التظاهرات السلمية و الصراعات السياسية بقلم احمد الخالدي
تاريخ النشر : 2015-08-13
التظاهرات السلمية و الصراعات السياسية
.................................
مع حلول فصل الصيف الذي يمتاز بالجفاف و المصحوب بالارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي تعد هي الأولى من نوعها التي تمر بالبلاد وفي خضم التغلغل المخيف للفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة العراقية بفضل و بركات فساد القيادات السياسية و هيمنتها المطلقة على خزائن العراق المالية و الاقتصادية و تخبطاتها الفاشلة في إدارة شؤون البلاد الداخلية و الخارجية و اتساع حالة التشرذم و التدهور الغير مسبوق وصولاً لحافة الهاوية وهذا ما جعل العراق يحتل المراكز الأخيرة في التصنيفات العالمية من حيث العلم و التكنولوجيا و التطور و الازدهار و الموارد المالية و الاقتصادية وما رافقها من هيمنة البنوك العالمية و الدول الإقليمية و تدخلها السافر على مراكز اتخاذ القرار السياسي في العراق بسبب زيادة القروض الممنوحة لحكومة العراق سواء من إيران و الغرب و صندوق النقد الدولي وهذا ما يُعد من أفضل انجازات الفشل السياسي و الإداري لكل الحكومات المتعاقبة على إدارة شؤون البلاد خاصة في عهد حكومة مجرم الحرب المالكي و سرقته المليارات و العقود الوهمية فضلاً عن تزايد أعداد النازحين و معاناتهم المتواصلة و المتفاقمة يوماً بعد يوم ناهيك عن ابرز انجازات المالكي خيانته العظمى بسقوط الموصل ثاني اكبر محافظة بالعراق بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و حصولها على غنائمها من الأسلحة العراقية بأعداد كبيرة مما تسبب في اتساع رقعة هيجان الشارع العراقي بخروج التظاهرات الغاضبة و الناقمة على الواقع المرير و استشراء الفساد في دوائر الدولة من دون رادع له لغياب الدور الرقابي لأغلب الأجهزة الرقابية لعمل الحكومات العراقية التي هي مَن يسرق وهي مَن يراقب سرقاتها ( حاميها حراميها ) فأي عاقل يصدق بذلك ؟؟؟ من هنا خرجت آلاف المتظاهرين الذين كفل لهم الدستور حق التظاهر و التعبير عن الرأي بالطرق السلمية و القانونية و أمام هذا الغضب العراقي الذي كشفت عن أصله و حقيقة مطالبه المرجعية العراقية و وقفت إلى جانبه فكراً و قلباً ومدى محاولة استغلال أصحاب المصالح الفئوية للكتل السياسية القائمة على الصراعات الشخصية لكي تضمن تحقيق مكاسب نفعية وشخصية من خلال محاولاتهم إدخال تلك المظاهرات في مربع تقاطعاتهم الضيقة على حساب مكاسب و مصالح الشعب العراقي فيما بينها من اجل زيادة مكاسبها و هيمنتها على مراكز القيادة في العراق من جديد لتحل محل الحكومة الحالية المتمسكة بمناصبها الحالية وهذا ما جاء بمعرض الاستفهامات الواقعية للمرجع الصرخي الحسني في بيانه الأخير الموسوم ( الكهرباء : أو الأطفال و النازحين و الدماء ) في 2/8/2015 بقراءته الصحيحة للواقع الحالي وما يمر به العراقيون من أزمات و ويلات في ظل واقعه الحالي المرير بقوله : ((نحن معكم بكل ما أوتينا ، ونطالبُ بما تطالبون به ، ولكن نسألُ ما هو موقِفُكم ورَدُّ فعلِكم عندما تعلَمون وتتيقَّنون أنَّ بعضَ الجهات المحرِّكة للتظاهرات لم يكن تحريكُها من أجلِكم بل لكي تضغط على الجهات المنافسة في الحكومة والسلطة فتسقطها فتكون هي البديلة عنها فيحصل هذا الحزب أو هذه الميليشيا أو هذه الدولة على مرادِها في السلطة فتتسلط بدل السلطة الحالية ، وأنتم ترجعونَ بخُفّي حُنَينْ ، فلا تحصلون على شيء ؟!! .)) و حذر المرجع الصرخي في الوقت نفسه من مغبة الركون إلى الترقيعات الفاشلة و سياسة الكذب و الخداع التي سيلجأ إليها ساسة الفساد و المتلبسين بزي القديسين المزيف أصحاب فتاوى الاقتتال الطائفي إن لم يحدث التغيير الحقيقي و بشكل صحيح بحل الحكومة و البرلمان و تشكيل حكومة خلاص وطنية مؤقتة بقوله :((يا أبنائي وأعزائي وأحبابي أنصحكم ونفسي : يجب أن تَعلَموا وتتيقَّنوا أنه مع الجُبْنِ والخنوعِ والتبعية وعبادةِ أحبار ورهبان وفراعنة الدين ومع عدم التغيير فإنَّ الأمورَ تسير من سيّءٍ إلى أسوأ وأسوأ )) .

بقلم / احمد الخالدي