قلم (و) ورقة ـ ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-11-05
قلم (و) ورقة ـ ميسون كحيل


قلم (و) ورقة ـ ميسون كحيل


صديقة غالية عزيزة على قلبي قالت لي قبل فترة اكتبي يا ميسون ما تشائين لكن ابتعدي عن السياسة ... بعد ذلك بأيام قالت لي شقيقتي اكتبي ما تحبين ولكن ابتعدي عن الانتقاد اللاذع الذي قد يضر ! في اليوم التالي قابلتني جارتي فقالت لي إنني أتابع كل جديد لكِ دائما لكن يا حبذا لو لا تتضمن مقالاتك أي تلميح عن الفصائل الوطنية والإسلامية!

امس أثناء عودتي من العمل إلى البيت التقيت بصديقة دراسة فقالت لي برافو عليكِ يا ميسون لقد أصبح لك اسم في عالم الصحافة لكن يا ريت لو ابتعدت عن مدح الرئيس أو فتح أو حماس فكلهم في الهوى سوا صراع البقاء ويغور الشعب ! وصلت البيت ومارست أدوات الراحة خاصتي وجلست أتابع بعض الأخبار الجديدة ... دخل شقيقي رائد ونظر إليّ وضحك فقلت له ما الذي يضحكك فقال متابعتكِ للأخبار فهذا أمر مضحك لأن الأخبار اليوم مثل أخبار اليوم قبل عام و عامين و أكثر الأخبار القديمة زى النهاردة يا ميسون . التزمت الصمت لم اجب فبدأ في مغادرة الغرفة وفجأة توقف وقال لي حبيبتي أختي ميسون أنت تكتبين كلام موزون ولكن سأقدم لكِ نصيحة قلت له تفضل ..قال لا تكتبين عن الرياضة فما شأنكِ بها حضرت السعودية ذهبت فلسطين ضحك الرجوب بكى أحمد عيد اتركي عنكِ هذا! لم أجب... غادر أخي الغرفة .. أغلقت التلفاز وحاولت أخذ جزء من الراحة...بعد دقائق رن الهاتف وإذ بصديق عزيز اطمأن عن أحوالنا وقال لا يمر أسبوع إلا وقرأت لكِ أنت رائعة ميسون لكن فرشوحاتكِ الأخيرة قد تفتح عليكِ أبواب لا تغلق سيبك من هذا الكلام أنت ناقصك وجع رأس؟ ..شكرت اهتمامه وتمنيت إبقاء التواصل بيننا.

 في المساء دخلت غرفتي وابتعدت عن الجميع وصممت أن اترك جهاز الحاسوب وقررت عدم الاقتراب منه وجلست في زاوية من زوايا الغرفة ذهني شارد وتفكيري مشتت في كل دقيقة يحضرني حدث أو قصة أو رواية و أحاول ان لا أصاب بالانفعال فهذا مباشرة يحملني إلى جهاز الحاسوب ..صمدت قررت أن لا اكتب شيئا على جهاز الحاسوب..قلت في نفسي عسى أن يكون الرسم هروب...حملت قلم (و) ورقة وجلست انظر إليهما... لم أتمكن من الرسم...ذهني ليس صافيا ويردد كل الأقاويل والنصائح التي سمعتها... تمسمر القلم في يدي وعيناي تنظران إلى الورقة متسائلة في نفسي ماذا عساي أن أرسم فقد تعبت من مجرد التفكير في قضايانا وهمومنا وفي البحث والاجتهاد كي نحاول معا الخروج من عنق الزجاجة لكنه القلم الحائر والإحساس النابض ورغبة الوصل ما بين الممكن واللاممكن وما هي إلا لحظات... سقطت دمعة من عيني على الورقة ولحقتها دمعة أخرى فدمعة وأخرى ولم اتمالك نفسي وبكيت بحرقة على كل شيء لاننا شعب محروم من كل شيء حتى الكتابة ...كتاباتي لا تعجب أحد... صليت و حاولت النوم وقد أكون غفوت.. في الصباح كتبت لكم هذا لأن الدموع شكلت على الورقة الخالية كلمة أحبكم ..

كاتم الصوت:نكتب لأننا نريد أن يتغير حالنا...نكتب كي يبقى الجرح ولا ننساه..كي لا ننسى أن لنا وطن .

كلام في سرك:كل العيون تتجه إلى فلسطين...وفي فلسطين كل العيون تتجه نحو أنفسنا...أليس هذا ظلما؟