ما بين الريشة والقلم
تاريخ النشر : 2016-01-07
ما بين الريشة والقلم


مابين الريشة والقلم , بقلم لطيفه شتات
خاص لدنيا الوطن

لريشة رسام .. وللقلم خطاط ... وما أجمل أن يُجمع الرسم والخط والخطاط في فنانٍ جمع بين الريشة والقلم , ليجسد لنا في لوحاته
معنى الجمل والإبداع الحقيقي .

الخطاط هاشم كلوب , من قلب غزة الأبية الصامدة , موهبة حديثة متجذرة في هذه الأرض المباركة , فلسطين , لوحاته ومخطوطاته جمعت مابين الأصالة والحداثة ,ليعطي لناظر مزيجاً من وحي فنانٍ متميز عن غيره بإسلوبه في تلكـ اللوحات والرسومات , فمن يرى رسوماته يظن أنها صوراً حيّة صورت بأحدث الكاميرات ,لكنها في الحقيقة رسوم ومخطوطات صُنع أنامل فلسطيني .

لا أبالغ في وصفه , فهو الخطاط الأول الذي كتب القرءان الكريم كاملاً على لوحاته , واستمرت مدة كتابته للقرءان مايقارب الخمس أعوام , وكان بمقدوره كتابته بأقل من ذلكـ بكثير لكن بسبب الظروف الاقتصادية وماتحتاجه تلك الكتابة من مواد , بالاضافة لأن الخطأ في حركة او حرف يجعله يعيد كتابة الصفحة
مرة اخرى او مرتان وقد تصل لثلاث أو أربع , كيف لا وهو القرءان الكريم , القرءان الذي يجب أن يتحرى به الدقة , لكنه صمم على ذلك وبعزيمة ليس كمثلها عزيمة كتب القرءان كاملاً
, ومع كل كلمةٍ فيه كان يرددها لتُرفع له حسنة عند الله , والحسنة بعشر أمثالها .

هاشم كلوب الخطاط الأكثر شهرة على الإطلاق في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة ,يحمل بين تجاعيد كفيه حكاية , حكاية بدأت مع كل لوحة , لكنها لم تكتمل , فكيف لها أن تكتمل والمواهب مكبوته في غزتنا الأبية ولا يوجد من يتبناها ..؟!حلم هاشم كلوب بسيط , لكن البسيط ممنوع في فلسطين المحتلة , أكبر أمنياته
أن يعلق القرءان الكريم على جدران المسجد الأقصى , هل كثير ذلك ؟ كلا , انه شرف لنا جميعاً لكن الوصول للقدس صعب عليه وعلينا أيضاً , وتعليق المصحف كاملاً أيضاً صعب بفعل
وجود الاحتلال .

من الملاحظ أن هاشم كلوب قد عمل عدة معارض برعاية البلدية وغيرها وآخرها معرض بمناسبة يوم اللغة العربية , بالأضافة لرسوماته التي زيّنت معظم جدران مدارس غزة وغيرها .

أتساءل لما على تلك المواهب أن تبقى مكبوته لا تجد من يدعمها , ففي الرسم حياة , وفي القلم حياة , وكلاهما مقاومة وكلٍ يقاوم على طريقته .