ريمه تعود لعادتها ... العبادي يلوذ بالفاسدين للإصلاح!!.
احمد محمد الدراجي
تناقلت وسائل الإعلام توجيهات العبادي الإصلاحية المزمع إجرائها، وهنا لا نريد أن نتحدث عن طبيعية تلك الإجراءات وماهيتها وهل هي تمثل الحل الجذري الحقيقي لإنقاذ العراق وشعبه، فيما لو طبقت، وإنما نريد إن نشير إلى قضية مهمة وخطيرة تكشف عن غياب الإرادة الجدية للإصلاح والتغيير الحقيقي الناجع، وليس الإعلامي التخديري التسويفي، لذر الرماد على العيون، وامتصاص غضب الجماهير، ضمن سيناريو معد تشترك فيه المرجعية وأولادها السياسيين الفاسدين، الهدف منه تمييع التظاهرات تدريجيا وبطريقة غير مباشرة.
فقد جاء في بيان لمكتب العبادي انه طلب من مجلس الوزراء بالموافقة على القرارات، ودعوة مجلس النواب إلى المصادقة عليها، لتمكين رئيس مجلس الوزراء من أجراء الإصلاحات التي دعت إليها المرجعية الدينية العليا وطالب بها المواطنون في محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
لا نعلم هل نضحك أم نبكي؟، وماذا نقول؟، وماذا نكتب، العبادي يطلب الموافقة من مجلس الوزراء، والمصادقة من مجلس النواب، ومجلس الوزراء والنواب يتكونان من الوزراء والنواب الذين خرج الشعب ضدهم!!!، وطالب بتغييرهم ومحاكمتهم!!!، يطلب من الوزراء والنواب الذي يخضعون لأوامر الكتل والأحزاب الفاسدة الفاشلة الخاضعة لدول الاحتلال وفي مقدمتها إيران المحتل الأكبر والأشرس!!، يطلب من الذين يتصارعون من اجل المناصب والكراسي!!، يطلب من صناع الطائفية والأزمات والمليشيات!!، يطلب من المتاجرين بدماء العراقيين!!، يطلب من السارقين لأموال الشعب وثرواته!!، يطلب منهم بان يصادقوا على ذهاب ملكهم وأموالهم ومناصبهم التي بنوها على أكتاف المحرومين وبدماء العراقيين!!،وهذا يعني الرجوع بخفي حنين، يعني "ردت ريمه لعادتها القديمة"، وسنعود إلى هذه الأسطوانات المشروخة: بعد اللتيا والتي قرر مجلس البرلمان عقد اجتماع لقراءة إجراءات العبادي...وبعد فترة من الزمن تتخللها خلافات واختلافات وتأجيلات وحضور وعدم حضور واكتمال النصاب وعدم اكتماله وو....،قرر مجلس والنواب عقد اجتماع لمناقشة توجيهات العبادي، وبعد اللتيا والتي قرر مجلس النواب عقد اجتماع لأجراء التصويت على قرارات العبادي، وهنا نقطة نظام وفيتو والعاقل يفهم....فأي إصلاح تتحدث عنه المرجعية والعبادي، حدث العاقل بم لا يعقل فان صدق فلا عقل له...
أيها المتظاهرون، إن تظاهراتكم وصيحاتكم وإصراركم هو الذي دفع مرجعية السيستاني وغيرها من الانتهازيين إلى ما نسمعه إعلاميا وعلى لسان خطيب الجمعة في كربلاء بأنها دعت العبادي إلى ما دعت إليه، وهذا يعني إنكم من أيقظها من سباتها، وان هدير تظاهراتكم أقلقها فسارعت إلى ركوب الموج حتى لا يحدث ما لا ترتضيه مصالحها، وبدأت تطلق خطاباتها الانتهازية، هدفها المبطن تهدئة الوضع ومحاولة إطفاء غلواء المتظاهرين، وإلا أين كانت المرجعية عن معاناتكم وآلامكم ومأساتكم؟، ولماذا لم تبادر هي وتطلب منكم التظاهر من اجل حقوقكم المسلوبة؟، ناهيك عن الحديث عن تحملها المسؤولية الرئيسة في تسلط الفاسدين، فالحذر الحذر من الخديعة، فالحذر الحذر من التخدير، فالحذر الحذر من التغرير،الحذر من الالتفاف على مطالبكم،فلقد فاحت رائحته، وبانت خيوطه...
أيها المتظاهرون لقد أرعبتم الانتهازيين والفاسدين وهم اليوم اوهن من بيت العنكبوت فلا تنخدعوا ولا تلدغوا ولا تمرر عليكم الخطابات والوعود التي ظاهرها أنيق وباطنها جهنم وسحيق، انتم فقط وفقط وفقط، من يصنع التغيير...انتم أقوى من الجميع ... لا خلاص و لا نجاة إلا بالتغيير الجذري الحقيقي، وحل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خالية من كل الفاسدين تعتمد المنهية والكفاءة في اختيار الأعضاء وبعيدة عن كل الولاءات إلا الولاء للعراق وشعبه الجريح وهذا هو مشروع الخلاص الذي طرحه المرجع الصرخي.
ريمه تعود لعادتها ... العبادي يلوذ بالفاسدين للإصلاح!!بقلم:احمد محمد الدراجي
تاريخ النشر : 2015-08-11