طوق النجاة - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-02-26
طوق النجاة - ميسون كحيل


  طوق النجاة

الحديث عن الفساد ومواجهته قصة لا يمكن أن تنتهي طالما هناك من يصمت ويغض الطرف عن الفاسدين .. ولا اعرف بالضبط لماذا عند الكشف عن أي قضية فساد يقوم بها أي مسئول حكومي مهما كان منصبه تقوم الدنيا ولا تقعد و كأن حرب عالمية قد اندلعت في الوطن المحتل !! السؤال الذي يؤرقني كمواطنة فلسطينية تعيش تحت الاحتلال لماذا الخوف على سمعة الفاسد  ؟! لماذا ندفع – غصبا عنا - نحن البسطاء من دمائنا وأعمارنا فواتير الفاسدين في كل مسلك ودرب من دروب حياتنا ؟! لماذا الهجوم الكاسح على النائب نجاة أبو بكر التي كشفت عن قضية فساد يقوم بها وزير ؟! لماذا يتم استدعائها من قبل النائب العام مع العلم أن القانون يحول دون استدعائها دون موافقة من المجلس التشريعي ؟! لماذا تنتفض السلطة على تصريحات نجاة ابو بكر ولا تعمل على فتح التحقيقات من اجل بيان حقيقة ما نشرته النائب عن قضية الفساد تلك ؟! هناك من يحتج ويقول بأنه يفترض أن تقوم بتقديم ما لديها من مستندات لهيئة مكافحة الفساد وليس عبر الإعلام !! هنا يجوز لي ولكل مواطن فلسطيني القول أن كل قضايا الفساد التي حققت فيها الهيئة كانت لصغار الفاسدين من رشاوي وما شابه أما أباطرة الفساد ومن قاموا بنهب الملايين فانهم غادروا البلاد قبل أن يتم الكشف عن جرائمهم رغم العلم المسبق بها !!

لم ترتكب نجاة أبو بكر أي جريمة سيما و أنها لم تفصح عن اسم الوزير الفاسد وإنما صرحت عن فساد موجود وموثق !! فلماذا يتم إخطارها عن طريق الشرطة بالمثول أمام النائب العام .. كان بودي أن تنتفض السلطة وتحاسب الفاسدين ومن نهبوا الملايين قبل هروبهم من المسائلة والعقاب !!

ان التذرع الدائم بأن الكشف عن الجرائم والفساد عبر وسائل الإعلام هو دعوى لإثارة الفوضى هو ذريعة واهية لا يمكن أن تنطلي على طفل صغير !! فالمعلوم أن التوجه للإعلام ضرورة سيما و أن قضايا الفساد الكبيرة يتم ضبطتها  خوفا على السمعة والفضيحة .. الجريمة يا سادة  ستظل سهلة وسيكثر الفساد والفاسدين طالما لم يوجد الرادع اللازم لإيقاف  تغول الفاسدين .. وان كانت نجاة أبو بكر قد أخطأت كما يرى البعض فهي لم تسرق ولم تنهب ولم تهرب وإنما أرادت الحفاظ على أموال الشعب فهي الأولى من أن نحميها ونخاف عليها من طغمة الفاسدين !! فهي طوق النجاة.

كاتم الصوت: كبار الفاسدين سيأتي يوما ليشكلوا حالة من الكبار في هذا الوطن مستقبلا!

كلام في سرك: عمر النايف ...شهيد بأي من الأيادي ؟