أطوار بهجت الشاهدة والشهيدة
بقلم / عوني زنون أبوالسعيد
منذ سقطت بغداد محتلة مسبية على أيدي مجرمي الحرب سقط معها الأمن والأمان وانفلت عقال عملاء الاحتلال وشذاذ الآفاق ممن امتلأت رؤوسهم الغبية بالعنصرية والطائفية والمذهبية ليوزعوا القتل والموت والإرهاب في مدن وأزقة ومقدسات عراقنا الشامخ المقاوم .
رائحة الموت والمجازر وغبار البيوت المهدمة وعويل النساء الثكالى ومشاهد التعذيب في السجون وأنين المصلين في المساجد والعتبات والكنائس تشهد على كفاءة آلة الديموقراطية الأمريكية الجهنمية ومهارتها في الولوغ بدماء شعب العراق .
الكل العراقي بكافة انتماءاته ومذاهبه تلظى بنيران الإرهاب الأمريكي البريطاني وعملائهم .
وآخر ضحايا الاحتلال والفوضى والتعصب كانت الزميلة الصحافية أطوار بهجت واثنين من زملائها هما المصور عدنان عبد الله ومهندس الصوت خالد محسن الذين لحقوا بكوكبة تفوق الثمانين صحافياً قتلوا في العراق منذ بدء الحرب في مارس (آذار) عام 2003.
و بحسب تقارير منظمة صحافيون بلا حدود أصبحت العراق الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحافيين مقارنة بثلاثة وستين قتلوا طوال حرب فيتنام التي دامت 20 عاما.
إضافة لمئات من حالات الضرب والتهديد والاعتقال والاعتداء بالرصاص والقصف والقنابل على المكاتب والمؤسسات الإعلامية.
لم يعد في عرف برابرة العصر قداسة للإنسان ولا حرمة للمساجد وأماكن العبادة والمقدسات .
أطوار بهجت الصحافية ذات الستة وعشرين ربيعاً المحجبة ذات الطلة المميزة لم تمنعها ويلات الحرب ولا تحذير الأهل من مواصلة مهنة المتاعب والأخطار .
وتقول خلال الحرب الأخيرة على العراق كنت أول امرأة عراقية تذهب للدوام والعمل إذ لم التزم بقرار وزارة الإعلام العراقية السابقة التي أصدرت تعميماً منعت بموجبه النساء من الدوام أثناء الحرب وكنت أقوم بتأدية واجبي على أحسن وجه برغم المصاعب الكثيرة والخطيرة.
يذكر أن أطوار بهجت شاعرة ولها ديوان بعنوان (غوايات البنفسج) صدر عام 1999م .
وحول الشعر تقول : كنت أكتب عن الحب فقط لكن من يوم احتلال بغداد ولحد الآن لا أكتب سوى عن الوطن الذي أشعر أنه سرق في وضح النهار.
اغتيال أطوار بهجت وعدنان عبد الله وخالد محسن مناسبة دموية جديدة تذكرنا بالشهيد مازن الطميزي و طارق أيوب وبالأسيرين تيسير علوني وسامي الحاج وثلة دفعت دماً ومعاناة مهراً لحرية الكلمة وشرف البحث عن الحقيقة .
أطوار بهجت الشاهدة والشهيدة بقلم : عوني زنون أبوالسعيد
تاريخ النشر : 2006-02-23
