظ الأمير علي بن الحسين بدأت تضعف بعد أن قرر لشيخ سلمان ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في لعبة مقصودة غير رياضية ! وتأكد يقيني بفقدان أمل الأمير علي بن الحسين بعد توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الاتحاد الأسيوي الذي يترأسه الشيخ سلمان والاتحاد الافريقي الذي يترأسه عيسى حياتو منذ عام 1988 ! وفي صفقة منظمة ومخطط لها وفي توقيت لا يحمل سوى مدلول واحد وهو سحب البساط من تحت أقدام الأمير علي بن الحسين!

والمخزي في الأمر أن نتائج الجولة الأولى كانت لصالح انفانتينو ايضا 88 صوتا ثم 85 صوتا لصالح الشيخ سلمان و27 صوتا لصالح الأمير علي وأما في الجولة الثانية التي جرت بين انفانتينو وسلمان فقد حصل الأول على 115 صوتا بزيادة 27 صوتا عن الجولة الأولى بينما حصل الثاني على 88 صوتا بزيادة 3 أصوات عن الجولة الأولى في سؤال ماذا لو اتفق العرب على مرشح واحد ؟ أو التنسيق فيما بينهم ؟ وبوضوح لم يكن المرشحان العربيان ومن يقف معهما يمتلكان الرغبة أو القناعة في دعم أحدهم للآخر. فالحمدلله ! لأن فوز انفانتينو يؤكد بما هو مؤكد أيضا أن فلسطين ضاعت بأيدينا كعرب !

ان كل ما تعلمناه ودرسناه عن العلاقات الأخوية العربية وعن وحدة العرب و وحدة موقفهم ودعمهم لبعضهم البعض مجرد أوهام وأكاذيب ولعبة لتسويق مؤامراتهم ولتحقيق رغباتهم المبطنة وأهداف الآخرين المكشوفة ! وهذا لم يكن جديدا علينا بل أدركناه منذ زمن حتى اللحظة التي أثبتت أنهم يفتقدون أيضا إلى الروح الرياضية. الحمد لله!

كاتم الصوت: الحمد لله أننا كفلسطينيون أعلنا دعمنا للأمير علي بن الحسين فلن يتم منع أحد من السفر وتصريحات الرجوب الأخيرة التجميلية في هذا الشأن توحي بأن الكرة ليست في ملعبنا...شكرا جبريل و هاردلك أميرنا الشاب فقد ربحت بعد ان كشفت حقيقة الأخرين.

كلام في سرك: يقال أن تشرشل سُئل ذات يوم عن رأيه في الشعوب ...فقال: إذا مات الانكليز تموت السياسة و إذا مات الروس يموت السلام وإذا مات الأميركان يموت الغنى وإذا مات الطليان يموت الإيمان وإذا مات الفرنسيين يموت الذوق وإذا مات الألمان تموت القوة وإذا مات العرب تموت الخيانة!!!

ملاحظة: زوجة انفانتينو عربية لبنانية...طرطوشة ولا البلاش