مذكرات نبيل عمرو (2) بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-08-25
مذكرات نبيل عمرو (2) بقلم:ميسون كحيل


مذكرات نبيل عمرو (2)

في الحلقة الثالثة من ملف الرئاسة والانتخابات والقوى للأستاذ نبيل عمرو حدد وقال فيه " أن الرغبة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية شعار يتسابق الجميع على رفعه " بينما الواقع يقول أن الرئيس فقط هو الذي يتبنى فكرة الانتخابات الرئاسية والتشريعية كمخرج من النفق المظلم الذي يظلل الواقع الفلسطيني والحقيقة أيضا تقول أنه ليس من المفروض ولا هو شرطا مقنعا أن يتم التوافق حول القضايا العالقة وحلها لا بل يمكن ويجب ترحيل كافة الاختلافات والخلافات إلى ما بعد الانتخابات كحل جذري يتم بعدها من وضع إستراتيجية كاملة وخطة للنهوض الفلسطيني من جديد بحيث نرفض أن تستخدم هذه القضية كقضية الدجاجة والبيضة ومن سبق من!؟ وشرط التعجيز هنا هو الإصرار على ذلك الأمر رغم أن مدلولات الحل تكمن في الذهاب مباشرة إلى الانتخابات دون شروط مسبقة.

 وعندما تناول في الحلقة الثانية حركة حماس نسى أن يختصر كل شيء في كلمة السر وهي قطاع غزة والمقصود أن حركة حماس بعد أن وضعت يدها على قطاع غزة أصبح الأمر واضحا تماما حيث لا يمكن بالنسبة لها وبأي حال من الأحوال التخلي عنه ولا يعنيها الانتخابات و الإعمار أو تذمر المواطنين أو قبولهم أو حتى بمقاومة أو هدنة إلا وفق رؤيتها كحركة تصنف نفسها بنفسها وتقرر خطواتها كيفما شاءت لا ما شاء غيرها .

 أما على صعيد القوى والفصائل فليس لديها قدرات لإعاقة هذا المسار وقد عودتنا على ذلك. وفي تناوله لحركة فتح في الحلقة الثالثة فقد صدق عندما ذكر أن الجدل الدائر في فتح أوسع مساحة وأشد حرارة مما هو عليه في حماس بفعل احتدام الصراع الداخلي وضعف الإنضباط وكلمة ضعف هنا (خاطئة) لأنها تدل على وجود نوع من الانضباط وهو بالأصل وحقيقة غير موجود! والفرق بين حماس وفتح في هذه الجزئية كبير وكبير جدا حيث تتفق حماس على مرجعية واحدة وقيادة واحدة بينما نرى فتح الآن بعدة رؤوس وكم كبير من الرماح!! و القادة فيها مثل قصة المليون عقيد! لكني أتساءل لماذا وصلت حركة فتح إلى هذا الحد من الفوضى الداخلية ؟ الإجابة لا يمكن لملف واحد أن يتسع لها و اختصر الإجابة بجملة واحدة ( تغيير الأهداف من وطنية إلى شخصية ) ذلك هو السبب الرئيس في انحدار حركة فتح وقائمة المستقبل في الانتخابات التشريعية السابقة أكبر دليل وأعظم برهان!

لم ننسَ ما حدث في كواليس و مخابئ حركة فتح وعلى العلن فترة ما قبل الانتخابات التشريعية والخلافات والأهداف والرغبات والنيات مجتمعة التي أحاطت بعناصر فتح وقد كان من الأفضل لو أن حركة فتح عقدت مؤتمرها السادس قبل الدخول في الانتخابات التشريعية وتخلت عن إصرار إجراءها في ذلك الوقت ما قد أو يمكن أو يجوز أن يعقد المؤتمر السادس دون مؤامرات داخلية كما حدث عندما عقد في 2009! و جهزت نفسها من خلال التقيد بنظام فتح الداخلي والأساسي وبند الانضباط المادة 2 التي تدعو للالتزام والتقيد بالقرارات التنظيمية وتقيد المراتب الأدنى لأوامر وقرارات المراتب الأعلى وعدم اتخاذ قرارات فردية والالتزام بالتسلسل التنظيمي. لكن ظهر هذا كله انه حبر على ورق ليس إلا .

أخيرا وليس أخر أؤكد على أن وضع فتح الداخلي ليس على ما يرام ولكن الأمل موجود وعنوان الأمل إنكار الذات والالتزام بالمشروع الوطني الفلسطيني وعودة فتح إلى أنظمتها وقوانينها ودراساتها وتاريخها ومحاولة توحيد موقف ورأي اللجنة المركزية أولا ليكون انطلاقة جديدة للملمة المشتت بدل من إعلان الخلافات على الملأ !

كاتم الصوت: فتح...التعامل بتسلط أمر مرفوض..جميعنا...نفس الطول..نفس الهم والألم والقصة والحكاية! و كبير القوم خادمهم هذه هي الأصول. والمشهد ليس بحاجة حاليا لغياب الرئيس.. المشهد بحاجة أن نكون مع الرئيس. و أن يكون الرئيس مع فتح!!

كلام في سرك: حركة حماس قد تكون الجهة الوحيدة القادرة في هذا الوقت تحديدا...على توحيد الوطن والشعب والقضية.. كيف؟؟؟


ملاحظة: لا لا لا...لن تقبل ولن تساهم ولن تفعل دولة الاحتلال الأن في الضفة كما رسمت له في قطاع غزة...الحكم في الضفة مختلف عن الحكم في غزة... وقيادة الكل الوطني لتحرير فلسطين مرفوضا في الضفة شعبيا بعد تجربة غزة...والاعترافات واللقاءات المحدودة للمجتمع الدولي... استكمالا ما كان قد بدأ من ربيع...لإلحاقه بما يسمى الربيع العربي...والضفة غير مرشحة لبرنامج مقاومة ...بل لبرنامج نسخة طبق الأصل عن غزة...هدنة طويلة الأجل.