قراءة في قصيدة الأرض لمحمود درويش بقلم:سلطان الخضور
تاريخ النشر : 2015-08-17
قراءة في قصيدة الأرض لمحمود درويش بقلم:سلطان الخضور


في الذكرى السابعة لرحيل
الشاعر الفلسطيني محمود درويش
قراءة في قصيدة "الأرض"
جاءت قصيدة الأرض للشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش اسجاما مع الحدث وتأكيدا لأهمية المناسبة مناسبة يوم الارض الذي كان بعد استشهاد ستة فلسطينيين دفاعا عن الأرض الفلسطينية في الثلاثين من آذار عام1976 حيث قامت قوات الإختلال بمصادرة آلاف الدونومات من أراضي يملكها فلسطينيون .مما دفع الفلسطينيين لى الإضراب والقيام بمسيرات وحصلت مواجهات كانت نتيجتها مقتل ستة من الفلسطينيين .
في كل قصائد درويش نرى عاطفة حب الوطن تتغلب على كل العواطف ،ويستطيع بمهارة المتمكن تطيع المفردات لتخدم الفكرة وكأن الكلمات تأتي راكعة بين يديه تطلب الأمر منه ليوجهها الوجهة التي يريد فيسقط المفردة في مكانها بحيث يشعر القاري أن استبدال أي كلمة بغيرها غير ممكن لأن المكان قد فصل لها تفصيلا فتعطي المعنى الذي يريد بقوة ويكون لها تأثيرها على النفس ،ولا اعتقد أن الأمر كان من محاسن الصدف بل نتيجة لتجربة محسوسة عاشها درويش فقد طرد من قريته البروة عام 1947 وهو في سن الطفولة وعندما عاد متسللا مع ذويه بعد عامين وجد قريته وقد مسحت عن الخارطة مما أضفى على كتاباته صدق المشاعر وصدق العاطفة .
في الجزء الأول من القصيدة كما في بقية األجزاء وكما كل القصائد يستخدم درويش الرمز ليخاطب البعض ويقصد الكل ، فوجه خطابه لخديجة كرمز للام الفلسطينية وهي واحدة ممن ا ستشهدوا دغاعا عن الأرض مؤكدا في البدايةعلى عمق العلاقة بينه وبين الارض وما بين الأرض وبقية الشعب الفلسطيني.وبقدرة عجيبة يمزج درويش بين الأمل والألم بين الحاضر والمستقبل فالحاضر يشهد الغرباء فهو يراهم حجر عثرة في نمو الزهور وهم يلوثون حتي حبل الغسيل الذي يجب أن لا ينشر عليه إلا ما كان ناصعا ويراهم كذلك حجارة تعيق السير في طريق التحرر وأنهم كذلك يلوثون الهواء ويضرب مثلا بهواء الجليل المميز بجبالة ونقاء هوائه لكن المستقبل مشرق سيشهد طردهم والتخلص منهم حيث يطلب من خديجة أن تتسلح بالأمل فنجده يطلب من خديجة أن تبقي على باب الأمل مفتوحا ويكرر كلمة سنطردهم ثلاث مرات ليشير أن فعل خروج العدو من المكان لا يتم إلا بالإجبار
أنا الأرض
والأرض أنت
خديجة لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهوروحبل الغسيل
سنطردهم من حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواءالجليل
أما في االجزء الثاني من القصيدة فيصور درويش روحه وكأنها تذوب لتحل في كل جزء من أجزاء الوطن فتمتزج روحه بالتراب ويجعل من يديه رصيفا لتمر عليه الأجيال لكن هذا الرصيف لن يكون معبدا بل مثخن بالجراح فالوصول إلى طريق الخلاص يحتاج الى تضحية وغالبا ما تعمد هذه التضحية بالدم ويجول في الوطن الذي أذاب نفسه فيه وبالذات إلى الحجارة وعبر عنها بالحصى ليراها أجنحة تحمل بين ظهرانيهاأجنحةمن تاق إلى الشهادة ،ويمزج بيم جمال العصافير وجما اللوز والتين ومن أغصان التين هذه بنادق وقنابل تقذف المحتل ودباباته لتفجرها وتتخلص من وجودها . فنجده يقول
أسمي التراب إمتدادا لروحي
أسمي يدي رصيف الجروح
أسمى الحصى أجنحة
أسمي العصافير لوزا وتين
وأستل من تينة الصدر غصنا
وأقذفه كالحجر
وأنسف دبابة الفاتحين
