أنا وصديقي!
التقيت بصديق سألته عن أحواله ،قال بصوت أسمعه أحيانا ولم آلفه منه بأنه قد تغير منذ أن رحل وقال... في الحي الذي أسكن فيه تجاورني امرأة تصوم رمضان وتقيم الصلاة وتملك من أموال غيرها الكثير ولا تؤتي الزكاة، تزعجها ابتسامات الأطفال، تتحدث بأمور الدين وتقرأ من القرآن التعويذات إلا الفلق وتهرب من المكان الذي يتعوذ فيه الإنسان كما لو كانت قطة سوداء داكنة ، وفي الحي الذي أنا فيه رجل تجاوز عمره العقد بعد نصف قرن يلاحق المارين ولا يغض بصره ،بلع ما كتب له الله من نصيب وأكل من مال غيره نصبًا، وفي جيب قميصه قرآن بحجم كف اليد، وفي الحي شيخ لا يخرج إلا بعمامة وطربوش وفي فناء بيته يقيم الليل بكأس يطل فيه على زوجة الجار الذي قرأ فيه مولد ،وفي الحي أيضا مسجد واحد وفكرة لبناء آخر وطبيب في بيته متجر دواء ،وسائق تكسي زجاج سيارته بلون الليل!!!؟ وسيدة تمضي نهارها في بيوت الحارة، وزوجها لا يترك بيتًا من بيوت الله إلا ويستضيفه ،وفي الحي يسكن ماركسيّ لم يعد من الكادحين ، وصار يقول بأن ما يملكه من عند الله وفضله ومن عطائه الكريم ،
في الحي نمط واحد للحياة وألف شكل وألف ادعاء ومرجعيه واحدة ودين واحد وناس بألف لون ولون وأصوات مختلفة ،وفي الحي يصيح ديك لا يسكت إلا في الفجر وثغاء غنم ونقنقة دجاج وثعلب وتغاريد مختلفة من الطيور وأصوات مزعجة من داخل البيوت ،ولا يسكن فيه من الحمير غيري، أحسست بسبب تغيّر صوته!!!
انا وصديقي..بقلم حسين حلمي شاكر
تاريخ النشر : 2015-08-10
