الصغار والمشروعات الخرقاء علي شايع انموذجا بقلم:احمد صالح الفقيه
تاريخ النشر : 2015-10-13
الصغار والمشروعات الخرقاء علي شايع انموذجا

احمد صالح الفقيه

احسنت قوات التحالف وقيادة الدولة اليمنية الاتحادية عندما طالبت مجاميع المقاومة في المناطق المحررة بتسليم الاسلحة الثقيلة الى الجيش، كشرط لانضمام افرادها الى الجيش الوطني وتسليمهم المخصصات المالية.

وفيما اعلن اعلاميا، فان البعض رفض ذلك وخاصة بعض المنتمين الى فصائل من الحراك الحنوبي، وبعض من له علاقة بالقاعدة وداعش، وبعضهم لجأ الى البلطجة تهديدا وابتزازا. ولكن الصادم هو الواقع البائس لايتام بعض قادة الحزب الاشتراكي الذين يتمسكون بمشروعات مناطقية لا تتجاوز مساقط رؤوسهم، ويظهرون بمظهر مشاريع سلاطين صغار، مستغلين اسماء آبائهم لفرض انفسهم زعماء ومتزعمين لمشروعات سلطنات صغيرة، على النقيض مما كان يمثله الحزب الاشتراكي كحزب سياسي وطني جامع.

وكان ابرز المواقف الصادمة هو موقف شلال علي شايع هادي، فقد وصف في مقابلة صحفية اخيرة بانه قائد المقاومة الجنوبية. ولا احد يدري من اين حصل على هذا اللقب الضخم، وهو لقب اكبر من حجمه الواقعي على الارض بكثير.

والحال انه لولا قوات التحالف العربي لما كان بوسع اي منطقة النجاح في مقاومة الترسانة الضخمة التي امتلكها صالح والحوثيون بالتبعية، وتلك حقيقة يبرهن عليها مسار الحراك منذ 2006، وحقيقة ان الحراك لم يجرؤ على الحديث عن مقاومة مسلحة، اللهم الا بعض الفرقعات الاعلامية من اشخاص كطماح لم يكن احد ياخذها على محمل الجد.

قال السيد شلال انه مستعد لتسليم السلاح لشعب الجنوب، حسنا!، من هو شعب الجنوب الذي يتحدث عنه والذي سيسلم اليه السلاح؟ هل ستحتشد ملايين الجنوب امام حضرته لتستلم السلاح؟ او ماهو المظهر الي سيتمظهر به؟ اواي هيئة ستمثله مع كل هذا الانقسام والتشظي الحاصل؟

انه تعبير يقول بوضوح لكل من له عقل انه ليس عازما على تسليم السلاح على الاطلاق. وهذا موقف في غاية الخطورة يحمل لابناء وبنات الضالع نذر شر مستطير، وشؤم كبير ستروح بسببه ارواح وتسيل دماء. وعلى العقلاء ازاحة هذا الشخص وامثاله حتى لايؤدوا بهم الى دمار محقق. وصديقك من صدقك لا من صدقك.

الف باء سيكولوجية الصراع وسوسيولوجياته

لطالما كانت الحالة الاصلية للامور: سيطرة من يمتلك القوة الاكبر، وهي سيطرة تتم بعنف القوة الغاشمة، أو العنف الذي يعززه العقل حد تعبير سيجموند فرويد. ولكن هذه الحالة تغيرت في مسيرة البشرية نحو الارتقاء، ليبرز طريق جديد وحيد أفضى من العنف الى الحق.

وقد تم الانتقال الى سيطرة الحق باتحاد الجماعات الضعيفة المتعددة وتساندها لمنافسة قوة الجماعة المتفوقة، فالاتحاد قوة. وبذلك اصبحت قوة الجماعات المتعددة المتحدة هي التي تمثل القانون.

ولكن قوة الجماعات المتحدة  لابد ان تستند أيضا الى العنف حتى يتم الانتقال من حالة سيادة وسيطرة العنف الى حالة العدل الجديدة، حيث يتطلب تحقيق ذلك ان يكون اتحاد الاغلبية مستقرا وثابتا. فاذا انحل هذا الاتحاد بعد هزيمة جماعة الطغاة فانه لايكون قد حقق شيئا، ذلك ان الجماعة التالية التي ستستشعر في نفسه تفوقا في القوة، حقا او وهما، ستسعى الى فرض سيطرتها بالعنف، وهكذا تتكرر اللعبة الى ما لا نهاية.

واذن فلا بد من المحافظة على استمرار الجماعات متحدة بشكل دائم، ولا بد من تنظيمها، ولا بد من وضع ترتيبات لتوقع مخاطر التمرد، ولا بد من تاسيس سلطة قوية لمراقبة مراعاة القوانين والالتزام بها، والاشراف على تنفيذ اجراءات العنف المشروعة.

ان اعتراف الجماعات المتحدة بهذه المصالح والترتيبات هو الذي يفضي الى نمو الروابط العاطفية بين اعضائها كمجموعة متحدة من الناس، وهذه الروابط هي مشاعر الوحدة التي تشكل المصدر الحقيقي لقوتها، ولذلك فانه من الجهل والسخف اسقاط مشاعر الاحباط والغضب من جراء حكم الطغيان على العهد الجديد.

ان مشروع الدولة الاتحادية هو بسبيله الى الانتصار، وستمتلك دولته كل مكونات جيش قوي حديث اقوى من جيش الجماعة الطاغية في أوج قوته. وسيظل التزام التحالف العربي الى جانب الدولة اليمنية الاتحادية قويا وفعالا لوقت طويل قادم، والا فان كل تضحياتهم ستذهب ادراج الرياح وسيأتي عدوهم ليملأ الفراغ ، وسيتعرضون لمخاطر تهدد وجودهم ككيانات.

ان هذا التحالف لا ولن يرغب ولا يستطيع تجزئة اليمن للاسباب التي ذكرناها، واصحاب حلم التجزئة واهمون وحالمون وجهلة. وعليهم ان يدركوا ذلك، او أن على جماعتهم ان تزيحهم من مواقع التاثير فيها، لكي يوفروا على مناطقهم آلاما كثيرة ودماء تسيل بسبب الغباء.