كن أقل فضولاً
فاطمة المزروعي
كلما كبرت همتك وطموحاتك، فإنه تبعاً لهذا ستكون غايتك واسعة وأهدافك عظيمة، وبالتالي فإن عملك سيكون دوماً راقياً لأن الهدف سامٍ ومميز.
نحن ودون تعميم ـ البعض ـ ودون أن نشعر نهتم بالقشور والسطحيات، نهتم بما لا فائدة حقيقية منه، على سبيل المثال: ما فائدة أن تجتمع الصديقات ولنحو الساعة يخصصن حديثهن حول مطعم تم افتتاحه مؤخراً؟! أو يكون محور الحديث طوال الليل لمجموعة من الأصدقاء حول الكرة ومعظمهم لا يمارسون الرياضة بل مترهلون يعانون من السمنة؟
حسناً بعد انتهاء كافة الأحاديث والكلمات المتبادلة والنقاشات التي تصل أحياناً للحدة، ما الفائدة التي خرجوا بها؟ أو ما الحكمة التي تم اكتسابها؟ هل انعكست إيجابياً على حياتهم؟
في المجمل، ألم يستحق لقاؤهم وجمعتهم حواراً ونقاشاً أهم حول قضايا هم في أمس الحاجة إليها؟، هذا يقودني نحو كلمة بليغة قالتها الدكتورة ماري كوري، وهي عالمة فيزياء وكيمياء شهيرة تعتبر أول امرأة فازت بجائزة نوبل، بل هي الوحيدة التي فازت بها مرتين في الفيزياء والكيمياء، تقول: «كن أقل فضولاً بالناس، أكثر فضولاً بالأفكار».
وبحق نحن بحاجة للاهتمام بالعلم والتدرب على توليد الأفكار، والتركيز على مسيرتنا الحياتية العلمية والمعرفية، وألا نصب الاهتمام بالناس وأحاديثهم التي لا طائل منها، مطعم تم افتتاحه، وفلانة تمدح طبخهم، ثم ماذا؟ بعض المواضيع شحيحة جداً ولا تستحق التوقف ملياً عندها، لنتجاوز القشور ونهتم بما ينفعنا في مسيرتنا وحياتنا.
كن أقل فضولا بقلم:فاطمة المزروعي
تاريخ النشر : 2015-08-09
