إتفاق على کف عفريت بقلم:سهى مازن القيسي
تاريخ النشر : 2015-08-12
سهى مازن القيسي
على الرغم من إن الاتفاق النووي بين الدول الکبرى و إيران قد أعلن عنه في اواسط شهر تموز الماضي، ومع إنه لم يتم التصديق عليه من قبل الاطراف المعنية کي يدخل حيز التنفيذ، لکن مع ذلك لازالت التصريحات و المواقف المختلفة بشأن تتواتر و الذي يجمع بين کل هذه الاراء و المواقف هو عدم الثقة بإيفاء طهران بإلتزاماتها و تنفيذ بنود الاتفاق کما يجب.
طهران التي لها باع طويل في مجال الالتفاف على الاتفاقات و التعهدات التي توقع عليها ولاسيما تلك المتعلقة ببرامجها العسکرية و الامنية و الاستراتيجية، يشکك الکثير من المراقبين و المحللين السياسيين بأن يستمر هذا الاتفاق و ينفذ من جانب طهران، خصوصا وان الاخيرة قد ذهبت الى طاولة المفاوضات النووية مضطرة و على الضد من رغبتها و إرادتها وأجبرت على تقديم تنازلات کبيرة من أهمها و أخطرها إنها سمحت للدول الکبرى بأن تدوس على الخطوط الحمر، فإنها"أي طهران"، لايمکن الوثوق بها و بتعهداتها خصوصا وان تنفيذ بنود الاتفاق وکما هو وارد في الاتفاق، يعني إطلاق رصاصة الرحمة على الحلم النووي الايراني و تجرع کأس السم النووي بحق و حقيقة من جانب المرشد الاعلى للجمهورية.
ماقد أکده قائد الباسيج الإيراني، اللواء محمد رضا نقدي،من إن "العقوبات يمكن أن تعود بأي لحظة ضد إيران، وليس هناك مستثمر غربي عاقل سيستثمر في إيران في ظل هذه الظروف"، واحد من المٶشرات البارزة و الملفتة للنظر على حالة القلق و التوجس و الترقب التي تسود في طهران و تسيطر على مختلف الاوساط الحاکمة، حيث إنهم يعلمون جيدا الى أين يٶدي الامر في حالة تنفيذ بنود الاتفاق کما هو مطلوب، ولذلك فإنه يتم الاعداد و الاستعداد منذ الان للمشوار الصعب الذي ينتظرهم و الذي قطعا لايمکن أن يفوا به.
المقاومة الايرانية التي هي أکثر الاطراف خبرة و معرفة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بإسلوب تفکير قادته و مسٶوليه، ولذلك فإنها ومنذ بداية المفاوضات النووية حذرت من إنه لايمکن لطهران أن تنفذ أي إتفاق نهائي مالم يرافقه إجراءات و بنود حازمة و صارمة تحول دون تلاعبه و قفزه على الحقائق، وان الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين الدول الکبرى و طهران، قد أثار عاصفة من الانتقادات لإنه ومع بعض المزايا الايجابية فيه لکنه لايرقى الى مستوى قرار حازم و صارم يسد کل الابواب و المنافذ و الثغرات على طهران کي تلف و تدور و تراوغ و تخادع، ولهذا فإن مشوار إنهيار و فشل هذا الاتفاق الذي يصح أن نقول إنه على کف عفريت، قد بدء.
[email protected]