إصرار على معاداة شعوب المنطقة بقلم:محمد حسين المياحي
تاريخ النشر : 2015-10-18
محمد حسين المياحي
يصر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على الادعاء بإنه يٶدي واجباته في الدفاع عن شعوب المنطقة و الوقوف بوجه أعدائها، وکما نعلم جميعا فإن هذا النظام و طوال أکثر من ثلاثة عقود و نصف، رفع شعار معاداة أمريکا و إسرائيل، وقد قام بتوظيف هذا الشعار و الاستفادة منه لغرض خداع شعوب و دول المنطقة و التمويه عليهم، والحقيقة التي صارت واضحة لشعوب المنطقة و بشکل جلي، هي إن هذا النظام لم يتحرك يوما من أجل تفعيل و تجسيد شعاره ذاك وانما جعل کل همه في إتجاه آخر.
شعار الموت لأمريکا و إسرائيل و الزعم بإن هذا النظام يريد إزالة إسرائيل من الوجود، تم إستغلاله"وهنا الطامة الکبرى"من أجل تبرير التدخلات الايرانية السافرة في دول المنطقة، فهم تارة يزعمون بإن طريق القدس يمر عبر کربلاء و أخرى عبر الرياض او صنعاء وماإليه من کذب مفضوح و ضحك واضح على الذقون، لکن الذي صار واضحا و جليا لشعوب المنطقة هو کذب تلك المزاعم و بعدها و تناقضها الکامل مع الحقيقة و الواقع حيث تأکد لها بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و من خلال تدخلاته السافرة التي ألحقت و تلحق أضرارا بالغة بدول المنطقة فإنه قد جعل من شعوب و دول المنطقة أهدافا لمراميه و مشاريعه المشبوهة.
تصدير التطرف و الارهاب و دعم و مساندة التنظيمات و الميليشيات و الاحزاب المتطرفة و الارهابية، هو آلية العمل الاساسية لطهران ضد دول المنطقة وحتى إن نشوء داعش و توسعه الغريب يفسره معظم المعنيون بالشأن الايراني، بإنه من فعل طهران لإنها تريد أن تعاني المنطقة دائما من حالة من إنعدام الامن و الاستقرار فيها وإن طهران التي تزعم بإنها تساعد سوريا و العراق في حربهم ضد تنظيم داعش، فإن الحقائق و الارقام تکذبها على أرض الواقع، خصوصا عندما تٶکد السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية کذب مزاعم النظام بهذا الصدد و تشير الى عکسه تماما بقولها:" اننا نحذر بأن دعم بشار الأسد واستمرار حكمه سبب لاستمرار حياة داعش وتناميها، وفي المقابل الطريق الوحيد للتغلب على داعش يكمن في استئصال شأفة النظام الإيراني في سوريا والعراق وإسقاط بشار الأسد.".
الانکى من ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي صار قادة بارزون في الحرس الثوري يتساقطون کالذباب في سوريا من جراء الهزائم المنکرة أمام المعارضة السورية، فإنه وفي هذا الوقت بالذات يعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، عقب لقائه، الخميس، في دمشق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عن استعداد بلاده لإرسال مقاتلين إلى سوريا، وهو مايعني بالضرورة إصرارا على معاداة شعوب المنطقة و الوقوف بوجهها عن سابق قصد و إصرار، لکن من الواضح بإن النصر قد کان و سيبقى دائما حليف الشعوب وإن النظم القمعية و الاستبدادية مصيرها السقوط و الزوال.