ويعود درويش ليؤكد عمق العلاقة بينه وبين الأرض ويختصر المسافات فإن فصلت المسافات بين جسده وبين وطنه إلا أنها تسكن قلبه وتلازمه ما عاش فالقلب رمز للحياة ،لكن هذه الحياة وحب الوطن ستكون له ضريبة وقد دفع ثمها سجنا ،ثم يتساءل كيف يكون الغناء في أي بقعة من الوطن ووجهه الثائر ال رافض يكثل كل الأمكنه وكأني به يقول أن تضاريس وجهه المثقلةى بالجراح تمثل خارطة الوطن المثقل بالغزاة ، ثم يعود للطفولة ليؤكد حقيقة أن الطفل الفسطيني لا يهنأ بحياته ويربطه برائحة الزعفران المنبعث من الأرض الا أن هذا الطفل ينام مستيقظا فهو في نومه إما أن يطعن بخنجر فيقض نومه أو ينام ويده تحمل خنجرا للدفاع عن طفولته حرم منها والأبيات التالية تعبرعما ذهبنا اليه
بلادي البعيدة عني ... كقلبي !
بلادي القريبة مني ... كسجني !
لملذا أغنّي
مكانا ، ووجهي مكان؟
لماذا أغنّي
لطفل ينام على الزعفران
وفي طرف النوم خنجر
وأمّي تناولني
صدرها
وتموت أمامي
بنسمة عنبر ؟
أما في الجزء الرابع من " الأرض " يعود ليخاطب الأرض بتضاريسها – ببحرها وحجارتها ولونها الأخضر ورائحة الندى والبخور التي تنبعث منها ومدنها حيث جعل من حيفا رمزا ، وحجارتها الملتهبة كالجمر وينجح درويش في أبراز قدسيه الأرض كمهد للديانات وذكر المسيح عليه السلام كرمز للوحدة الفلسطيمية ،ويعود ليذكرنا بآذار وما حملة من مأساة استشهاد الفتيات الخمس وجعل هذا الإستشهاد سببا يضاف الى الغزاة الغرباء وهو أنبعاث النضال العربي دفاعا عن الأرض ولا سيما القدس












وفي شهر أذار تستيقظ الخيل
سيّدتي الارض !
أيّ نشيد سيمشي على بطنك المتموّج ، بعدي ؟
وأيّ نشيد يلالئم هذا الندى والبخور
كأنّ الهياكل تستفسر الان عن أنبياء فلسطينفي بدئها
المتواصل
هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة -
هذا نشيدي
وهذا خروج المسيح من الجرح والريح
أخضر مثل البنات يغطي مساميرة وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعود الفتى العربيّ الى الحلم والقدس ...
في شهرأذار تستيقظ الخيل .
سيّدتي الارض !
والقمم اللولبيّة تبسطها الخيل سجّادة للصلاة السريعة
بين الرماح وبين دمي .
نصف دائرة ترجع الخيل قوسا
ويلمع وجهي ووجهك حيفا وعرسا
وفي شهر آذار ينخفض البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
حصان على وتر الجنس .
في شهر آذار ينتفض الجنس في شجر الساحل العربيّ
وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج ... أن
يتزوّج ... أو يتضرّج بالقطن
أرجوك - سيّدتي الأرض - أن تسكنيني وأن تسكنيني
صهيلك
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج
والبندقية
أرجوك - سيّدتي الأرض - أن تخصبي عمري المتمايل
بين سؤالين : كيف ؟ وأين ؟
وهذا ربيعي الطليعيّ
هذا ربيعي النهائيّ
في شهر آذار زوجت الأرض أشجارها
وفي لحظة يشعر بها بالتيه فلم نعد الأمور واضحة لديه وكأنه يتحدث عن مشهد ضبابي ويبدأ الجزء الخامس بكلمة كأني وهي كلمة تحمل معنى الشك وعدم اليقين والذي يشعره بهذه الحيرة أيتحدث عن الماضي أم يتابع خطواته إلى الأمام ،لكنه يستدرك فيقول أن خيرته لم تطول فعاد لينسجم مع نفسه فيعود لاستخدام المفردات البسيطة والحديث عن الخريطو التي يريدها لفلسطين وعن المشمش لكنه أيضا يدرك أنه خسر جزءا من هذا الوطن فيطلب أن يعاد اليه ما فقده لتعود هويته إليه

كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسير أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيد انسجامي .
