بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم بقلم:فاطمة المزروعي
تاريخ النشر : 2015-08-06
بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم بقلم:فاطمة المزروعي


بُلينا بقوم يظنون أن الله لم يهدِ سواهم

فاطمة المزروعي

من الملاحظات الجديرة بالتمعن والتفكير مطولاً، ثلة من الشباب في مقتبل العمر، نشاهدهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدثون باسم الدين، وهذا لا بأس به، أن تجد شاباً متعلماً العلوم الشرعية أمر يفرح ويسعد، لكن المعضلة دوماً هو خطابهم القاسي وكلماتهم الاستفزازية، وضيقهم بالآخر، دون تعميم، وأنت تقرأ أو تشاهد مقطع فيديو لهم، تصاب بحالة من الغضب وأيضاً الحيرة في كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال، فلديهم ضيق من الآخر، وكراهية لأي رأي معارض، ويعتقدون أنهم يملكون الحقيقة الواضحة الساطعة.
حتى في قضايا الخلاف الفقهي التي مضى عليها قرون وعلماء الإسلام تهادنوا واتفقوا بأن لا نص مع أي فريق حولها، وأنها من قضايا الاختلاف تجدهم يتنطعون ويفتون ويقررون، ويرفضون أي تعارض مع وجهات نظرهم.
هؤلاء الذين تحتار من أي بيئة خرجوا وأي عقول ربتهم وعلمتهم، هم نواة التطرف والإرهاب في مجتمعاتنا، عدم تعلم ثقافة الاختلاف وأنها سنة ربانية، هي المشكلة دوماً التي يرفض البعض التسليم بها، تقبل الآخر المختلف عنا ونشر قيم التسامح والمحبة، جميعها مبادئ معدومة أو يتم محاربتها في بيئات اجتماعية عدة من عالمنا العربي. لذا نجد أمثال هؤلاء، الذين قال عنهم العالم الطبيب والفيلسوف ابن سينا: «بُلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم».
هذه الفئات التي تنقصها الخبرة وأيضاً العلم الشرعي الصحيح، تتحدث في كل شيء من دون هوادة أو تردد في السياسة والصناعة والاقتصاد والمجتمع وقضايا الطب والعلوم والفلك وغيرها كثير، وكأن لديهم تصريحاً بالصراخ وفرض آرائهم على مجتمعاتهم، ومن يخالفهم فالتهم جاهزة وقوالبها متعددة .. إنهم بحق ابتلاء.