عايدة الربيعي في معرضها التشكيلي الرابع، (جدل ديالكتيكي على الخيش)
تاريخ النشر : 2016-02-03
عايدة الربيعي في معرضها التشكيلي الرابع، (جدل ديالكتيكي على الخيش)


عايدة الربيعي في معرضها التشكيلي الرابع، (جدل ديالكتيكي على الخيش)

من اجل توظيف فنون الميديا في تدعيم الفكر الإبداعي للفنان العراقي للتعبير عن ابتكاراته، رعت مؤسسة النور للثقافة والإعلام، وعلى صفحات مركز النور الثقافي- السويد، المعرض الشخصي الرابع (الرقمي الأول) للفنانة العراقية عايدة الربيعي  .

كتب الصحافي محمد إسماعيل:

( دعت إلى توظيف التكنولوجيا فنياً )
" وظفت الفنانة عايدة الربيعي الإعلام الالكتروني، في نشر أعمال معرضها الشخصي الرابع، رقميا، برعاية مؤسسة «النور» للثقافة والإعلام، قائلة: « من اجل البحث والتخاطب البصري على نحو غير مسبوق؛ ولدت تجربتي الرقمية الأولى «جدل ديالكتيكي على الخيش» في طموح حقيقي لتغيير أدواتي، كفنانة تشكيلية، بعد تجاربي الثلاث السابقة» مؤكدة: «التقدم نحو المغايرة، طموح مشروع لكل فنان معاصر، في تحويل أدواته، بالتخلي طواعية عن سيادة منطق واحد بين إنتاجه السابق وما يختزنه في الذاكرة وبين ميله الطبيعي للابتكار."

طراز عصري
وقالت: « يجب على المبدع أن يبتكر ويكتشف مناطق أخرى ليأتي بجديد ذي فرادة، تمثل طرازا عصريا في مسيرته الآنية، التي ينصهر فيها الحاضر والماضي! رهن الحداثة».
أوضحت الربيعي: «اعتمدت في اختيار الوجوه (البوريتريهات) لشخصيات تأثرت بقراءة افكارهم وكتاباتهم، ابقيتها حبرا اسود مع اضافة قليلة للون، مستنبطة منها لوحة في الحياة الصامتة واخرى في الحروفية وواحدة اخرى عن صورة فوتوغرافية تمثل المسير الحسيني الأربعيني» مشيرة الى انها اختيارات الهمتها الدخول مع الخيش في جدلية رقمية، استندت فيها الى معايير رقمية تكشف عن قيمة العمل الفني بدلالات تعبيرية كامنة في بنيته الشكلية؛ للإفادة من التكنولوجيا الجديدة.

ايمان مطلق
يذكر ان الربيعي اقامت العديد من المعارض في العراق ومصر، وتناول النقاد تفاصيل لوحاتها الإبداعية، إذ قال الناقد د.جواد الزيدي في أحدى اضاءاته حول الربيعي ان» الفنانة عايدة تنتمي الى الطراز التعبيري في الفن لايمانها المطلق بأنه السبيل الوحيد لتقديم رؤاها الفكرية على هيئة رموز ملونة فوق قماش لوحتها، بما تفرضه طبيعة الظرف الخاص الذي جمعها مع فنانين آخرين يبصرون لاحلامهم المدمرة من خلال فضاء وطن اللاعودة، وان الموضوعات المجردة في مثل هذه الحالة لا تملك طاقتها التعبيرية المؤثرة في ضمير المتلقي والفنان على السواء، وهو ما تكشفه اعمالها على مدى سنوات طويلة". ))

كما كتب المهندس ( محسن شوكت) :

" تقدم هذه الاعمال مقترحا جماليا لرؤية الوجوه . وذلك بوضع حاجز بينها وبين العين . . لكي نرى الآخر من داخلنا علينا ان نضع حاجزا ما بيننا وبينه .. هذه الطريقة في النظر تضرب في عمق فلسفة الجمال . كلما اقتربنا اكثر كلما بدت الوجوه اقل جاذبية . الفراغ بين العين والصورة المرئية لا يصلح ان يكون وسيطا جماليا . كل الوجوه مؤثرة اذا وضعت وراء حجاب ما . هذه الفكرة تتحرك في اكثر من عمل للفنانة ( حتى خارج هذا المعرض ) وهي فكرة صحيحة الى حد كبير. حين لانرى من نكلمه فإننا غالبا ما نحمل عنه صورة افضل . وتزداد الصورة قوة حين لا نسمعه ولا نلمسه، و نصل أقصى درجات الجاذبية حين تتعطل جميع الحواس ولا تبقى سوى صورة متخيلة . انها ذروة الحجب وهي فكرة الله نفسه. ولكي لابنبتعد عن المعرض فاننا نرى ان محاولة الفنانة بغض النظر عمن يقف وراء غلالة الخيش هي الضربة الكبيرة .. تتجنب (عايدة الربيعي) لقاء المباشر للأعين . تضع شخوصها عادة وراء حجاب وتضع حتى صورتها ايضا . ارجوكم لا تقتربوا كثيرا .. لا تجعلوا الفراغ المطلق وحده يتوسط بينكم . ضعوا أي شئ آخر : خيش , دخان , عتمة نظارات وما الى ذلك . واذا اضطررتم للقاء فيفضل ان تبقوا مسافة كافية بينكم . إنها تلك الفكرة السرمدية التي تمنح كل الوجوه جمالا و توظفها الفنانة عايدة الربيعي في معرضها هذا . هذه الفلسفة تخفف من قسوة العين وقسوة التفاصيل وتجعل كل شئ موضوعا للتأمل".

وعلق الناقد الكبير ( د. حسين سرمك ):

" إن التجريب من المفاتيح المركزية في تطوير الإبداع .. فبالتراكم تتحقق القفزات الكبرى في الفن وتتأسس المدارس الفنية.. وكل هذا يأتي بالجهد الفردي الفذ .. وقضية الجماعية في الفن كذبة .. وجهد عايدة هذا جهد فريد .. ليس المهم فيه البورتريهات أو المشاهد بل إيحاءات "الخيش" وهذا الامتزاج بين الشخصية وأرضية الخيش وكأنها تذكير بسطوة الموت .. أو كأن صوت الحضور ينادي متلاشيا من عمق الفناء .. إنّه "جدل الحياة والموت (في) الخيش) .. تحية لأختي الفنانة المبدعة عايدة الربيعي ".

أما الفنان التشكيلي العالمي( ستار كاووش) كتب معلقاً:

" نهارك طيب عزيزتي المبدعة عايدة ، ألف مبارك على هذا العرض الجميل ،استخدامك للمادة الخام ، الخيش أو الكافاس رائع وجميل وهذه المادة غير صمّاء وفيها مسامات تعطي حياة للأعمال وتجعلها تتنفس ، كذلك وظفت بشكل رائع ومبتكر الزوائد التي في الكانفاس وحدوده غير المنتظمة . ثم اختيارك الرائع للأشكال الدائرية أو البيضوية للعمل الفني وهنا جعلتيه غير تقليدي ومغاير . الأعمال تكاد تكون أحادية اللون وتقترب من الأعمال الكرافيكية وهذا أيضاً يحسب لك لأنك بألوان قليلة عبّرت عن تقنيتك ومواضيعك في هذه الأعمال . هناك ملاحظة حول تعدد الاساليب في معرض واحد وكأنه لعدة فنانين وليس فنان واحد وكان ربما من الأفضل برأيي الشخصي هو أن تكون الأعمال تقترب من بعضها من حيث الموضوعات لتكوّن مناخ واحد ورؤية مشتركة أي تفتح لنا نافذة واحدة نطل منها على معالجاتك ورؤيتك وتقنيتك الرائعة، لا أن تفتحي لنا عدة نوافذ وبهذا ربما يتشتت المشاهد. عموماً المعرض جميل والتقنية فيها أختزال وبساطة مؤثرة وجميلة . مع الاسف الصور لا يمكن تكبيرها لرؤيتها بشكل أفضل وأنا متأكد أن الأعمال الاصلية أكثر جمالاً وتأثيراً من الصور . عموماً لا أعرف أن كنت وظفتي الكمبيوتر في تنفيذ الأعمال أم لا لأن بعض الخطوط تبدو حادة وصعب وضعها على سطح مثل هذا السطح الخشن . يبقى هذا كله أنطباع شخصي أقوله فقط لأن أعمالك أعجبتني ولفتت أنتباهي . أمنيات بكل الخير الذي تستحقينه والنجاح كله في خطواتك القادمة".