حصاد سنين التضحيات بقلم: محمود راغب الفرا
تاريخ النشر : 2006-02-28
المعروف عند الشعوب التي تقاوم وتضحي بأغلى ما لديها على مدار سنين طويلة وعلى مدار أجيال متعاقبة أن تحصد خيرا وثمارا كثيرة وطيبة على هذه التضحيات .

كما حدث ويحدث حاليا مع الشعب الفلسطيني فلقد قدم الشعب الفلسطيني أغلى واعز ما لديه من خيرة شبابه إضافة إلى ما خسر من موارد واقتصاد بشكل كبير ، ولكن ما نشهده في هذا الوقت مغاير ومختلف عما هو متوقع .

لقد قدم الفلسطينيون شهدائهم وتضحياتهم وبعد أن حرروا غزة من الاحتلال الإسرائيلي كخطوة أولى نحو الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واستعادة السيطرة الفلسطينية على معبر رفح .

أن ينال الفلسطينيون حريتهم في قطاع غزة هذا إنجاز كبير وشيء لم يحدث إلا بتقديم الغالي والنفيس من أبناء هذا القطاع الصامد والباقي على هذه الأرض الطيبة ، فهذا على الصعيد العسكري وإضافة إلى الصعيد السياسي والذي توجه قبل فترة بسيطة بعرس فلسطيني حقيقي بنجاح الانتخابات التشريعية الثانية وهو حدث كان مراهن عليه من عدة جهات وأطراف خارجية بفشله ودخول الفلسطينيين في حرب أهلية وهذا ما تحداه شعبنا الذي يعيد بناء ذاته من جديد بعد أن عمل الاحتلال على تدميره سنين طوال .

ولكننا نرى الآن أن الفرحة لم تكتمل بعد الأحداث المؤسفة التي تحدث في خان يونس والتي لازالت مستمرة دون إعطاء أي اهتمام لوجوه الخير التي عملت بشكل دؤوب ومستمر ليل ونهار دون كلل وملل لحل هذه المشكلة وتقريب وجهات النظر بين العائلتين ولكن بعض العناصر في الطرفين لم يقبل بأي حلول وكأنهم يعيشون هم وعائلاتهم على المشاكل والاقتتالات الداخلية .

فما الذي يحدث لشعبنا هل سنتحول إلى عراق جديد بعد أن أثبتنا جدارتنا بالحياة وحقنا في العيش بحياة كريمة وأننا شعب يستحق دولة مستقلة ، فشعبنا هو من بنى العالم بأيديه وهو من علم أشقائه العرب في بلادهم ، فشعبنا لديه اكبر نسبة تعليم في العالم فأين نحن من هذه الإنجازات وأين نحن من هذه البطولات ؟ .

هل سنترك الأمر لبعض الفئات الضالة في بلدنا لتعيث فسادا وخرابا في بلادنا .

فما يحدث الآن هو فوضى منظمة ومتفق عليها من قبل بعض الجهات الغائبة على السطح و التي تعمل في الخفاء ، سؤال علينا إن نطرحه وان نجيب عليه من أين كل هذه الأسلحة التي تستخدم في قتل أبناء شعبنا من مختلف العائلات ؟ وأين كانت هذه الأسلحة في الوقت الذي كانت تجتاح فيه الدبابات الإسرائيلية البلاد ؟؟؟؟

هذا سؤال يجب أن نضع عليه مائة خط احمر لأننا نردده ولا نجيب عليه بكل صراحة بل نكتمه بقلوبنا ولكن لمتى ؟

الإجابة معروفة وواضحة للجميع ولن آتي بجديد وهي مصدر السلاح هو عصابات ومافيا المخدرات في المدينة وطبعا جذورها خارج حدود بلدنا فلسطين والتي تدعمهم بالمال ليشتروا السلاح ويقتلوا بعضهم البعض

فالأسلحة التي استخدمت في هذه الحرب هو سلاح مختلف وثقيل ولم يستخدمه إلا الاحتلال فهذا إن دل فإنما يدل على العلاقة المباشرة بينهم وبين الاحتلال والذي أعطاهم حرية ومساحة واسعة للتنقل أثناء احتلاله لغزة بالمتاجرة بالمخدرات وشراء السلاح لخلق الفتنة بين العائلات وهذا ما حدث بالظبط.

وباتي السؤال الكبير أين السلطة الفلسطينية من كل ذلك ؟ هل كان هذا بند من بنود الاتفاقات بينهم وبين السلطة وهو عدم تعرض السلطة لهه الفئات للقيام بمهامها بكل حرية ، دعونا نلتمس عذرا لسلطتنا وذلك لانها الحلقة الأضعف في معادلة الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي لانه كان يملي والسلطة توافق في سبيل تخفيف الضغط عن الشعب الفلسطيني بإزالة الحواجز عن بعض الممرات في بعض الشوارع المؤدية لبعض المخيمات وبعض الطرقات العامة في المدينة0

وإجابة السؤال الثاني وهو أين كان السلاح في وقت الاجتياح فلقد باتت معروفة لان السلاح الذي يمده الاحتلال لا ولن يقف حجر عثرة في وجهه فالاحتلال من صنعه ومن أعده لهذه الفئة الضالة للأسف والمنتشرة في بلدنا منذ زمن طويل .

فالاحتلال الإسرائيلي رحل من قطاع غزة وهو على يقين بما سيحدث بين أهالي غزة ، فقطاع غزة مليء بتجار المخدرات وهي أسماء معروفة لدى السلطة ولقد كانت معتقلة لدى سجونها وقامت بخلاء سبيلها بعد كفالة مالية ولا يعد اعتقالهم إلا روتين لانهم بعد خروج بعضهم من سجون السلطة تم تكريمهم بإعطائهم سيارات جديدة ومكافآت مادية حتى لا تعمل ضد السلطة ولا ضد أهدافها .

فال يتبقى لي إلا أن اوجه نداء بكل جرأة لكل من يتخذ قرارا في بلدنا بأن يكافح ويطارد هذه الفئات حتى أن يعمل على إقصائهم ، ويكافح كل من تسول نفسه إلى إحداث الفتنة والخلل في جسم الشعب الفلسطيني ، فما نراه الآن هو فلتان ينذر بعاقبة سيئة لا يحمد عقباها ، فبعد أن كان المواطن الفلسطيني يخاف من طلقات الاحتلال اصبح يخاف خوفا اكبر من الطلقات الفلسطينية الطائشة والتي لاتعرف اتجاهها لان لا اتجاه لها فكل طلقة فلسطينية تطلق على فلسطيني هي محرمة وفرض على كل قيادات هذه البلد بوضع حد لهذه الظاهرة التي أخرت أرهقت شعبنا والتي أساءت للفلسطيني أينما ذهب .

فلنحمي فلسطين ففلسطين للفلسطينيين الشرفاء ولا مكان للضالين في بلد الرباط وارض الإسراء والمعراج.