بيرم التونسى و التعاون الكلثومي بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2015-12-05
بيرم التونسى و التعاون الكلثومي  بقلم:وجيه ندى


بيرم التونسي والتعاون الكلثومى
وجيــه نـــدى المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى - كانت أم كلثوم.. تعيش دائماً في قلب الأحداث.. رغم انشغالها بأمور الفن والألحان.. وهي لم تنفصل في يوم من الأيام عن هذه الأحداث أو متابعة تفاصيلها والوقوف على نتائجها. ليس هذا فقط.. بل وكانت سيدة القصيدة العربية تتابع أيضاً نشاط بعض السياسيين وبعض الأدباء من الذين أوقفوا كلماتهم لأجل الكفاح ضد الملك وضد الإنجليز. وكان محمود بيرم التونسي على رأس هؤلاء الأدباء من الذين أشعلوا نار الوطنية وحماس الشعب من خلال ما كان ينشره من أزجال في الصحف والمجلات. الأمر الذي أدى به في النهاية إلى مصير النفي والخروج من مصر مغضوباً عليه!. ولم تكن أم كلثوم ببعيدة عن ذلك الحماس المنقطع النظير الذي زرعه بيرم التونسي داخل الصدور بما كان يكتبه وينشره من حين إلى حين.. وقد أخذت تعد نفسها لاستقبال كلمات هذا الثائر لكي تغنيها.. وتخرج من صوتها بالألحان. ومما يمكن في هذا السياق. أن سيدة القصيدة العربية هي التي سعت للقاء بيرم التونسي والتعامل مع كلماته.. فقد طلبت في يوم من الأيام من ملحنها المفضل آنذاك الشيخ زكريا أحمد وصديق بيرم التونسي أن يعرفها على ذلك الشاعر الذي يكتب في السياسة. وبالفعل التقت أم كلثوم مع بيرم في عام , 1941.حيث أخذ يكتب لها الأغنيات العاطفية والوطنية بل وشارك كذلك في كتابة كل ما غنته في فيلمها "سلامة" في عام 1944و"فاطمة" في عام 1947، ولقد وصل عدد ما كتبه بيرم التونسي لأم كلثوم طوال فترة تعاملها حوالي 32أغنية. وكان سبب لجوء أم كلثوم لبيرم التونسي خاصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية ليكتب لها أغنياتها.. هو أن أم كلثوم الذكية أدركت أن نهوض احمد رامي بالعبء وحده مهمة صعبة.. وأنها لابد من أن تواكب التطور، وتتجه بأغانيها إلى كلمات شعبية إلى حد ما.. تساير الزمن وتعجب الجمهور. ولم يكن أمامها إلا الزجل. وفي الحرب العالمية الثانية حينما أثرت الطبعة الشعبية من التجارة والتوريد، تطلعت هذه الطبقة -بحكم الثراء- إلى حضور حفلات أم كلثوم، فوجدت أم كلثوم أن هذه العقلية لا يناسبها إلا كلمات الزجل.. وشخصية بيرم التونسي، فأقبلت على فارس هذا الميدان وغنت له العديد من الأغاني في الفترة ما بين عامي 1942و 1950أي سنوات الحرب وما تلاها. ومن المصادفات العجيبة أن بيرم التونسي بدأ حياته الأدبية شاعراً للفصحى تماماً مثله في ذلك مثل أحمد رامي، وإن لم تغن له أم كلثوم هذه القصائد، و بدأت أم كلثوم فى غناء كلمات بيرم في عام 1941، وبواسطة ملحنها المفضل آنذاك زكريا أحمد. ولقد كتب بيرم التونسي لأم كلثوم في هذا العام وحده لأغنيته الأولى بعنوان: أنا وأنت( كل من يعشق ياعذابه ) من مقام هزام والثانية بعنوان "إيه أسمي الحب" من مقام هزام . وكانت هاتان الأغنيتان بداية تعامل طويل مع أم كلثوم دام حتى من بعد رحيل بيرم التونسي نفسه وامتد إلى عام 1972!. وبعد هاتين الأغنيتين اللتين قدمهما بيرم التونسي لأم كلثوم.. ولحنهما زكريا أحمد نواصل اللقاء والتعاون بين هؤلاء الثلاثة.. فأخرجوا لنا روائع الكلمات وأعذب الألحان ؛ ومما هو ملاحظ في سياق الحديث عن هذا التعاون الفني.. أن محمود بيرم التونسي كان دائماً ما يحرص على تقديم أكثر من عمل فني لأم كلثوم في العام الواحد.. وكذلك كان يجتهد في إخراج هذه الأعمال في أحسن صورها اللحنية الموسيقار الراحل زكريا أحمد الذي رجع إليه الفضل الأكبر في تهذيب النفوس والأذواق كلمات هذا الزجال والشاعر العبقري. ولقد سبق لنا القول بأن بيرم التونسي.. لم يوقف إنتاجه في مجال الأغنية مع أم كلثوم على نوع معين.. بل كتب لها أغاني فيلمين غنائيين.