علي ساجت الفتلاوي
عند إختيار حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية، ومارافق ذلك من إطلاق شعارات رنانة و طنانة و براقة بشأن الاصلاح و الاعتدال، والتي صدق بها البعض و إنتظروا"عبثا و من دون جدوى" تغييرا في إيران، لکن الذي حدث إن التغيير قد تم فعلا ولکن نحو الاسوء.
إجراء عملية مقارنة بين فترة حکم أحمدي نجاد و بين فترة حکم روحاني، تبين بکل وضوح أن فترة الاخير قد شهدت إنتهاکات فظيعة و إستثنائية لحقوق الانسان ولاسيما من حيث تصعيد الاعدامات و بلوغها حدودا و مستويات غير مسبوقة، بالاضافة الى صدور القوانين القمعية المجحفة بحق المرأة و تلك التي تحد من الحريات الخاصة و العامة، الى الحد الذي يمکن القول بإنه لامجال للمقارنة بينهما وان فترة روحاني قد فاقت مختلف الفترات الاخرى من حيث سلبياتها اللامحدودة.
من مميزات فترة حکم روحاني تصعيد حملات الاعدامات بصورة إستثنائية بحيث أثارت معظم الاوساط المعنية بحقوق الانسان وان التمعن في تقرير نشره موقع "الشبكة الفيدرالية لحقوق الإنسان"، التي تضم 164 منظمة حقوق إنسان من حول العالم، والذي أکد بأنه ستتخطى إيران في 2015 الرقم القياسي للإعدامات المسجل عام 1989 إذا ما استمرت في تنفيذ أحكام الإعدام بالوتيرة الحالية نفسها، والمهم و الجدير بالملاحظة هنا هو إن تصعيد الاعدامات قد بدأ و بوتائر غير إعتيادية بعد تسلم روحاني لمهام منصبه.
هذا التقرير الذي شرح تزايد حالات الاعدام في الاشهر الاخيرة(أي في فترة روحاني)، فإنه أکد على إنه"يساق أطفال إلى حبل المشنقة أحيانا، وسط تجاهل دولي"، مشيرا الى أن إيران تحتل المرتبة الثانية بعد الصين في تنفيذ أحكام الإعدام والمرتبة الأولى في العالم في إعدام المراهقين، يثبت بوضوح بأن ليس هنالك من أي إصلاح او إعتدال بالمرة وانما وعلى العکس من ذلك تماما، هنالك تشدد و مضاعفة في القمع و التنکيل بالشعب الايراني.
تصاعد تنفيذ أحکام الاعدام ليست لوحدها من مميزات فترة حکم روحاني وانما تضاف إليها أيضا ممارسات غريبة من نوعها من قبيل رش الاسيد على النساء او طعنهن او الاعتداء عليهن من قبل رجال الامن، هذا الى جانب ماقد نقلته التقارير عن قيام السلطات الايرانية في مشهد بالمبادرة الى قطع رجل و يد متهم بالسرقة في آن واحد، مما يبدو منتهى البربرية و القسوة المفرطة بحق الشعب، وقطعا لم نسمع في الفترات السابقة بهکذا حالة دموية فريدة من نوعها سوى في عهد ماسموه کذبا و زورا بعهد الاصلاح و الاعتدال، وإن ماقد أکدت و شددت عليه المقاومة الايرانية في بداية إختيار حسن روحاني من إنه لايختلف عن أسلافه و هو إمتداد للنظام و لن يعمل من أجل أي إصلاح، وهو ماقد تم إثباته عمليا، وإننا نتسائل: إذا کان روحاني معتدلهم و يفعل کل هذه الفظائع فکيف الحال مع متشددهم؟!
[email protected]
هذا معتدلهم فکيف بمتشددهم؟!بقلم:علي ساجت الفتلاوي
تاريخ النشر : 2015-08-06