أنا ولد الكلمات البسيطه
وشهيد الخريطه
أنا زهرة المشمش العائليّه .
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّه
ويعود ليخلط في الجزء السادس بين الألم والأمل فيتحدث عن آذار كموعد للإنتصار ةيبين أن فقدان البنات الخمس ما كان ليكون لولا أنهن مضين طلبا للحريه وليعرين الغزاة كقتلة مجرمين ويعاود مخاطبة خديجة وهي إحدى الشهيدات فيتساءل عن مصير البنات الخمس فيجدد الأمل ليعلم خديجة أن تلكم الخمس ذهبن لجمع الحجارة لأن الصدام لا بد آت يدفعهن للتضحية حب الوطن معبرا عن ذلك حقل القمح ودوالي الخليل وليعدن برسائل أشبه ما تكون باليافطات نقشت عليها عبارات حب الوطن وحب القدس وقد جدد الأمل بمستقبل واعد يمحو آثار الهزيمه طالبا من خديجة أن تبقي الباب مفتوحا لأن الخير قادم وهنا يشير الى النصرمستخدما رمز المطر ليجدد آذار من كل عام معنى الإرتباط بالأرض ويعلن ثورة جديدة في وجه الإحتلال.

وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
وتأتي العصافير غامضة كاعتراف البنات
وواضحة كالحقول
العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات .
خديجة !
- أين حفيداتك الذاهبات إلى حبّهن الجديد ؟
- - ذهبن ليقطفن بعض الحجارة
قالت خديجة وهي تحث الندى خلفهنّ .
وفي شهر آذار يمشي التراب دما طازجا في الظهيرة…
خمس بنات يخبّئن حقلا من القمح تحت الضفيرة…
يقرأن مطلع أنشودة عن دوالي الخليل . ويكتبن
خمس رسائل :
تحيا بلادي
من الصفر حتى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة .
خديجة ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطر هذا النهار رصاصا
ستمطر هذا النهار !
وفي شهر آذار ، في سنة الانتفاضة ، قالت لنا الأرض
أسرارها الدمويّة : خمس بنات على باب مدرسة
ابتدائيّة يقتحمن جنود المظلات . يسطع بيت
من الشعر أخضر … أخضر . خمس بنات على
باب مدرسة ابتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البنات مرايا البلاد على القلب …
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها
وفي الجزء السابع من القصيدة يجد درويش نفسه شاهدا وشهيدا شاهدا على الظلم والمعاناة والقهر والمذابح التي عانى منها الشعب الفلسطيني وشهيدا مدافعا عن تماسك الخريطة محاولا استذكارها بصورتها الأصلية قبل أن تتعرض للتغيير نتيجة الهدم والمحو عن الوجود فيشخص من يراه من تجدد للثورة فينظر للوطن ليجد حجارته كاجنحة العصافير ترفرف في كل أجزائه ويحول الندى الذي هو رمز للصفاء والسكينة إلى اسلحة وصهر نفسة في كل جنبات الوطن حتة ذاب فيه كما تذوب نقطة الحبر في كأس من الماء فلا انفصام بعد الذوبان فيتحدث عن نفسه ممثلا كل بقاع الوطن فيذكر ممارسات الغزاة له من إقامة الحواجز ومنع