خاب آلسّياسيّون!
منذُ عشراتِ السّنين و قبل السّقوط الفضيع لنظام صدام المجرم بربع قرن؛ كتبنا الكثير من النّشرات و وزّعنا البيانات و شكّلنا الّلجان و أقمنا الأجتماعات و المؤتمرات و المظاهرات و المعسكرات لنصرة الأمّة و القضية العراقيّة, و كنّا بحمد الله مخلصين على نهج الصّدر الأوّل, و لم نتّخذه وسيلة للأرتزاق أو السّلطة و كما فعل الآخرون بلا حياء و لا خجل حتى أوصلوا البلد إلى ما وصل إليه من المآسي و الفقر و المرض و العوق و الأرهاب بسبب جهلهم و لهوثهم وراء المال و الرواتب و المخصصات!؟
ثورتنا كانت فكريّة إنسانيّة صادقة و نهضة حقيقيّة مخلصة, لأننا حملنا بين جوانحنا و في أعماقنا بكلّ أمانة و إخلاص فكر الصّدر الأوّل الطاهر ألمظلوم الذي علّمنا بآلتفصيل كيف ننتصر على خطى الحسين(ع) و والده الأمام عليّ سيد العدالة الأنسانية, و كانتْ بحقّ ثورة جهادية (فيسبوكية) لم يصدّقها في البدء جميع العتاوي الحاكمين في المنطقة الخضراء .. بل كان أكثرهم يبتسم و يسخر من مقالاتنا التي كانت تمثل عصارة فكرنا و ثمرة سعينا و جهادنا لنصرة المظلومين, لأعتقادهم – أيّ السّياسيون - بأنّ الأموال التي سرقوها و السّلاح و الحمايات و الحكم بأيديهم و ستحميهم من نار ثورتنا الكبرى, و إن الشعب لا يُمكن أن ينتفض لأنّه بحسب إعتقادهم شعب جاهل و أميّ لا يعرف الحقّ!
و كانوا يستهزئون بمقالاتنا .. بقولهم : دعهم يكتبون و ينشرون .. فلا أحد يقرأ أو يفهم أو يُصدّق أو ينتفض و يثور!!
فآلشعب كلّه مخدّرٌ و معوّقٌ جسدياً و فكرّياً و جاهلٌ إلى الحدّ الذي لا يفهم حقوقه, و إنّ الأعلاميين قد تمّ شراء ذممهم خصوصا العاملين في (شبكة الأعلام العراقي) و لذلك لن ينتفض الشّعب أبدا حتى لو فعلنا بهم أكثر من هذا .. لأنهم بآلأضافة لما ذكرنا .. هم أنفسهم من إنتخبونا!
لكن خابت ظنونهم و آمالهم فها هو الشعب رغم كل المأساة قد نهض .. بل إنتفض مطالباً بحقوقه المشروعة و سيهجم على الظالمين بحملة رجل واحد بعد إسبوع من الأنذار الذي أعلنه لأسقاط البرلمان و كل المنظقة الخضراء, و قد عرف السياسيون هذه المرة بأنها إنتفاضة حقيقية .. و لذلك أتخذوه هذا المرة بجدّية, حتى كثفوا الأتصالات و دارت إجتماعاتهم للبحث عن مخرج و هم في حيرة من أمرهم لا يعلمون ما يفعلون و لسان حالهم:
أ أتركُ ملك الرّي و الرّي منيتي .. أم أصبح مأثوماً بقتل حسين!
فإما الأستمرار بقتل الشعب أو التنازل عن الحكم و المسؤولية مع كامل الأموال التي سرقوها!؟
إنّها ثورة الفكر الذي كنتم بها تكفرون يا أيها السياسيون الفاسدين!
إنها حقوق شعب فقير معدوم مسحوق معوّق منهوب منذ نصف قرن بل و يزيد!
إنها خط النهاية, فإستعدوا؛
إما التنازل و قبول الحقّ و ردّ كلّ الأموال التي نهبتموها على مدى عشر سنوات ..
أو الهروب و اللجوء لدى أوليائكم في لندن و واشنطن حيث كنزتم أموالكم و مساكنكم و أولادكم!
و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون!
عزيز الخزرجي
خاب آلسّياسيّون!بقلم:عزيز الخزرجي
تاريخ النشر : 2015-08-10
