مفيش صاحب بيتصاحب
يوثق الفن بأشكاله المتنوعة حياة الشعوب بمختلف طبقاتها ويمكن قراءة واقع أي فترة من تاريخ أي شعب بناء على ما أنتجه فنانو تلك الفترة عبر الحكايات والشعر والغناء والموسيقى الخ ... كان يتم ذلك بشكل لا إرادي أو غير مقصود على الأغلب .. لكن هذا لا يمنع من أن هناك من نجح في تمجيد وتخليد ذكراه عبر أي نوع من أنواع الفنون كشخصية ذات صفات إنسانية أو وطنية وهي على العكس تماما من ذلك بمساعدة من أهل الفن .. ولنا في الحكام العرب أقرب و أوضح مثال على ذلك !! ما أردت قوله في هذا المقال الذي أظن أنه مُلح بالنسبة لي على الأقل هو طغيان بعض الأغاني لبعض الفرق المصرية والتي تتحدث وتمدح الجريمة والعنف مثل أغنية " مفيش صاحب بيتصاحب " ومثيلاتها من تلك الأغاني التي يُجبر كل من يسير في شوارع و أزقة غزة على سماعها .. لا أنكر أن ارتفاع الصوت العالي للاغاني في غزة منذ وعيت على الدنيا فيها .. فكل أغنية جديدة " وضاربة في السوق " سواء كانت وطنية أو رومانسية كنا ولا زلنا نسمعها في كل مكان !! إلا أن ما يهمني هنا أعزائي القراء هو الانحدار الذي وصلنا له .. ربما تعبر أغنية " مفيش صاحب بيتصاحب " عن واقع الحال في الشارع المصري إلا أنني لا أريد تصديق أن الأغنية تعبر أيضا عن الواقع الغزي أيضا كما اخبرني بعض من سألتهم عن سر اعحابهم بها وبأخواتها !! ولم استغرب أن كثير من المراهقين الغزيين يحفظون الأغنية عن ظهر قلب !! إلى هذا الحد وصل بنا الحال ؟؟!! وهنا لا بد من الاعتراف بأن هذه الأغاني تعبر عن الواقع الذي تحياه الطبقة الشعبية العربية بفعل السياسات التي مارستها وتمارسها الأنظمة الديكتاتورية فتفشت الجريمة والمخدرات واندحرت الطبقة الوسطى نحو القاع بينما هناك طبقة تمتص وتستحوذ على خيرات الأوطان فكانت النتيجة كما نرى .. طبقات مسحوقة تعبر عن حياتها بالطريقة التي تعيشها بالفعل من تمجيد للقتل والجريمة والعنف!!
كاتم الصوت:تراث الموسيقى مرحلة حضارية راقية يجب المحافظة على استمرارها فالأغنية الشعبية الفلسطينية في وجدان الانسان الفلسطيني
كلام في سرك:برامج المواهب المتعددة والمتنوعة تعتمد في المقام الأول على الربح المادي وتخضع النتائج النهائية إلى حسابات مجموعة من الأطراف ـ الإستثناء الوحيد في كل هذه البرامج- محمد عساف!