التجول مما أحدث ردة فعل جعلت من عظامه حجارة وفي نهاية هذا الجزء يستخدم الرمزية ليشير الى القرنفل بما يمثلة من رائحة زكية وديمومة في الإخضرار وما تمثلة هذه الشجرة أيضا من شموخ لأنها من اكثر الأشجار طولا علاوة على أنها شجرة متجذرة جذورها كالمسمار فهي سلاح ذو حدين تعطي اكلها لأهل الأرض واصحابها وتتكون حادة قاسية في جذورها تحت اقدام الإحتلال فنجده يقول
أنا شاهد المذبحه
وشهيد الخريطه
أنا ولد الكلمات البسيطه
رأيت الحصى أجنحه
رأيت الندى أسلحه
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوّل
صار قلبي حاره
وضلوعي حجاره
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل

في هذا الجزء نجد عاطفة الشعور بوحدة الوطن فيعود آذار ويجعل نفسة من جديد جزءا من الحدث فآذار بما يمثله من عطاء إلا انه قاس في ذكراه ،قاس في معاناته السنوية وومقارعة الإحتلال فهو أنطلاقة سنوية للسير نحو التحرر وفي هذا الجزء يدعو الكل للمشاركة في حدث المقاومة الذي يأمل منه أن يحقق أحلامه في أنتفاضة تتجدد لتعيد وحدة الوطن فيرى الأمل في صمود و صعود وهبوط فعكا وبحرها ساعة تبتعد وساعة تقترب ،فيدعو وطنه وطن الأنبياء إلى الإلتحام من جديد بعد أن تقطعت أوصاله إلا أن ثمة عوامل مشتركة بين كل مكوناته ،فهو وطن الأنبياء ووطن الشهداء ووطن الزراعة بما تمثله من عطاء ووطن التائهين الضائعين . فعلى الوطن أن يستغل عوامل التكامل فيه فيتكامل بأن يقدم كل جزء ما لديه ويخرج بزيتونه وما تمثله من سلام على الأرض ،فجاء الجزء السثامن على هذا النحو :
وفي شهر أذار رائحة للنباتات . هذا زواج العناصر .
" آذار أقسى الشهور " وأكثرها شبقا . أيّ
سيف سيعبر بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّر !
هذا عناقي الزراعيّ في ذروة الحبّ . هذا انطلاقي
إلى العمر .
فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي ، وعودة
حلمي إلى جسدي .
سوف تنفجر الأرض حين أحقّق هذا الصراخ المكبّل
بالريّ والخجل القروي .
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات ، وتنمو علينا
النباتات صاعدة في اتجاهات كل البدايات . هذا
نموّ التداعي . أسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي.
رأيت فتاة على شاطىء البحر قبل ثلاثين عاما
وقلت : أنا الموج ، فابتعدت في التداعي . رأيت
شهيدين يستمعان إلى البحر . عكا تجيء مع الموج
عكا تروح مع الموج . وابتعدا في التداعي .
ومالت خديجة نحو الندى ، فاحترقت ، خديجة ! لا
تغلقي الباب !
إنّ الشعوب ستدخل هذا الكتاب وتأفل شمس أريحا
بدون طقوس .
فيا وطن الأنبياء ... تكامل !
ويا وطن الزراعين ... تكامل !
ويا وطن الشهداء ... تكامل !
ويا وطن الضائعين ... تكامل !
