العمارة والسياسة الإسرائيلية وجهان لعملة ارهابيه واحدة بقلم: م. عمر السلخي
تاريخ النشر : 2016-02-13
العمارة والسياسة الإسرائيلية وجهان لعملة ارهابيه واحدة بقلم: م. عمر السلخي


العمارة والسياسة الإسرائيلية وجهان لعملة ارهابيه واحدة
بقلم : م. عمر السلخي/ رئيس مجلس ادارة مركز عبد القادر ابو نبعه الثقافي

     ان المستوطنات التي تحتل قمم الجبال في الضفة الغربيه ومحافظه سلفيت وترتبط بشبكة طرق ومحاطه بجدار وانشئت على فترات وتتوسع بشكل مضطرد تعكس عقليه تخطيطيه ومعماريه ارهابيه ، فالمعماري الإسرائيلي إيال وايزمان في كتابه (مناطق محظورة) يقول:​​ إنَّ فن العمارة لا يخلو من صبغة سياسية، وهو ليس نتيجة لأجندات سياسية بل وسيلة لفرضها، وتعدّ العمارة وسيلة للاحتلال - وسيلة تستخدمها الحكومة الإسرائيلية من أجل فرض مصالحها.

تطور نواة العمارة الاسرائيليه:

نشأت العمارة الاسرائيليه في عام 1936معتمدة على نظرية السور والبرج ، والتي عرضت في معرض باريس الدولي عام 1937، كنموذج يمثل النواة الاساسية للعمارة الإسرائيلية،فالفكرة هي عبارة عن إنشاء حيز قطعة من الأرض 35 متر × 35 متر محاطة بجدار من الخشب.. جدار خشبي وأسلاك شائكة في وسطها موجود برج مراقبة، ومجاورة سكنية مكونة من أربع وحدات سكنية وبها حوالي 40 شخص، و هي فكرة استيطانية تسللية، تقوم على إنشاء هذه البؤر والبقع في أماكن مختلفة من الضفة الغربية، وهي امتدادية للمستوطنات فيما بعد، فسلاسل الكيبوتسات كانت تبنى على شكل شبكات ومجموعات والأبراج فيها كانت تستخدم كآلية اتصالات يتم من خلالها إرسال أكثر من إشارة للمستوطنات الأخرى، وكانت المستوطنات تعمل معاً كمجموعة شبكية متواصلة محصنة، بهدف زيادة الحدود الإسرائيلية وتقليص ممتلكات الفلسطينيين.

 فالسورمهمته ليس مجرد الحمايه وانما هو محاولة للاستيلاء على أكبر عدد من الأرض بأسرع وقت ممكن، فأول ما يباشر بالعمل هو انجاز السور، بالتالي الاستيلاء على الارض، ثم وضع البرج للمراقبة ، و تكوين البيوت التي قد تنجز في ليله واحده من خلال النماذج الجاهزه.

لذلك كانت المستوطنات تقوم بوظيفتين في آن معاً، وظيفة مدنية وثانية عسكرية استيطانية لتنفيذ رؤى وسياسات مطابخ صناعة القرار الإسرائيلي والتي تطور نمطها الطبوغرافي لاحقا.

نظرية السور والبرج هي عبارة عن فكرة سلاح ذو حدين، فتظهر بريئة في أساسها كونها تحمل مهمه دفاعيه ومراقبه ، ولكنها عدوانية استيطانية في مضمونها وجوهرها  للشعب الفلسطيني.

 

فالكيبوتسات، تسببت في تهجير الفلسطينيين أهل هذه الأراضي وأصحابها وهي تمثل أبشع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان والتمييز العنصري واغتصاب الأرض وحقوق الانسان.