هما ( سلامه ) و ( فاطمه ) وكان الموسيقار زكريا أحمد يحرص هو الآخر على تلحين هذه الأعمال الفنية بما يليق بمستوى كلماتها العذبة. وذكرت ام كلثوم أن الشيخ زكريا أحمد قد استأثر وحده بتلحين كلمات بيرم التونسي.. إلا في الفترة التي دام فيها الخلاف بين أم كلثوم وزكريا أحمد، لكننا وبالعودة إلى سجل أغنيات أم كلثوم اكتشفنا أن رياض السنباطي قد لحن هو الآخر لأم كلثوم من كلمات بيرم التونسي العديد من الأغنيات ومنهم ياجمال يامثال الوطنيه – صوت السلام – شمس الاصيل – بعد الصبر ماطال – بطل السلام وكان آخرها أغنية القلب يعشق كل جميل، وهي التي شدت بها أم كلثوم بعد سنوات من رحيل بيرم التونسي. وقد نظم و كتب بيرم التونسي لأم كلثوم أغنيات الأمل في عام 1946ولحنها الشيخ زكريا أحمد.. والأوله في الغرام في عام 1944والحب كده من تلحين رياض السنباطي والورد جميل في عام 1946وأنا في انتظارك في عام 1943وأهل الهوى من تلحين زكريا أحمد أيضاً في عام 1944وأغنية آه من لقاك في عام 1943 ومما لاحظناه في سياق هذا الحديث.. أن موسم عام 1950- 1960قد شهد قمة التألق فنياً سواء لأم كلثوم أو لبيرم أو لزكريا أحمد وحتى من بعد رحيل بيرم التونسي فى 5 يناير 1961 وايضا زكريا احمد و الذى رحل بعد اربعين يوما من وفاة صديقه فى 14 فبراير 1961 ولم يحضرا حفل ام كلثوم للحن ( هو صحيح الهوى غلاب ) وحرصت أم كلثوم على تقديم أعماله الأدبية والتي كان آخرها وكما ذكرنا من قبل أغنية "القلب يعشق كل جميل" والتى غنتها أم كلثوم في موسم عام 1972وهي من تلحين الموسيقار رياض السنباطي!. ولا ننس أن ننوه هنا أيضاً إلى أن بيرم التونسي قد أحرز موقعاً متقدماً من الاهتمام خاصة في مجال الأغنية الوطنية.. وبشكل خاص في فترة ما بعد ثورة , 1952.ويكفيه شرفاً أنه يرجع اليه الفضل في الترويج لأسماء الرؤساء في أغاني المطربين والمطربات، ولقد اعتمدت عليه أم كلثوم وبشكل خاص في التقرب لزعماء ما بعد الثورة من خلال ما كان يكتبه عنهم وعن إنجازاتهم سواء بالشكل المباشر أو غير المباشر!. وإذا كنا من قبل قد نوهنا عن أولى الأغنيات التي كتبها بيرم التونسى لأم كلثوم، وحرصنا على كتابة نصوصها.. فها نحن نحقق نفس الخطوة مع آخر ما غنته أم كلثوم لهذا الشاعر الزجال الكبير، وهي أغنية القلب يعشق كل جميل .ويبدو أن هذه الأغنية و التى كتبها بيرم التونسي في موسم 1946 ظلت في مخيلة أم كلثوم لأكثر من عشرين عاماً.. خاصة بعدما سمعت ذلك اللحن الشجي الذ كان قد وضعها لها الموسيقار زكريا أحمد.. وغنَّاها بصوته في عام 1946!.. كما يبدو من توقيت الشدو بها أن أم كلثوم سيدة القصيدة العربية أرادت أن تختتم بها حياتها الفنية، وهذه الأغنية مسجلة على اسطوانة صوت القاهرة في عام , 1972.وهي من ألحان الموسيقار رياض السنباطي. ومن الاعمال التى غنتها ام كلثوم من اشعار بيرم التونسى : ومن موسيقى والحان زكريا احمد :– اكتب لى – انا و انت – ايه اسمى الحب - برضاك يا خالقى – اهل الهوى - سلام الله على الحاضرين - الورد جميل -- حلم -- حبيبى يسعد اوقاته -- عينى يا عينى - فى نور محياك -- غنى لى شوى - قل لى و لا تخبيش يا زين - كل الاحبة اتنين - نصرة قوية - هو صحيح -- الامل -- ا-- انا فى انتظارك- الاهات - البدر اهو نور -- انا ليه اتجاسر و اعاتبك
- الاوله فى الغرام- فى اوان الورد ابتدأ حبى– يا قلبى ياما تميل بنظرة– حبيب القلب وافانى - المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى وجيـــه نـــدى [email protected]