فكلّ شعاب الجبال امتداد لهذا النشيد،
وكل الأناشيد فيك امتداد لزيتونة زمّلتني
في الجزء التاسع من "الأرض " يجدد الأمل بالإنفراج مستخدما السنبلة كرمز للعطاء فهو على يقين أن المستقبل يخبيء له أعنية سينشدها حين يندحر الغرباء رغم مضي كل هذا الوقت فثلاثون عاما مرت بما فيها من صعوبة العيش نتيجة الأهمال المتعمد من قبل الإحتلال للقرى الفلسطينية ،سينشد الجميع لحن العودة ،وسيتعرض من يعزف لحن العودة ويحتفل بدحر الغرباء سيتعرض للتفتيش والتنكيل ورغم كل هذا وذاك سيبقى يحمل في جسدة قلبه النابض بحب الوطن فليس في هذا القلب سوى سوى شعبه وليس في هذا الغناء الا صوت حزين لما حل بالوطن من مآس وأقلها بسبب السجن وقيوده ،ومع الإصرار والعزيمه يجد المحتل نفسه هو المقيد بسبب صمود واصرار الشعب على التحرر، وفي النتيجة سيبقى آذار ينبض بالحياة وسيورق أوراقا وارفة الظلال .فكان الجزء التاسع كما التالي
مساء صغير على قرية مهمله
وعينان نائمتان
أعود ثلاثين عاما
وخمس حروب
وأشهد أن الزمان
يخبّىء لي سنبله
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساء مساء
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه :
لماذا تغنّي ؟
يردّ عليهم :
لأنّي أغنّي
وقد فتّشوا صدره
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتّشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود
وراء التلال
ينام المغنّي وحيدا
وفي شهر آذار
تصعد منه الظلال

وفي الجزء العاشر والأخير يذكر مفردتي الأمل والفجر ليقول أنه يرى متسعا لبلوج الفجر فيجد الأرض وعشب الأرض يخاطبه أن أن من يزرع في الأرض يزرع ليثمر لا ليقتلع أو يحصد ، ةيعود للتغني بعليل الهواء الجليلي الذي يجد نفسه نعسا عندما يمر على محيا الأم الفلسطسنية وينسى الهوي الجليلي كل شيؤ ليستقرجاعلا من نفسه حارسا" لخديجة " رمز الأم الفلسطينية ويخاطبها قائلا أنه من البديهي أن يكون الرجل الفلسطيني سجينا بحكم نزعته للمقاومة فقد كان هذا هاجس تحقق ليدخل في عملية تبادلية مع الأرض التي مثلت له عشقه الأبدي الذي جعل العشب ينبت بين أصابعه فإذا نام أيقظته رائحة التراب مبكرة ،وإذا نام التراب كان قيده سببا في يكون تراب الأرض يقظا لتخليصه من القيد


فحب الأرض يتوزع بين حبه وحب خديجة وأن هذا العشق الأبدي سيبقى ما بقي الهواء على الأرض فهو لن ينقطع أبدا ما دامت هناك حياة ويعود ليأكد أنه يرى ممرا سيسلكه للتحرر والخلاص ويعود ليأكد أيضا أنه جسد وروح يتحلل في الوطن ، فحتى يقتلوا الأمل المتمثل بحبة القمح عليهم أن يحرثوا الأرض كلها وبالتالي هم يحرثوا جسده الذى بات جزءا من كل ذرة تراب من تراب الوطن .وفي نفس يحمل التحدي يتحدى درويش الغزاة الذيم سيذهبون الى جحيم الحرب أو يذهبون إلى القدس لن يستطيعوا المرور إلى هنا أو هناك ويكرر لن تمروا لن تمروا لن تمروا للتأكيد على استحالة وصولهم لأهدافهم لأن الشعب ممثلا به امتزج بالأرض فكان حالة فريدة لن تسمح للغزاة بالمرور ما دام منهم من ينبض بالحياة .وقد جاء الجزء العاشر كالتالي :
أنا الأمل السهل والرحب - قالت لي الأرض . والعشب
مثل التحيّة في الفجر
هذا احتمال الذهاب إلى العمر خلف خديجة . لم يزرعوني
لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليّ أن يتكلم عني ، فينعس عند خديجة
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني ، فيحرس ظل
خديجة وهي تميل على نارها
يا خديجة ! إني رأيت ... وصدقّت رؤياي . تأخذني
في مداها وتأخذني في هواها . أنا العاشق الأبديّ ،
السجين البديهيّ . يقتبس البرتقال اخضراري ويصبح
هاجس يافا
أنا الأرض منذ عرفت خديجة
لم يعرفوني لكي يقتلوني .
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفي ويرسم
هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتى
رحيل الهواء عن الأرض
هذا التراب ترابي
وهذا السحاب سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشق الأبديّ السجين البديهيّ
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكر...
قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكر
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر ،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض : هل نهضت
طفلتي الأرض !
هل عرفوك لكي يذبحوك ؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء ؟
وهل عرفوك لكي يذبحوك ؟
وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع ؟
أنا الأرض ...
يا أيّها الذاهبون إلى حبة القمح في مهدها
أحرثوا جسدي !
أيّها الذاهبون إلى جبل النار
مرّوا على جسدي
أيّها الذاهبون إلى صخحرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرض في جسد
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض . يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا