رحل فارس من فرسان التمثيل الذين تسابقوا في تقديم أعمال درامية جادة وإن كانت في بدايتها لا تساهم في بناء فكر مجتمعي جيد , جيل شكري سرحان , وكمال الشناوي , وعماد حمدي ..لكن لكل جيل فكره وإبداعه خرج نور الشريف مع حسين فهمي ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز في توقيت حرج , شاهدناهم علي الشاشة الكبيرة في سينما حمود بمدينة المطرية عقب نكسة يونيو سبعة وستين والحقيقة كانت أفلامهم هلس وحب ورقص وخرجت معهن بطلات لم يضفن للسينما المصرية إلا مزيدا من التدني الأخلاقي الذي لازم النكسة وفقدان المصري لعزته وشموخه بعد استيلاء اسرائيل علي سيناء الحبيبة وكنا كمراهقين نشتري المجلات اللبنانية المنتشرة في ذلك الوقت الشبكة والموعد وصور الفنانات العاريات وأمر طبيعي أن ننبهر نحن البنات بشباب السينما المصرية الشيك الذي يربي سوالفه ويرتدي الشارلستون والقمصان الدانتيللا ويجري علي الشط مع نيللي ونجلاء فتحي وسهير رمزي وناهد شريف, لكن بعد نصر اكتوبر بدأ اختيار الأبطال لموضوعات قوية خاصة محمود ياسين مع سعاد حسني وبدأت بفيلم رومانسي رائع هو حبيبي دائما مع حبيبته وزوجته بوسي..وتنتعش السينما وينتعش التليفزيون وتحدث ثورة كبيرة في عالم التمثيل , وتمر الأيام ويبيض شعر النجوم ويزدادون صلعا وهلعا من الزمن الذي جعلهم يتوارون بعيدا عن الأنظار برغم أننا لازلنا نشاهدهم علي الشاشة الصغيرة وتعجبت للزمن الذي يجعلنا نشيخ للدرجة التي تجعل الآخرون يدعون علينا بالراحة أي بالموت , أحضرت المجلات القديمة الكواكب , والنجوم , والشبكة , والموعد , والفن وشاهدت جنازة نور الشريف وقلت إنا لله وإنا اليه راجعون , ومن بين الصور شاهدت صورة للنجم الذي كان محمود ياسين وهو يستند علي ذراع الفنان محمد رياض زوج ابنته رانيا , فحزنت أكثر من فقدان نور الشريف ولا أدري لماذا ؟ هل لأني قابلته كثيرا في بلدي الثاني بورسعيد ؟
ام لاني التقيته في الجيزة ايام عملي كمسئول ثقافي في المحافظة وقرأ أشعاري بصوته..اقول انا لله وإنا اليه راجعون..وتبقي صورة للذكري