صدور رواية الهروب للروائي والسينمائي سليم دبور
تاريخ النشر : 2015-12-31
صدور رواية الهروب للروائي والسينمائي سليم دبور


القدس - صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع– القدس – رواية ” الهروب ” للكاتب الروائي والسينمائي” سليم دبور” : تقع الرواية في (455) صفحة من القطع المتوسط ، أهدى سليم دبور روايته إلى قلوب لا زالت تنبض بالحب وضمائر حية لا زالت تقاوم!
رواية الهروب هي الجزء الثاني لرواية صابر الصادرة في العام 2013، وهي تتمة لمرحلة الصراع الفلسطيني ما بعد اتفاقية أوسلو، حيث تسجل الوقائع بأسلوب روائي لم يخلُ من التهكم أحياناً لنقل الحقيقة الى القارىء كما هي بأسلوب مشوق وممتع.
.ويبقى السؤال هنا ” هل جاءت رواية الهروب ليؤكد أيوب ما رواه صابر في الجزء الأول؟
"أرى كل شيء قابلاً للتغيير إلا الخبر. خبر مأساتنا، ضياعنا، شتاتنا. خبر ترابنا الأحمر الرطب، وعينان دامعتان ترقبانه عن مسافة لا تُقاس أبداً، ولا تقوى على الوصول”. لعن كل واحد ساهم في نكبتنا. كل واحد دون استثناء….” رواية صابر".
ليؤكد نكبة الفلسطيني التي لم تنتهي بما سمي معاهدات سلام!
وحتى يومنا هذا وبالرغم من أن الهروب أنجزها الكاتب في العام 2004 الا أنها سجلت في الزمن الماضي أحداث حاضرنا : "رباه! جاءني مخاض الألم فأنجبت روحي نفساً شقية. رباه! إن كان رصاصهم تطهيراً لعرقنا فلا اعتراض ولكن لطفاً بالأطفال البقية. رباه! كم ابتسامة اغتالها المحتل من شفاه أطفال أزهقت أرواحهم الزكية. رباه! إن كنت قد حببتهم بمذاق دمنا فلا اعتراض، ولكن دع قسماً لخدمة القضية. رباه! حاشاك أن أكفر بك، ولكن لم تعد دماؤنا إلى هذا الحد سخية. رباه! إن كنت قد أمرتهم بذبح الركع السجود فلا اعتراض، لكن لطفاً بالأم الشقية….. ” رواية الهروب”.
وفي الهروب يسلط الكاتب الضوء على همجية الإحتلال، حتى جرعوش المختل عقلياً لم ينجُ من همجيته وعربدته وتعذيبه الوحشي: " في بداية العام الجديد، وبينما كان الناس يحتفلون بانقضاء عام من أعمارهم واقترابهم من الموت عاما، ألقت فرقة خاصة من جيش الاحتلال القبض على جرعوش وهو يوزع المئونة على فقراء المخيم وهو ملثم. اعتقلوه وعذبوه بقسوة حتى اعترف بأمور لم يفعلها، لا في أحلامه ولا يقظته. اعترف أنه قتل عشرات الجنود ببندقية خشبية، ودفن جثثهم في لا مكان، واعترف أنه كان يخطط لتفجير دولة الاحتلال بقنابل ذرية وكيماوية حصل عليها من الرئيس صدام، واعترف أنه نظَّم خلية من مخلوقات الفضاء، وتآمر معهم على سحق عرش شارون، واعترف عليَّ وعلى أيوب أننا أمسكنا العميل وسلمناه إلى رجال المقاومة ليقتلوه. اعترف من شدة التعذيب لا الخيانة لصدام أو لكائنات الفضاء الإرهابية. أنا أعرف أساليبهم في التعذيب جيداً". الهروب
ويهرب بطل الرواية صابر من الحقيقة الموجعة ويشكو ضعف الأمّة الإسلامية إلى صلاح الدين الأيوبي: "كانت حيطان قلبي فيما مضى مزخرفة بالحب والحياة، لكن اليأس البغيض سرق كل شيء، ولم يترك لي سوى الوجع. صرخت صوتاً مجلجلاً لأوقف مقطوعة الشر واللؤم، فإذا بي أسمع دربكة خيْل تكسر صمت المكان، وتهزم صوتي. نهضت وأطلقت بصري لأرى من يمتطيها، فإذا بفارس مغوار يستل سيفه ويرتدي ثياب الفروسية. يا له من شعور جميل! إنه صلاح الدين. نزل عن جواده، وضع السيف في غمده وتقدَّم نحوي، وقال بغضب: "رأيت قوماً يحكمون فلسطين، يأسرون الأقصى ويدنسونه بعد أن حررته من الصليبيين، يذبحون الأطفال، ويغتالون الأبطال، ويقطعون الأشجار، وينسفون المنازل فوق أصحابها، هل عاد ريتشارد قلب الأسد من جديد؟" قلت مندفعاً: " ريتشارد بريء. إنهم الصهاينة." قال غاضباً: "ألم يبق في العالم مسلم واحد يخاف الله فيعدّ جيوشه لمحاربتهم، ويحرر الأقصى من دنسهم؟!" أضحكتني كلماته وقلت: " إنهم كغثاء السيل! يشاهدون أسر الأقصى منذ أعوام طويلة دون أن تتحرك بهم النخوة. ألا تقاتلهم يا صلاح الدين؟" تنهَّد بقوة، وقال: " والله الذي لا إله غيره، لو يعيدني الله إلى الدنيا لأقاتلهم حتى أحرر فلسطين، ولأحارب أولئك المخنثين الذين يدّعون الرجولة وهي بريئة منهم" الهروب.
في الهروب نفذ صبر صابر الفلسطيني وتم مطاردته من قبل الاحتلال، فلجأ إلى الجبال برفقة صديقه أيوب: " لجأنا إلى الجبال وتعانقنا مع أسودها. دربونا على كل شيء يملكونه، وزودونا بكل مهارة يعرفونها. لم تمنعنا أقدامنا من الكر والفر. أتقنا اللغة التي يفهمونها جيداً. أصبحنا أسوداً، النار زئيرنا. اتخذنا من مغارات الجبال سكناً، ومن صخورها غطاء، ومن الحصى والقش فراشاً. عين تنام، وأخرى تحرس المكان". (الهروب ) معلنا بهذه العبارات هروبه من وهم السلام الذي لم يجلب له سوى المزيد من الذل والدمار - إلى المقاومة. ويتوقف صابر عن سرد معاناته لصورة والده الميت بهذه الكلمات: "أعذرني يا أبي! لا أستطيع الكلام أكثر …أقسم بدماء ضحايا جنين أن صبري قد نفد…أعفني الآن من الكلام…أعدك أنني سأخبرك عن كل جديد إذا أمطرت سماؤنا الجافة بأي جديد. سأخبرك بكل جديد شرط أن يكون الجديد عدلاً بدل الظلم... حرية بدل العبودية…سجَّل أيها التاريخ المحايد. صابر وأيوب لا ينحنيان، لا ينهزمان…أمعائنا خاوية، حلوقنا تشتاق للماء النقي الممنوع... أحلامنا مقطعة…لكننا لن نستسلم...". الهروب