العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها بقلم:ضياء الشكرجي
تاريخ النشر : 2015-08-20
العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها
ضياء الشكرجي

ترشيق الحكومة من ثلاث وثلاثين إلى اثنتين وعشرين وزارة كان خطوة صحيحة. لكنها غير كافية، بل لم تلب تطلعات الجماهير المتظاهرة.
أين تكمن نقاط الضعف في هذه الخطوة إذن؟
1. العملية أبقت على وزراء تحوم حولهم شبهة فساد، ولو إن الشبهة ليست إدانة، ولكنها سبب كاف في هذه المرحلة لوجوب – وليس مجرد استحباب - استبعاد مثل هؤلاء.
2. هناك من الوزراء من كانوا على رأس المؤسسين والمنظرين والمبررين للطائفية والمحاصصة السياسيتين، ولا تشعر الجماهير بالاطمئنان إلا باستبعادهم.
3. من الوزراء من هم قياديون في أحزاب متهمة إما بالفساد، وإما بالتورط بالعنف، وإما بتكريس النهج الطائفي، ويسري عليهم ما على من سلف ذكرهم.
ما المطلوب إذن؟
1. أن يشكل العبادي كابينة وزارية جديدة، ويطلب من الجماهير تفويضه بتشكيل حكومة موقتة لمدة أقصاها سنتان، بعنوان حكومة إنقاذ وطني، أو حكومة إصلاح، أو أي شيء يمكن أن يوجد له غطاءً شرعيا، من الدستور، أو من شرعية الجماهير، باعتبار أن الشعب مصدر السلطات.
2. أن يكون أعضاء هذه الكابينة الوزارية من خارج الأحزاب المتنفذة، أو المتقاسمة للسلطة منذ 2003.
3. يفضل أن يكون اختيار الوزراء قدر الإمكان من غير الذين استوزروا حتى الآن، أو تبوؤا مناصب عليا، إلا من لا تحوم حوله شبهة فساد أو عنف أو كان ممن كرس بمواقفه وخطابه الطائفية السياسية، أو استغل الدين من أجل السلطة، ولو حتى بالحد الأدنى.
4. من الطبيعي ستكون الكابينة الوزارية متنوعة بتنوع الشعب العراقي، لكن دون اعتماد المحاصصة أو ما يسمى بالتوازن، إذا ضمنا ألا يكون المستوزرون من ذوي الإحساس بالانتماء سياسيا إلى هذه أو تلك الطائفة، أو هذه أو تلك القومية، بل من المنتمين سياسيا حصرا للعراق. عندها لا يهم أن يكون الشيعة أكثر من السنة، أو يكون السنة مساوين للشيعة، أو أكثر منهم. وليكن الوزراء من قوميات متعددة، ومن خلفيات دينية متعددة، أي من غير دين الأكثرية، من الكفاءات الوطنية التي لا يخلو العراق منها.
5. مهم جدا أن يكون الوزراء من أصحاب الاختصاص في حقول وزاراتهم، أو ما يصطلح عليه بالتكنوقراط.
بهذا فقط ستكسب ثقة الجماهير، ودعم المرجعية. وإلا فوزارة فيها حسين الشهرستاني، وباقر صولاغ الزبيدي، وعادل عبد المهدي، وإبراهيم الجعفري، إنما تعمق الشكوك عند الجماهير في جدية الإصلاح.
أما إذا كانت هناك إرادة فوق طاقتك مفروضة عليك، بكاتم صوت موجه إلى رأسك، ولو بالمعنى المجازي، إلم يكن ربما بالمعنى الحقيقي، فاخرج وصارح الجماهير. وقل على سبيل المثال: إيران تهددني وتبتزني، القوى السياسية تضع العقبات أمامي للحؤول دون المضي قدما في خطتي الإصلاحية. ثم إن كنت تشعر إنك تتحمل فيمن يتحملون بعض مسؤولية ما مر ذكره، فاخرج للجماهير، واعترف واعتذر، وقل إنك تريد إصلاح ما أفسده السياسيون، والذين كنت أنت جزءً منهم، وإنك مستعد أن تعرض نفسك لاحقا للمساءلة والحساب، بعد الفراغ من أداء مهمتك في الإصلاح، الذي تملك اليوم فرصته، كما لم يملكها غيرك حتى الآن، أو كما لم ضيعها من ملكها.
20/08/2015