عن الحركة الأسيرة ومعنى المسؤولية الوطنية بقلم: خالد بركات
تاريخ النشر : 2015-08-13
عن الحركة الأسيرة ومعنى المسؤولية الوطنية بقلم: خالد بركات


عن الحركة الأسيرة ومعنى المسؤولية الوطنية / خالد بركات

لا يوجد مؤسسة فلسطينية واحدة، محترمة وفاعلة، خارج الأرض المحتلة، تُعنى بشؤون الحركة الوطنية الأسيرة وتعمل على إسناد نضالاتها وحقوقها. وفي زمن مضى، لم نسمع عن " قضية الأسرى " و" قضية اللاجئين " و" ملف القدس " و" ملف الاستيطان "، والى آخره من قضايا، لأن كل تلك العناوين النضالية كانت تعني قضية واحدة ولكل الناس. يجري النضال على جبهتها من موقع المسؤولية الوطنية وخارج مفهوم " التخصص " و" المهنية " وأهواء الدول" المانحة ". وذلك طبعاً قبل تقطيعها وتجزئتها، عن قصد، في إطار التدمير المنهجي للمؤسسات الوطنية، وتفكيك المنظمة والقضية معاً، على يد " اتفاق أوسلو " سئ الصيت والسمعة والاسم.

أين مسؤوليتنا اليوم تجاه الحركة الوطنية الأسيرة؟

سفارات العدو الصهيوني كانت تعمل ليلاً ونهارًا، سراً وجهاراً لتحرير الرهينة شاليط من قبضة المقاومة في قطاع غزة. لم يتركوا أداة ضغط واحدة، إلا وحاولوا توظيفها لتحقيق الهدف، وفعلوا. فأين دور السفارات والبعثات الفلسطينية التي تشفط ملايين الدولارات من جيب الشعب الفلسطيني، ما هي وظيفتها ومسؤوليتها؟

قد لا يعرف البعض أن ميزانية م.ت.ف - المعلنة - تصل إلى 300 مليون دولار. وربما أكثر . فما هي حصة اللاجئين والأسرى فيها؟ الذين أسسوا المنظمة بالدم والتعب والعذاب وجمعوا القرش فوق القرش والرصاصة فوق الرصاصة ودافعوا عن وجودها (هم) حتى تكون لهم، لا عليهم. الآن صارت مجرد يافطة خاوية، تنكرهم. وفقدت قدرتها تماماً، تخلت عن موقعها لصالح طبقة السلطة، فلا تستطيع التحرك الرمزي، ولو في الحدود الدنيا، كدعوة الجمعية العامة في الأمم المتحدة للانعقاد من أجل " قضية الاسرى " أو توثيق جرائم العدو والمستوطنين والتصدي لما يجري من مؤامرة وفساد في " الانروا " ؟!

الدور الشعبي / الدولي

مع ذلك، يجب أن نرى ما يحدث على الضفة الأخرى، ونقدر عالياً كل الجهود والمبادرات الشعبية في الشتات. المسيرات والاعتصامات التي تنظمها قوى وطنية في المخيمات الفلسطينية، تحديداً في لبنان ، والدور الاعلامي والسياسي لشبكة " صامدون "  ، ومنظمة " يو فري " في أوروبا ،  ولجنة " إن مايندز " في بريطانيا وحملات التضامن مع رموز الحركة الاسيرة ، أحمد سعدات و مروان البرغوثي و أمير مخول وخالدة جرار وخضر عدنان (دائماً) و جورج عبد الله وآخرين ، فضلا ًعن دور حركة المقاطعة الدولية وعشرات الأحزاب والكتل والشخصيات البرلمانية والحقوقية في العالم ،  شعبنا " مش مقطوع من شجرة "  تماماً، كما يقول المثل الشعبي. حتى لو تخلت عنه " القيادة " الفلسطينية !

يجب تطوير هذا الدور، ودفعه نحو آفاق أبعد على طريق التدويل الشعبي / الدولي .لأن استعادة موقع الحركة الأسيرة ، في إطار الحركة الوطنية الأم، يعني استعادة أشياء وقيم كثيرة ، لكنه يشترط تحرير " قضية الأسرى " من قبضة السلطة الفلسطينية أولاً . لقد حشروا واحدة من أهم العناوين الكبيرة بالنسبة للشعب الفلسطيني في " هيئة " ضعيفة لا قوة لها، وقبل الهيئة كانت " وزارة " وقالوا للشعب : إرتاح !   

مسؤولية المقاومة والشعب.

نُكرر قناعتنا والقول مرة أخرى: تحرير الأسرى من سجون العدو طريقه معروف ولا يحتاج إلى الكثير من العلاك الفارغ. هذه مسؤولية المقاومة والأذرع العسكرية المسلحة، يتحرر الاسرى بعد خطف جنود وضباط العدو، وإجراء عملية التفاوض اللامباشر، وانجاز التبادل.  نقطة . حدث هذا عشرات المرات في الماضي وسيظل يحدث حتى يوم العودة و التحرير . لكن علينا أن لا ننسى أشكال النضال الأخرى، وهي كثيرة ومهمة أيضاً. ويقدم لنا الشباب الحر في المحتل من الوطن عام 48  نموذجاً حياً على ذلك، والشباب المقدسي الذي يقاتل إلى جانب الأسرى ، بالقول والعمل الميداني،  ويتعرض للاعتقال والمضايقات الأمنية ، ويتجاوز فكرة " التضامن  مع الأسرى"  ويعتبرها مسؤوليته . وبعضهم يعلن المشاركة في الاضراب عن الطعام تضامناً مع الأسير البطل محمد علان.

مظاهرة واحدة ، غاضبة وموحدة في مخيم الدهيشة تخيف العدو أكثر من كل الخطابات الرنانة وجولات وزير الخارجية وبيانات الادانة والشجب والتنديد .

خلاصة :

الحركة الوطنية الأسيرة هي النواة الصلبة للمقاومة وخط الدفاع الأول عن القضية والشعب.  إنها " زبدة المحصول " كما يقال، هؤلاء القادة ومعهم آلاف الكوادر الوطنية المجربة، لا يطلبوا شفقة من أحد. كل ما تطلبه منا الحركة الأسيرة اليوم هو أن نحرر صوتنا وإرادتنا، أولاً وثانياً وعاشراً.