جدار الفصل العنصري:

جدار الفصل العنصري هو بشكل ما استمرارٌ للمشروع الاستيطاني، وهو الذراع الاخر له، فالمستوطنات أقيمت في عمق الأراضي الفلسطينية والجدار يعمل على ضم أكبر عدد ممكن من المستوطنات في داخله على حساب الأرض الفلسطينية، وهذا هو المنطق خلف الجزء المتعرج منه، وهذا ما يعرف في محافظه سلفيت باصبع ارئيل ، فهو خلاصة مشروع (شارون) الاستراتيجي الاستيطاني والذي يقصد به إحكام السيطرة المطلقة على الضفة الغربية، بالتالي قطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينيه .

 فالجدار يقصد به تقسيم الأرض الفلسطينية إلى أجزاء متناثرة، فهوأكثر منه جداراً خطياً واحداً، فهناك حواجز وأسيجة وخنادق ومصدات أسمنتية موزعة في طول وعرض الضفة الغربية، ولا ينظر إليه على أنه حد خطي يفصل بين جهتين فقط، بل هو واقع يخلق أجزاءً مبعثرة ومفتتة.

فالمستوطنات تفصل محافظة سلفيت الى ثلاثة كنتونات غير متواصله في حال استكمال المخططات الاسرائيليه في المنطقة.

اذن فخطر العمارة حين يقترن بالسياسة والاستعمار ومنهجياته يصبح بأثر الدبابة على الواقع ويزيد ، فالمعماريون الاسرائيليون ينتهكون الحقوق الإنسانية والسياسية للفلسطينيين.

العمارة والتخطيط اداة ارهاب استيطان اسرائيلي في محافظه سلفيت

تعتبر العمارة علم و فنٌ وإبداع، يتحلى بالبراءة والجمال، لكن العمارة الإسرائيلية أبعد ما تكون عن ذلك، فالتخطيط المعماري الإسرائيلي أداةً ارهابيه احتلالية غير مباشرة، فبناء المستوطنات بشكل استراتيجي ومدروس احتل قمم الجبال في محافظه سلفيت ، حيث يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة وتمييزها من خلال سقوفها القرميدية الحمراء،التي تطل وتشرف على التجمعات الفلسطينية و المنافذ الاستراتيجية للطرقات ، بحيث يتم بعثرتها وعزلها، وقد نجحت هذه الخطة تماماً، نجاحها من ناحية معمارية ونجاحها من ناحية استراتيجية سياسية، في تحقيق الهدف المطلوب والمرجو في وضع اليد على النقاط الاستراتيجية.

فالمستوطنات تعكس  الثنائية أو القطبين، ، الأعلى والأسفل، الأعلى المستوطنة في أعلى الجبل، الأسفل المدينة اوالقرية الفلسطينية، الأقوى والأضعف، المُسيطِر والمُسيطَر عليه.

فتوزيع المباني يكون حول فراغ كبير في وسط المستوطنه ، وفي الأطراف تأتي البيوت من الجهات الأربع للتلال وبالتالي فان المستوطنة ممكن إن تنمو بسرعة ، وهذا معد بالتخطيط المسبق فالفراغ في الداخل لتكون كمدينة مركزية فيها الأسواق ، ومحصنة بالبيوت التي يمكن ان تمتد إلى ما هو أوسع مستقبلا.

حتى شكل المباني  (X)وهو النموذج للوحدات الاستيطانيه الذي  يسمح الرؤية من جميع الجهات الأربع ليشكل نموذجا للمراقبه ، كذلك التوزيع الفراغي للمبنى، بحيث إنه صارت غرف المعيشة، وغرف صالات الاستقبال باتجاه المستعمرة للخارج من أجل الإطلالة والمراقبه ، في حين ان غرف النوم والغرف الخدمية الأخرى باتجاه الداخل، فالتصميم الداخلي للبيت هو تصميم أمني.

اما البنية التحتية لشبكات المجاري صممت لتصب في اراضي المحافظه بشكل متعمد،لتشكل ضغطا على السكان ، فمجاري مستوطنتي ارئيل وبركان الصناعيه تصب في وادي المطوي في مدينه سلفيت مرورا بواد بروقين وعين الفواره في كفرالديك لتلوث مياه الينابيع وتدمر البيئه .

شارع عابر السامره يقسم المحافظه الى نصفين ، ومعظم الشوارع الالتفافيه يمنع الفلسطيني من استخدامها حتى الجسور صممت بحيوث يمر من فوقها المستوطن ومن تحتها الفلسطيني .

فجميع هذه الدلالات تدل على أن العمارة الإسرائيلية هي عمارة سياسية  احلاليه ارهابيه.

المنافسة مع التجمعات الفلسطينيه.

وجود المستوطنات على القطبيه  ، فدائماً فيه قطب المستوطنة وبالطرف الآخر لابد أن يكون هناك الفلسطيني أو القرية الفلسطينية، أو الموجودة بالأسفل، هذه الفكرة ثنائية، الشعور بالهيمنة والسيطرة دائماً لانها قضية إحلال، قضية قرى وبلدات بديلة، قضية تجمعات فلسطينيه  أصلاً قائمة ومدن تنافس أو تتواجد لتقول نحن هنا، أنا وأنت ، مقولات التحيزية الحيزية المكانية.

مستوطنة (ارئيل)كبرى المستوطنات في المحافظه .. يجب أن تكون عندها احتمالية التوسع وأن تنافس أيضاً مع مدينة سلفيت مركز المحافظه من ناحية الكثافة السكانية، فجميع بلدات المحافظه ال (18) ممنوعه من التوسع في مخططاتها الهيكليه الا بموافقه اسرائيليه ،في حين تتوسع (23) مستوطنه تحتل قمم الجبال في اراضي المحافظه دون حسيب او رقيب.

العمارة عندما تتحول أداة سياسية استعمارية  ثمة علاقة وطيدة بين العمارة وسلطة الحكم، وهي علاقة تاريخية قديمة متجددة تنبعث بالعديد من الصور والأشكال، وهي براغماتية مصلحية تعمل باتجاهين، والعمارة كانت تاريخياً ولا تزال"نخبوية"تخدم فئات معينة بالمجتمع وتلتصق بالطبقة المتنفذة والبورجوازية وصناعة القرار.

فالعمارة الإسرائيلية أبعد ما تكون عن العمارة بمفهومها الحضاري، فما هي إلا تنفيذ لسياسات ورؤى استيطانية تهويدية للأرض والشعب الفلسطيني وارثه التاريخي والحضاري .

والمعماري الاسرائيلي هو جندي من جنود الاحتلال ولكن بلباس مدني متخفي يؤدي سياسات استيطانية اسرائيليه في الضفه الغربيه .

                 نعم فالعمارة والسياسة الإسرائيلية وجهان لعملة ارهابيه واحدة.

 العمارة عندما تتحول أداة سياسيةاستعمارية 
ثمة علاقة وطيدة بين العمارة وسلطة الحكم، وهي علاقة تاريخية قديمةمتجددة تنبعث بالعديد من الصور والأشكال، وهي براغماتية مصلحية تعمل باتجاهين، والعمارةكانت تاريخياً ولا تزال"نخبوية"تخدم فئات معينة بالمجتمع وتلتصق بالطبقةالمتنفذة والبورجوازية وصناعة القرار. فالعمارة الإسرائيلية أبعد ما تكون عن العمارة بمفهومها الحضاري،فما هي إلا تنفيذ لسياسات ورؤى استيطانية تهويدية للأرض والشعب الفلسطيني وارثهالتاريخي والحضاري .والمعماري الاسرائيلي هو جندي من جنود الاحتلال ولكنبلباس مدني متخفي يؤدي سياسات استيطانية اسرائيليه في الضفه الغربيه .                نعم فالعمارة والسياسة الإسرائيلية وجهان لعملة ارهابيه واحدة.