عماد - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-01-13
عماد - ميسون كحيل


عماد

قد يتجاهل الإنسان حقائق كثيرة إلا الموت - هذا المجهول المعلوم- لا نستطيع تجاهله أو المرور عنه مرور الكرام فهو يسلبنا أعز و أغلى البشر دون سابق إنذار وغالبا دون وداع !!  هذا الموت الحقيقة الوحيدة في عالمنا الحاضر يتحكم بنا و في أقلامنا ويحدد لنا نوع الفعل الذي نستخدمه وقد حدده سالفا ومنذ اختراع قواعد النحو.. بالفعل " كان  " شيئا من الماضي ! ولذلك سأتجرأ و أتجاهل لأتحدث عن فقيدنا العزيز الذي غادرنا اليوم بصيغة الحاضر فهو إن غاب عنا جسدا فهو ساكن في قلوبنا و في ما تبقى من حياتنا فهو قطعة منا .. أحدثكم عن عماد الذي سلبنا إياه الموت على عجالة ولم يترك للفتى الوقت لتحقيق أحلامه وطموحاته التي أعد لها العدة سنوات طويلة في الكد والاجتهاد والدراسة حتى حصل على ما أراد لكن القضاء والقدر كان  له أسرع !!  عماد من أرق و أجمل البشر كيف لا وهو ابن أمي الذي لم تلده  والأخ البار والطبيب الذكي البارع المتواضع الذي يحنو على الفقراء ويخصص لهم من علمه وماله ما قد يخفف عنهم أوجاعهم وشدة فقرهم !! عماد ابن خالي العزيز وزهرة قلب والده محمود الذي رعاه و أحسن تربيته حتى ينفع به الناس لكن سنة الكون والحياة ان يتغلب الموت الذي إن لم يصبنا اليوم سينجح بالتأكيد غدا أو بعده !!

ستستمر الحياة وستبقى صور الأحبة الذين رحلوا في القلوب منقوشة بألوان الورود ولا تغادرها إلا بمغادرة النبض الأخير للقلب ومغادرة الروح للجسد..ولان ثقتي وإيماني عميق بأن الله يصطفي إلى جواره خير الناس و أحبهم إليه لا يسعني إلا أن أقول رحمة الله عليك يا عماد والصبر والسلوان لخالي العزيز وزوجته ولوالدتي وأشقائه وشقيقته ولكل من عرف وأحب عماد . فقدر الفلسطيني ان يرتبط بالرحيل !

وإنا لله وإنا إليه راجعون.